تعتبر الإحالة إلى المعاش (الإجباري- الاختياري) قراراً قانونياً.. والإحالة للمعاش تعني التقاعد والتوقف عن العمل لمن يشغلون وظيفة ما عندما يصلون لسن محددة.. ووفقاً لذلك يمنح الشخص المحال للمعاش مرتباً شهرياً.. وهذا الراتب مضمون لحين وفاته وبعدها يتم دفع نسبة منها إلى الورثة!! لكن من ناحية أخرى هنالك جانب آخر من التقاعد «سن التقاعد»، قبل عام 1925 هو 70 سنة ولايزال حتى الآن إلا أنه في بعض الدول (72) سنة.. ومهما كان العمر الذي تحدده قوانين الخدمة المدنية للتقاعد.. ففي بعض الوظائف لا يمرون بتجربة التقاعد ويستمرون بأداء وظائفهم مثل المحامين والمهندسين والاطباء ولكن الموظفين والعمال هم الأكثر عرضة للاحالة للمعاش والتصاعد لكن في ظل البحث عن ملاذ آمن يبقى الاثر الذي يخالج التقاعد كبير جداً خاصة في المجتمع السوداني والذي لا يتقبل فيه الام بسهولة فالمتقاعد يخالطه شعور بعدم اهميته في المجتمع وأنه تمت احالته إلى الاحتياط وأنه أصبح زائداً عن الحوجة ويشكل هذا الحاجز النفسي في المتقاعد هاجسا وقد يعجل بشيخوخته أم موته وكذلك تأثير من حوله ونظرات الشفقة وتغير حياته بصورة كاملة وهي مرحلة حرجة للمتقاعد وفق لمفاهيم خاطئة سادت في المجتمع البعض لا يرحب بمرحلة التقاعد فبعد مرحلة العمل والنشاط يجدون انفسهم حبيسي البيوت والجلوس أمام المنازل فيشعرون بالغربة في منازلهم ويمرون بأوقات صعبة وثقيلة ومرة على وهنالك ايضاً خسارة النفوذ والهيبة والوظيفة وغيرها من الامتيازات الدكتور عز الدين الإمام في علم النفس تحدث الينا قائلاً ان الشعور بعدم الأهمية والوحدة شعور قاتل إذا تنامى داخل الانسان بعد ان يكون قد أمضى سنين عمره في خدمة الآخرين وقد يؤدي إلى حالة حادة من الاكتئاب ولابد من ايجاد هواية معينة وحياة جديدة للمعاشين وليس التقاعد هو نهاية المطاف كما هو يعتقد لدى المجتمع السوداني لابد من نشر ثقافة الوعي بقدرة الإنسان على العطاء بها كانت السن إلا إذا كان هنالك سبباً قوياً كالمرض والعجز!! وقال ان المتأثر من حالة المعاش هو الرجل في العموم أما المرأة فسرعان ما تندمج في المجتمع والحياة وتأخذ دور الحبوبة والحماه وتهتم بالآخرين أكثر من الرجل الذي يتخذ ركناً قصياً ويحكي عن ماضيه في كل مناسبة اجتماعية!! إذا علينا كمجتمع واعلام ومهتمين أن نزيد جرعة الوعي والثقافة وان المتقاعد ليس هو الميت وقاعد وأن المعاش ليس هو الما عاد عاش وان الحياة مستمرة وان المعاشيين لديهم الكثير فقط لتجعل لها فرصة أخرى ويلكونوا هم أصحاب المبادرة في كسر مفهوم التقاعد والمعاش ليبدعوا من جديد فالذهب لا يصدأ..!!