رئيس التحرير صحيفة آخر لحظة تحية طيبة وبعد ،،، أشير إلى مقالكم المنشور في عدد (2014) بتاريخ 27 مارس 2012 تحت عنوان (ما الذي يجري في داخل هذه الهيئة) ، والرد عليه من طرف السيد المستشار القانوني للهيئة في عدد (2023) بتاريخ 5 أبريل 2012 . أود الإفادة بأني سأوافيكم لاحقاً بمقال مفصل من ثلاث حلقات حول ما يجري بهذه المؤسسة العربية الاستثمارية الزراعية المنكوبة ، ولكن قبل ذلك أود التعبير عن إعجابي بعمودكم واستغرابي من الرد عليه من خلال النقطتين التاليتين : أ . كان طرحكم للموضوع يعبر عن المهنية المطلقة والشفافية المتألقة والجرأة الصادقة ، حيث أن هذه الهيئة تنزف وتعاني وتتهاوى منذ أكثر من 3 سنوات ، وكثير من المسئولين والإعلاميين ورؤساء تحرير بعض الصحف يعلمون بذلك ووصلتهم العديد من المعلومات ، وتم تمليكهم الكثير من الحقائق ، ولكنهم أحجموا تماماً عن طرح الموضوع بشكل يثير الكثير من علامات الاستفهام !! ب . كان رد السيد محمد بن حسن العسيري باهتاً وعاجزاً ومثيراً للسخرية ، وكان من الأفضل أن يرد مسئول الإعلام أو العلاقات العامة بالهيئة ، ولكن يبدو أن الرد جاء مقصوداً من السيد عسيري المستشار القانوني حتى تلوح منه رائحة التحذير والترهيب.. ولكن هيهات. والحقيقة أن رد العسيري لم يوضح أي شئ ولم يرد على أي نقطة ، وذكرني بالممثل المصري يونس شلبي في مسرحية مدرسة المشاغبين عندما قال له سعيد صالح (عاوز جملة مفيدة) ، وطفق العسيري يتحدث عن المرجعية واتفاقية المقر والأجهزة المختصة والنظم الرقابية والمعايير والحوكمة ، وقد شعرت أنه يتحدث عن جهة أخرى غير الهيئة العربية التي إبتعدت - منذ أن جاء رئيسها الحالي الشرهان - عن كل الأهداف والمعايير واللوائح ، والكل يعرف أنه يدير الهيئة وكأنها مزرعة خاصة به أو بقالة يملكها أحد أبنائه !! سأتطرق في مقالاتي القادمة إلى مسئولية مجلس المساهمين (الدول الأعضاء) ، ومجلس الإدارة ، والعاملين الذين لم يبق منهم غير 3 خبراء وموظفين لا حول لهم ولا قوة ، وقيادة الهيئة أو رئيسها. وفي الجانب الأخير أو جانب القيادة أود التأكيد ومن خلال عملي لتسع سنوات بالهيئة ، أن معالي وزير المالية السعودي إعترض خلال الاجتماع السنوي لمجلس المساهمين بمدينة صنعاء خلال عام 2008 على مرشح دولة الإماراتالمتحدة لتولي هذا المنصب ، لأنه يعمل بوزارة الأوقاف وقال أن هذه المسئولية الكبيرة وهذه المؤسسة المتخصصة تتطلب شخصاً على درجة عالية من المهنية والمعرفة بطبيعة عمل الهيئة ليقود أنشطتها. ولكن فجأة وبدون مقدمات وفي غفلة من الزمن تم إختيار السيد الشرهان ، وهو للعلم : 1. لا يملك أي تأهيل عالٍ مثل شهادات الدكتورا أوالماجستير أوالزمالة أو الدبلوم العالي ، ولديه شهادة أساسية من جامعة مغمورة في مصر. 2. ليس لديه أية خبرة تذكر في الزراعة أو الإنتاج الحيواني أو المشروعات أو التصنيع الغذائي أو الاستثمارات أو التخطيط أو التنمية أو الأبحاث التطبيقية. 3. لم يعمل سابقاً في هيئات دولية أو منظمات إقليمية أو مؤسسات كبرى ، وحتى ديوان المحاسبة الذي كان يعمل به أرسله مديره إلى منزله لفترة طويلة وراتب ساري حتى لا يعوق العمل. 4. لا يملك كاريزما أو مقومات خطابية أو قدرات على الاستماع ، أو أي ميزات تحسب لصالحه ، اللهم إلا مقدرته على معرفة وتقريب ضعاف النفوس ممن لا يملكون الخبرة ولا التأهيل ولا الرأي. 5. لغته العربية متواضعة والإنجليزية ضعيفة للغاية ، أما تكنولوجيا المعلومات فحدث ولا حرج. وقد سبق أن أصدر تعميماً لأنه لا يحب القراءة والاطلاع - بأن لا يتجاوز عدد صفحات أي تقرير أو مذكرة مقدمة له حول أي موضوع مهما كانت أهميته صحيفتين فقط !! بسبب هذا الاختيار غير الموفق ، عاشت الهيئة العربية منذ قدوم الشرهان أسوأ فتراتها منذ إنشائها، وكأنه كابوس جثم على صدرها وجاء في مهمة لإفشال عملها وتدميرها وتشويه سمعتها وتصفيتها ، وليسمح لي السيد المستشار القانوني بسؤاله عن إنجازات الشرهان خلال السنوات الثلاث الماضية ؟؟ الكل يدرك والمساهمون يعلمون وحكومة جمهورية السودان على دراية بأن الإنجازات صفر ، ولكن الإخفاقات كثيرة ومتعددة ، يمكن إيراد نماذج منها مثل: * تجميد تأسيس كافة المشروعات المصادق عليها في المغرب واليمن وجزر القمر ، وتأخير تنفيذ المشروعات المعتمدة في السودان والسعودية. * تدهور أداء الشركات القائمة ، وتجميد تمويلها. وقد كان عدد الشركات الرابحة حتى عام 2008 نحو 14 شركة حققت حوالي 65 مليون دولار. أرجو أن يوضح السيد العسيري للقراء إذا ظلت هناك شركات رابحة في عام 2012 غير كنانة والدواجن والفيوم والأهلية ، وكم صافي الأرباح لكل الشركات ؟ وهل قامت أي مشروعات جديدة في عهد الشرهان ؟؟ * إلغاء معظم عمليات البحوث الزراعية بسبب تشريد العاملين فيها ومعظمهم سودانيون ، وتوقف كافة الأنشطة التنموية وبرامج صندوق الأمانة. * إنهاء عقود نحو 80 من الخبراء والموظفين والفنيين ، وعدم تجديد عقود نحو 50 منهم ، والقبول الفوري لاستقالات نحو 15 من العاملين بسبب تردي الأوضاع ، وأنا واحد منهم. * المشاركة الشخصية للسيد الشرهان في اجتماعات مجالس إدارات الشركات والجمعيات العمومية وكافة المعارض خاصة في المغرب ، واستنزاف نحو 80% من مصروفات السفر بالهيئة. * إشغال العاملين بالهيكلة الإدارية لأكثر من عام كأولوية باعتبار أنها ستعالج كافة المشاكل. طالب السيد عسيري بتقديم المستندات والوثائق التي تثبت أن الهيئة العربية قد انحرفت عن أهدافها ، وأقول له ، لدي ولدى غيري الكثير والمثير من المستندات ، وبعضها منشور في مواقع إلكترونية لا شك أنه إطلع عليها ، ولكننا سنقدمها عندما يتم فتح ملف هذه الهيئة التي تم ذبحها بواسطة السيد الشرهان ، وأصبحت خرابة تعيش فيها الخفافيش وينعق فيها البوم وتسرح فيها الأفاعي ، ولكني سأطرح عليه 5 أسئلة فقط أتمنى أن يكون لديه المنطق والشجاعة والجرأة للإجابة عليها ، وهي : أولاً : لماذا استقالت مسئولة التأمين التي عملت لأكثر من 20 عاماً بالهيئة ومشهود لها بالكفاءة والاستقامة ؟؟ ولماذا حاول السيد الشرهان جاهداً مصالحتها مع أحد مدرائه الحاليين الذي تحرش بها في مكتبها بدلاً من فتح تحقيق حول الموضوع ؟؟ وهل لدى السيد عسيري نسخة من القصيدة البذيئة والمعيبة والمخجلة التي قدمها هذا المدير لمسئولة التأمين ؟؟ ثانياً : لماذا كلف السيد الشرهان أصدقاءه (مصري وسوري) للقيام بدراسة الهيكلة الإدارية بدون طرحها في عطاء ، في مخالفة صريحة لأساليب العمل واللوائح ومعايير المنافسة الشريفة. ولقد كانت منهجية التسكين التي اعتمدها أصدقاء الشرهان معيبة ، وكانت النتائج فضيحة ، وما حدث كان مسخرة لا تليق باسم الهيئة ولا دورها ولا سمعتها ولا مستقبلها. أين الحوكمة والنظم الرقابية والشفافية التي تتحدث عنها يا سيد عسيري ؟؟ ثالثاً : ما هي مؤهلات الشخص البحريني (الذي أُطلق عليه لقب خبير) الذي أعد ورقة لا قيمة لها سماها السيد الشرهان استراتيجية . هل تعلم يا سيد عسيري أن استراتيجية الهيئة 2002-2012 شارك في صياغتها 14 خبيراً تم اختيارهم بعناية من مختلف الدول العربية وبتخصصات متنوعة في مجال الزراعة والصناعة والتخطيط والاقتصاد والتنمية والمال ..الخ. أما ورقة السيد الشرهان البائسة التي حاول تسويقها فهي خالية من الرؤية والرسالة والأهداف والسياسات ، إنما تدعو إلى تفكيك الهيئة ونقلها من الخرطوم وتوزيعها بين دبي والقاهرة وبيروت والدارالبيضاء. هل يعلم الرئيس الموقر أن الهيئة أُنشئت لإقامة المشروعات الزراعية والمساهمة في تحقيق الأمن الغذائي العربي ، أم أنه يعتقد أن أغراضها سياحية !! وبالمناسبة هذا الشخص قابله الشرهان بالصدفة في أحد فنادق تونس ، وكنت أتمنى لو يسأل نفسه هل هناك علاقة لدولة البحرين بالزراعة !!. رابعاً : لماذا قدم السيد الشرهان تذكرة بدرجة رجال الأعمال (الخرطومدبيالدارالبيضاء) لطبيب لا علاقة له بنشاط الهيئة و15 ألف دولار كإكرامية. ولماذا دعاه مع زوجته الطبيبة أيضاً (وليست زراعية) إلى يوم الحقل في الدمازين مع سداد نحو 10 ألف دولار لكل منهما. ألم أقل في البداية أن السيد الشرهان يتصرف بأموال الهيئة وكأنها ملكية خاصة به ؟؟ خامساً : لماذا استقال البروفيسور قنيف من عضوية مجلسي إدارة شركتي الأعلاف والأدوية البيطرية ؟؟ هل لأنه عرف أن السيد الشرهان يريده كواجهة لحمايته عندما يحتاج للحماية ؟ أم أن الرجل إكتشف مبكراً أن المركب ستغرق بالطريقة التي تدار بها ، وأنه من الأفضل له أن يحافظ على إسمه وسمعته ومهنيته التي لا جدال حولها ؟؟ وللإجابة على عنوان عمودك ياأخ أبوالعزائم ، فإن ما يحدث بالهيئة حالياً هو جهل فاضح بأهدافها، وعدم توفر قيادة فاعلة ، وغياب فكر ورؤية ، وسوء إدارة ، واستبعاد لذوي التأهيل والخبرة والرأي ، وفوضى ضاربة ، وفساد واضح يسمى بالإكراميات. أقول لك يا سيد عسيري أن ملف الهيئة العربية سيفتح قريباً على مصراعيه وستظهر الحقائق وسينكشف المستور، أما إذا نجحت مساعيكم وقرر المساهمون أو حكومة دولة المقر إبقاء الملف طي الكتمان إكراماً لدولة الأمارات الشقيقة ، والتغطية على هذا العبث والمشاركة في إنهيار الهيئة العربية للاستثمار والإنماء الزراعي ، فلا نملك عندها إلا أن نقول حسبنا الله ونعم الوكيل . وتفضلوا بقبول وافر الاحترام والتقدير م. عمر شرفي خبير سابق بمنظمات دولية