مراقد الشهداء    وجمعة ود فور    ليفربول يعبر إيفرتون ويتصدر الدوري الإنجليزي بالعلامة الكاملة    كامل إدريس يدشن أعمال اللجنة الوطنية لفك حصار الفاشر    وزير رياضة الجزيرة يهنئ بفوز الأهلي مدني    مخاوف من فقدان آلاف الأطفال السودانيين في ليبيا فرض التعليم بسبب الإقامة    سيد الأتيام يحقق انتصارًا تاريخيًا على النجم الساحلي التونسي في افتتاح مشاركته بالبطولة الكونفدرالية    وزير الداخلية .. التشديد على منع إستخدام الدراجات النارية داخل ولاية الخرطوم    شاهد بالفيديو.. استعرضت في الرقص بطريقة مثيرة.. حسناء الفن السوداني تغني باللهجة المصرية وتشعل حفل غنائي داخل "كافيه" بالقاهرة والجمهور المصري يتفاعل معها بالرقص    شاهد بالصور.. المودل السودانية الحسناء هديل إسماعيل تعود لإثارة الجدل وتستعرض جمالها بإطلالة مثيرة وملفتة وساخرون: (عاوزة تورينا الشعر ولا حاجة تانية)    شاهد.. ماذا قال الناشط الشهير "الإنصرافي" عن إيقاف الصحفية لينا يعقوب وسحب التصريح الصحفي الممنوح لها    10 طرق لكسب المال عبر الإنترنت من المنزل    بورتسودان.. حملات وقائية ومنعية لمكافحة الجريمة وإزالة الظواهر السالبة وضبط المركبات غير المقننة    شاهد بالفيديو.. طفلة سودانية تخطف الأضواء خلال مخاطبتها جمع من الحضور في حفل تخرجها من إحدى رياض الأطفال    جرعات حمض الفوليك الزائدة ترتبط بسكري الحمل    ريجيكامب بين معركة العناد والثقة    تعرف على مواعيد مباريات اليوم السبت 20 سبتمبر 2025    الأمين العام للأمم المتحدة: على العالم ألا يخاف من إسرائيل    لينا يعقوب والإمعان في تقويض السردية الوطنية!    حمّور زيادة يكتب: السودان والجهود الدولية المتكرّرة    حوار: النائبة العامة السودانية تكشف أسباب المطالبة بإنهاء تفويض بعثة تقصّي الحقائق الدولية    الطاهر ساتي يكتب: بنك العجائب ..!!    صحة الخرطوم تطمئن على صحة الفنان الكوميدي عبدالله عبدالسلام (فضيل)    «تزوجت شقيقها للحصول على الجنسية»..ترامب يهاجم إلهان عمر ويدعو إلى عزلها    وزير الزراعة والري في ختام زيارته للجزيرة: تعافي الجزيرة دحض لدعاوى المجاعة بالسودان    بدء حملة إعادة تهيئة قصر الشباب والأطفال بأم درمان    لجنة أمن ولاية الخرطوم: ضبطيات تتعلق بالسرقات وتوقيف أعداد كبيرة من المتعاونين    هجوم الدوحة والعقيدة الإسرائيلية الجديدة.. «رب ضارة نافعة»    هل سيؤدي إغلاق المدارس إلى التخفيف من حدة الوباء؟!    تعاون مصري سوداني في مجال الكهرباء    الخلافات تشتعل بين مدرب الهلال ومساعده عقب خسارة "سيكافا".. الروماني يتهم خالد بخيت بتسريب ما يجري في المعسكر للإعلام ويصرح: (إما أنا أو بخيت)    ترامب : بوتين خذلني.. وسننهي حرب غزة    شاهد بالفيديو.. شيخ الأمين: (في دعامي بدلعو؟ لهذا السبب استقبلت الدعامة.. أملك منزل في لندن ورغم ذلك فضلت البقاء في أصعب أوقات الحرب.. كنت تحت حراسة الاستخبارات وخرجت من السودان بطائرة عسكرية)    900 دولار في الساعة... الوظيفة التي قلبت موازين الرواتب حول العالم!    "نهاية مأساوية" لطفل خسر أموال والده في لعبة على الإنترنت    المالية تؤكد دعم توطين العلاج داخل البلاد    شاهد بالفيديو.. نجم السوشيال ميديا ود القضارف يسخر من الشاب السوداني الذي زعم أنه المهدي المنتظر: (اسمك يدل على أنك بتاع مرور والمهدي ما نازح في مصر وما عامل "آي لاينر" زيك)    الجزيرة: ضبط أدوية مهربة وغير مسجلة بالمناقل    ماذا تريد حكومة الأمل من السعودية؟    إنت ليه بتشرب سجاير؟! والله يا عمو بدخن مجاملة لأصحابي ديل!    في أزمنة الحرب.. "زولو" فنان يلتزم بالغناء للسلام والمحبة    إيد على إيد تجدع من النيل    حسين خوجلي يكتب: الأمة العربية بين وزن الفارس ووزن الفأر..!    ضياء الدين بلال يكتب: (معليش.. اكتشاف متأخر)!    في الجزيرة نزرع أسفنا    من هم قادة حماس الذين استهدفتهم إسرائيل في الدوحة؟    مباحث شرطة القضارف تسترد مصوغات ذهبية مسروقة تقدر قيمتها ب (69) مليون جنيه    في عملية نوعية.. مقتل قائد الأمن العسكري و 6 ضباط آخرين وعشرات الجنود    الخرطوم: سعر جنوني لجالون الوقود    السجن المؤبّد لمتهم تعاون مع الميليشيا في تجاريًا    وصية النبي عند خسوف القمر.. اتبع سنة سيدنا المصطفى    جنازة الخوف    حكاية من جامع الحارة    حسين خوجلي يكتب: حكاية من جامع الحارة    مشكلة التساهل مع عمليات النهب المسلح في الخرطوم "نهب وليس 9 طويلة"    وسط حراسة مشددة.. التحقيق مع الإعلامية سارة خليفة بتهمة غسيل الأموال    نفسية وعصبية.. تعرف على أبرز أسباب صرير الأسنان عند النوم    بعد خطوة مثيرة لمركز طبي.."زلفو" يصدر بيانًا تحذيريًا لمرضى الكلى    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مبارك الفاضل يفتح النار في كل الاتجاهات «3-2»

فجر القيادي بحزب الأمة القومي مبارك الفاضل في حديثه ل«آخر لحظة» مفاجآت لا تحصى، وكشف أن رئيس الحزب الإمام الصادق المهدي قد اعترف له بأن وجود الفريق صديق في الأمانة العامة أوجد مواجهات بينه وبين الكوادر لتقديراته الخاطئة، وأن صديق غير متمرس وليس كادراً سياسياً ولم يتربَ في التنظيم، متهماً المهدي بأنه يتعامل مع قيادات الحزب وفق المرحلة ويقدم ويؤخر حسب المصلحة التي يحتاجهم فيها وليس حسب خبراتهم، وقال إن المهدي احتفظ بصديق لأنه غير مشاكس وأن خلفيته الأمنية وتوافقه مع المهدي في التعامل مع المؤتمر الوطني جعله يقربه منه كثيراً.
وحمّل مبارك الصادق المهدي مسؤولية الأزمة الصحية التي يعاني منها الأمير نقد الله الذي أبعده في ظروف خلاف خوفاً من مشاكسته.. فإلى مضابط الحوار:
ثمة شبهة يتحدث عنها البعض في علاقتك مع الحركة الشعبية؟
- طيب كويس هذه شبهة «كويسة» عندما يكون الناس مشبوهين في علاقتهم باخوانهم هذه ليست شبهة، العلاقة بالحركة الشعبية تعتبر شبهة بالنسبة لتنظيم عقائدي كالجبهة الاسلامية والمؤتمر الوطني وما شابه ذلك، ممن اتخذوا من الجنوبيين أعداء وأعلنوا عليهم الجهاد والحرب العقائدية، وساقوا لانقسام البلد، ورأوا العلاقة مع الجنوبيين شبهة، ولكن أنا على العكس أراها محمدة ومكسباً للسودان، فأنا كزعيم سياسي لدي مسؤولية بأن أوحد وأأخي بين أهل السودان، جنوبهم وشمالهم، وأرعى هذه المصالح وأدفع بها الى الأمام، وهذه إضافة، وأي إنسان بعد أن تتمايز الصفوف، سيفكر الناخب فيمن هو السياسي الأقدر على رعاية مصالحه في الوطن ككل، ويستطيع أن يتعامل مع الجنوب ومع العالم الخارجي، وساسة الشتات هؤلاء لديهم مشاكل كثيرة مع الجنوب حتى لو ما الآن تاريخياً، والاسلاميون لم يعرفوا طريقة للتعامل مع الجنوب ودارفور والعالم الخارجي، وهذا الوصف مرتبط بوضع الشخص الذي يطلقه، إذا كان لديه عداء مع الجنوبيين سيعتبر العلاقة مع الجنوبيين شبهة، لأنها تخالف خطه، لأن النظام يريد أن يثبت أن سياسته هي الوطنية، وأن صانع الوطنية هو صاحبها، وأنه هو الإسلام، وما عاداه ليس له علاقة بالإسلام، وذلك تزوير للحقائق وليس له علاقة بها، وهم لا يمثلون الوطنية السودانية، ولا يمثلون الأخلاق السودانية، لهذا كتب فيهم الطيب صالح من أين أتى هؤلاء؟!! لأنهم خالفوا أخلاق السودانيين وتقاليدهم، وهذه النعمة تاج على رأس أهله، لأنه يؤكد أني أمثل السودان وأهله.. الإمام المهدي عندما ذهب الجنوب أتاه السلاطين وقالوا له مستعدون أن نقاتل معك المستعمر، ولم يشترط عليهم الإسلام، حيث بايعوه على التحرير، وقال لهم سوف أرسل ليكم جيش عشان يساعدكم، فأرسل لهم الأمير كركساوي، وبالفعل الدينكا والنوير وكثير من القبائل الاستوائية حاربوا مع بعض حتى حرروا الجنوب من الاستعمار، والسودان في المهدية مساحته كانت أكبر من مساحته قبل الانقسام، لأنه كان يضم أجزاء من يوغندا واثيوبيا واريتريا، وحدث تأثير وارتباط بين المهدية والجنوب، و«انزارا» في الأصل جاءت من كلمة أنصار، وحرفت الى «انزارا»، وهناك كثير من الأسر الجنوبية تسكن في الجنوب، وأجداد الجنوبيين حاربوا مع المهدي، والسلطان كوال- ابو ناس أبيي- جد السلطان دينق مجوك زعيم ابيي.. كوال هذا حارب مع المهدي، والإمام المهدي أهداه سيفاً، الآن تحلف عليه القبيلة، لأن سيف الامام المهدي بهذه الروابط التاريخية والعلاقات الإنسانية لا يمكن تجاهله.. الإمام المهدي تزوج مقبولة بت السلطان محمد الفضل، وأنجبت الإمام عبد الرحمن المهدي المؤسس الثاني للمهدية، وأمنا مقبولة أبوها سلطان الفور، وأمها بت سلطان الدينكا من «نيام ليل».. إذن علاقة الدم موجودة، الامام المهدي عندما شيد مسيده في الجزيرة أبا سنة 1869 قبل الثورة أخذ معه اخوانه، الذين كانوا يعملون في صناعة المراكب، وعندما وصلوا وجدوا الدينكا هم أصحاب الجزيرة أبا، وكان وقتها سلطان الدينكا اسمه علي مسلم، فتزوج محمد أخ المهدي الكبير بنت سلطان الدينكا على.. والجنوبيون لا يعاملونا كأجانب بل جزء منهم، وعلاقتي مع الجنوبيين رصيد للوطن، ووفاء للمهدية.. أما في حصار الخرطوم فقد تجسدت وحدة السودانيين، كان الأمير عبد الرحمن النجومي من.....، والأمير عثمان دقنة من الشرق، ومن الشمال الأمير أبوقرجة من دنقلا، ومن الغرب حمدان أبوعنجة من الجنوب، قبائل وبطون التحمت في المهدية، والزاكي طمل من جبال النوبة، وأسرته الآن في القضارف، لأنه عندما ذهب وحرر القلابات استقر حتى تزاوج في القضارف، وأحفاده الآن في الشرق، وحفيده الآن معنا في الحزب د. الزين هاشم .
أم درمان تكونت من جيوش المهدية بامتزاج القبائل، وحتى الأحياء مسماة على القادة مثل أبوروف على الأمين أبوروف- ود نوباوي على الأمير نوباوي- وخور أبوعنجة على حمدان أبوعنجة- والأمراء والملازمين وغيرها..
ورغم ذلك متهم بالاستقلالية وذو فكر عنصري؟
-أنا الآن في حزب الأمة مناصر المهمشين، وكتبت مقالاً هل يمكن لحزب الأمة أن يكون ضد ثورة الهامش،، وكتبته في صحيفة الصحافة في 16 يناير، وإجابتي كانت بلا.. لا يستطيع، لأنهم جزء لا يتجزأ من الحزب، بالعكس أنا الآن قيادي بالحزب الذي ينتقد الخط، وأعمل على تصحيحه، وتربطني علاقات مودة باخواننا في الحركات حتى د. التيجاني السيسي.
ولكن تحديداً راج أن د. التيجاني ترك الحزب غضباً منك؟
-أبداً التيجاني عملنا أنا وهو في القاهرة أولاً، وبعدها هاجر الى بريطانيا، وحصل على اللجوء، وعندما سافر الصادق للخارج أصبح هو المسؤول عن الحزب، والتحق بعد ذلك بالأمم المتحدة، والأمم تفرض عليه عدم ممارسة أي نشاط سياسي، فاستقال ليوحد فصائل دارفور، والعلاقة بيننا متواصلة والمودة قائمة.
مطالبك اختلفت وطرحت شروطاً جديدة للعودة منها الخط السياسي وتبني الاسقاط، وكأنما تستدر عطف الكوادر بالحزب، المتلهفة للاسقاط حتى تجمع الكثير منها حولك؟
-خلافنا الأول في عام 2002 كان حول نقطتين «التنظيم والخط السياسي» وكان موضوع الخط السياسي في ذلك الوقت أقرب الى ما يحدث اليوم، لأننا أتينا من اتفاق جيبوتي برؤية محددة، بأن هناك مساحة للعمل في الداخل، وهو الأفضل كحزب سياسي، وتركنا المعارضة وحلينا جيش الأمة وأتينا، وظهرت مسألة السلام في الجنوب بواسطة دوليين، وكنا قد دخلنا في مفاوضات مع المؤتمر الوطني، لكي نتفق على برنامج- وقد حدث- ثم القيادة في ذلك الوقت الصادق المهدي وبعد أن اتفقنا ووصلنا لبرنامج مع المؤتمرالوطني، تحدثنا عن المشاركة، وطلب منا الصادق في اجتماع مشترك معهم- كنا نناقش فيه البرنامج ولم نتطرق للمشاركة- ولكن الصادق طلب منا مناقشة المشاركة، وعندما أتينا وناقشناهم تردد الصادق واشترط اشتراطات معينة، وكانت لديه رؤية بأن النظام سيتم حله لمصلحة نظام انتقالي سيتم معه السلام، ونحن كان رأينا غير ذلك، بأن القوى الدولية ستتم السلام مع النظام القائم، والنظام القائم الآن متخوف من مآلات السلام والضغوط الدولية، ولذلك مستعد لتقديم تنازلات لحزب الأمة، فعلى حزب الأمة أن يغتنم تلك الفرصة ويكون طرفاً في مفاوضات السلام، لأن من شأنه أن يدفع بعملية التحول الديمقراطي، وإذا لم يتم نكون قد استعدينا للمرحلة الثانية من المواجهة، وهذا هو رأينا عنه، واختلفنا في هذه النقطة، وقلنا له هذا يعني تجميد موقف الحزب، لا معارضة ولا حكومة، لا حرب، لا سلم، وهذا موقف خطير.. وبالتالي إذا لم توجد حكومة أفضل ترجع المعارضة، فرفض وقال ننتظر، وفي الطريق الثالث قلنا له الآن نحن اختلفنا، هذا التنظيم الذي نجلس فيه تراضينا عليه في القاهرة، عينته أنت بالتراضي واتفاقنا كان 6 اشهر، وبعدها يتعقد مؤتمر لذلك، الآن مضت أكثر من سنة ولم يقم مؤتمر، ودخلنا في السنة الثانية، فإذا كنا مختلفين على تقييم الموقف والخط السياسي، فلنمض الى مؤتمر كي يأتي تنظيم منتخب يقرر رفض خيار المؤتمر، ورفض خيار المشاركة، والخيار بالمعارضة، وفضل أن ينتظر وهو منتظر حتى الآن، يعني نحن شاركنا وخرجنا وعارضنا، وهو لا يزال منتظراً، إذن هذا هو الخلاف، وليس هذا جند جديد بل جند قديم، بأن يكون الحزب فاعلاً ولا يجمد موقفه الآن، أنا احترم السيد الصادق جداً، إذا قال أنا تقديراتي المشاركة، وذهب وشارك لكن مشاركة «نص كم» بعبد الرحمن هذه لا تنفع وتحسب عليك بدون فائدة، وتتحمل المسؤولية والتبعات بدون أن تكون حاكم حقيقة، إذن أفضل ليك تشارك بالباب العديل، كما نحن عملنا بتنظيم مؤتمر وقررنا المشاركة، وذهبنا ووجدنا أخوانا ولم يصدقوا ورفضوا حل القضايا الأساسية، حيث اختلفنا معهم وحدث الانقسام، الان كنا في تفاوض مع سيد الصادق حول نفس قضية اللجنة المركزية والمشاركة في اتخاذ القرار، ورفعنا هذا الشرط عندما حُدد موقف واضح من المشهد السياسي، فأما المؤتمر الوطني يقبل بالتغيير ويأتي بحكومة قومية انتقالية، أو ننضم الى معسكر المواجهة، أو أن أقدم استقالتي وأدعو الى مؤتمر عام، وعندما قال ذلك الحديث وتزامن مع استقلال الجنوب ذهبنا اليه، وقلنا له الآن نحن مستعدون أن نتخلى عن شروطنا لأن خطك واضح، ولن نتركك تواجه وحدك، وسنواجه معك ونحمي ظهرك، فأتينا في هذا الظرف، ولكن عندما الخط السياسي «اتلجلج» رجعنا للشروط القديمة بأنه لابد أن نناقش الخط السياسي، والوضوح التنظيمي كي نناقش الوضع السياسي من داخل التنظيم، لا نفرضه ولكن سنقول حجتنا ونقنع الناس بها، وإذا لم يقتنعوا برأينا، ويبقى رأينا رأي أقلية سنقبل برأي الأغلبية، طالما أنه جاء بالديمقراطية، لذا طلبنا أن ندخل أجهزة اتخاذ القرار، وحتى لو أدخلناها لا نضمن أن ننتخب للمكتب السياسي، نحن نريد أن نختبر نفسنا بثقة الناس فينا، لم نقل له أضمن لنا مقاعد، بل قلنا له دعنا ندخل الانتخابات ديمقراطياً، وهذا هو ما حدث، ولم نضف جديداً، وهذا هو الخلاف المستجد القديم، نحن لم نكن مصرين على المشاركة، رغم أن رؤيتنا هي الأصوب، ولكن رفضنا التجميد، لا حرب- لا سلم -لا معارضة- لا حكومة- الانتظار بين المنزلتين، الحاصل هو الانتظار الحالي.
ولكن يُعاب عليك أنك خذلت الحزب وقسمته وشاركت، بينما الفريق لم يفعل ذلك، وهنا برز اتهام آخر لك بتقاضي مبالغ ودعم من المؤتمر الوطني في ذلك الوقت، مقابل أن تبيع حزبك وتضربه في مقتل؟
-القرار لم يكن قراري، وكان قرار مؤتمر، والمؤتمر هو الذي وافق على المشاركة، حتى أن هذا المؤتمر الرئيس البشير لم يكن يعلم به، وأنا ذهبت له قبل المؤتمر بثلاثة أيام، وكان معي بعض الزملاء، وسألته عن تفاوضنا معهم وعقدنا اتفاقات مع بعض وبرامج، هل أنت ملتزم به حتى أحدد طرحه للحزب أم لا.. وبالتالي إذا أنتم ملتزمون بالبرنامج هل التفاهم على المشاركة قائم أم لا، فأجابني بأنه قائم وانهم ملتزمون بالبرنامج، لأن هذا البرنامج واصلناه ووقعناه، وفي شهر مايو 2002 م وعملنا مبادرة في حزب الأمة، والتقينا بهم ومعهم الرئيس وأركان حزبه د. نافع علي نافع، وابراهيم أحمد عمر، ود. غازي صلاح الدين، ود. مصطفى عثمان اسماعيل، وأخبرناهم بأن البلد ماضية نحو ظروف سيئة، وهناك ترتيبات حرب وسلام، ونحن لا يمكن أن نترك المسائل للأشخاص، نحن مجموعة قيادية في حزب الأمة نرى أن نواصل تكملة مشوار الحوار بيننا سراً، وفي هذه الأثناء نحاول اقناع السيد الصادق، وإذا لم يقتنع نقرر فيما بعد ماذا نفعل، وإذا اقتنع نكون قد قطعنا جزءاً من المشوار، فطلب من أعضاء حزبه أن يجددوا المفاوضات كي يكتمل البرنامج، فمضينا معهم في المفاوضات، وقررنا أن نعقد مؤتمراً، وما كان يمكن أن نسعى للانقسام لولا الاجراءات التي مضى فيها الصادق ضدنا، مثل ما قلت إن التنظيم كان كله «معيناً»، فقدمنا مذكرة اربعينية قلنا فيها إن الحزب يعاني من أزمة تنظيمية، وأزمة خط سياسي، وناقشنا القضايا كلها وقدمناها للصادق، وطلبنا منه اجتماعاً مع القيادات ال40، فاستنكر ذلك الحديث ورفض أولاً، ثم وبعد ضغوط وافق على الاجتماع، وأول ما بدأ حديثه قال إن الحزب «حقي أنا» العاجبه يقعد معاي والما عاجبه داك الشارع، وداك المؤتمر الوطني.. وبعد نقاش ومراجعات قال إن أسلوب المذكرات مرفوض بالنسبة له، ولكن الآن أنا مسافر وعندما أعود سأناقش معكم هذه القضايا.. سافر وعاد ولم يعقد اللقاء.. و بدأ فصلنا من الأجهزة وتصفيتنا، وأنا كنت رئيس القطاع السياسي، فقام بحل القطاع، والفاضل آدم كان رئيس قطاع الشباب فحلاه أيضاً، قبلها احتكمنا للجنة أسميناها لجنة الأمير نقد الله، مكونة من 15 شخصاً، كلفت بدراسة مشاكل الحزب والحلول.. وهذه اللجنة بعد 3 اشهر أتت بمجلد فيه رؤية وتوصيات وبدأنا في أول جلسة مناقشة السمات العامة، وقبل أن ندخل في التقرير جاءنا سيد الصادق في الجلسة الثانية بكلام معد، بأن نقبل من التقرير كده ونرفض كده، وقال أنا معاي الناس، و«الحشاش يملا شبكته» وأصدر القرار.. فذهب الأمير نقد الله- ربنا يرفعه- ولزم بيته، بعد أن قال أنا منتظر 3 أشهر ويختصرونا في اجتماع واحد، وكانت تلك هي القشة التي قصمت ظهر البعير، وفصلونا بعد ذلك جميعاً، وجاء الرأي بأن نفصلهم أم ننتظرهم يفصلون أنفسهم، وكانوا يتوقعون أن ننضم للمؤتمر الوطني، ونقبل وظائف، لأن التنظيم- كما قال الأمير نقد الله- جزيرة معزولة عن جماهير الحزب، وما كانوا مدركين حركتنا الواسعة في القواعد، واستنفارنا لها، وعندما عقدنا المؤتمرالعام فوجئوا بأننا تركنا الأمور كما هي ولم نفصل سيد الصادق، وقلنا نحل التنظيم المعين، لكن منصب الرئيس ونائبه د. عمر نور الدائم نجعلهما شاغرين، ونبقى عليهما كقيادات تاريخية احتراماً لهما، لأننا نريد أن نبقي على شعرة معاوية.. إذن قرار المشاركة لم آخذه أنا وإنما أخذه المؤتمر العام، ودخلنا وشاركنا بناء على برنامج، وعندما اختلفنا مع المؤتمر الوطني «قصة مال وما مال دي غير واردة» لأن اي شخص يعرف شخصية مبارك أنه مصادم ولا «ينكري» بالقروش، لأنه عندما تدفع ليه أموال سوف يكسر عينك ولا تستطيع أن تواجهه مرة أخرى، فنحن تعاملنا مع الوطني بندية- وهذه احدى المشاكل التي أوجدت صراعاً بيننا وبينهم، لذا خرجت إشاعة أنه صفع د. عوض الجاز، وغيرها من خيال شعبي قياساً على مواقفنا المستقلة.
نواصل


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.