لا يخفى على أحد حالة الفوضى العارمة التي تجتاح اقتصادنا.. والجهد الخرافي.. الحلول المستحيلة التي تحاول بها الحكومة مواربة الوضع.. وترميم صدع الانهيار التام للعملة السودانية.. ورغم ذلك لا فائدة.. فالدولار في زيادة صاروخية.. والجنيه السوداني في حالة إعياء تام.. وإرهاق مرضي.. فليس له أمل في النجاة من حالة الإغماء التي تعتريه هذه الأيام.. و(مسكين يا عيني) ليس بيده حيلة.. وثقافة الدولار اجتاحت حتى أصحاب المهن الهامشية.. فالذي يبيع التسالي قلص الكمية المباعة إلى النص وبنفس السعر والسبب الدولار (زاد).. والطماطم والخضار أيضاً في زيادة والسبب أيضاً الدولار.. وحتى ليف الاستحمام الذي كنا نبتاعه ببعض فتافيت أصبح سعره بأكثر من جنيه وذلك أيضاً نسبة لزيادة الدولار.. فما بالكم بباقي الأشياء الضرورية التي نحتاجها في حياتنا اليومية واستهلاكنا المستمر.. أصبح الدولار الوحش الذي يهدد استقرار الأسر.. والمدمر الذي يهلك الميزانيات.. فالحالة أصبحت في تدهور مستمر.. والمعاناة أصبحت على الجميع دون فرز.. والحالة مبهمة. كل يوم جديد تكون فيه إحباطات جديدة.. ومعاناة جديدة.. وزيادة من نوع مختلف.. ويضيق الخناق شيئاً فشيئاً.. وتصغر الحلقة.. وتضيع المنافذ.. وتختفي الحلول.. وليس هناك ما يسمى بالحل السحري.. وليس لدينا شيء سوى الصبر والأمل.. ضاقت ولما استحكمت حلقاتها.. فرجت وكنت أظنها لا تفرج.. حاشية: عيني عليك.. وقلبي لديك.. ويدي مغلولة عنك.. ليس بخلاً ولا استغناء.. ولكني يا حبيبتي مقطوع الرجاء.. عاجز فارغ الإناء.. ضائع ما بين حبك والهجاء.. حافي على شوك شوقك.. وأدري إن قلبك يحترق كما عمرك وعمري هباء.