قال سدت دوني جميع السبل وأغلقت القلوب أبوابها في وجهي وصار الناس جميعهم على حد السواء يبغضونني ويفرون مني كما تفر النعاج من الذئاب لا أعرف احد يحبني ولا يبتسم في وجهي اصبحت مكروه لدى جميع الناس واذا حضرت مراسم عزاء أو مناسبة فرح يشيح الناس وجوههم عني وحالا تختفي القهقهات والبسمات ولو سأل احد عن منزلي يقول جاري انه لايعرفني ولم يسمع بي وأظن حتى زوجتي تكرهني ولكنها في محنة لأنها مقيدة بسلاسل الأطفال كما يسميه الناس (قيد الهوان) قال مواصلا حديثه انه لايعمل منكرا ولا مكروها فقط انه شب منذا لصغر على اساس انه سليط اللسان وأصبح ذلك يعجبني لما كبرت اعلق دائما على الناس تعليقات لاذعة وانتقدهم امامهم وفي غيابهم ويعجبك الناس اذ ينقلوا تعليقاتي ويزيدوها حبتين ضاقت علي الدنيا بما رحبت وأنا الآن يا فضيلة الشيخ أسألك عن مخرج لحالتي بما اعطاك الله من فراسة واستخارة وخبرة قلت: يا ابني ان الدين المعاملة وان المسلم من سلم الناس من يده ولسانه وانه لايؤمن من لم يأمن جاره بوائقه.. ألم تعلم ان لسانك حصانك ان أمسكته صانك وان أطلقته هانك وهل يكب الناس في جهنم الا حصاد ألسنتهم زرني غدا نسأل الله عز وجل ان يجد لك مخرجا لهذه الحالة التي ستؤدي الي الجنون حتما. قلت له عندما زارني هل تعاهدني امام الله عز وجل ان لا تظن بالناس ظن السوء ان بعض الظن اثم قال: نعم قلت: وان لا تنطق عن أي احد الا بخير قال: اعاهدك على ذلك من اليوم والله العظيم لا أفعلها ثانية قلت اريدك ان تبايعني على طريقة اجازني فيها سيدي رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه وسلم منذ الصغر في رؤية منامية وقال في دعائه لي (بارك الله فيك وفي طريقتك وفيمن بايعك عليها فهي الأنفع) لأمتي سميتها الطريقة الخدمية واتبعتها نهجا وسلوكا ولا أريد من احد جزاء ولا شكورا اخدم الناس عموما وتجرد لخدمتهم ويمكن لكل شخص ان ينهجها من تلقاء نفسه ولكن لو كان ذلك بالخبير والمعلم لكان اجود لأن النفس تورد موارد التهلكة 0ظللت وقتا طويلا اشرح له وابين الكيفيات المختلفة لخدمة الناس مع التشديد على أن تكون النية خالصة لوجه الله لا لأي منفعة سوى ذلك. انطلق صاحبي فقد عرف فلزم ولقد مسك فأتقن بل بالغ في الاجتهاد في ال طريقة الخدمية وأورادها العمل الدؤوب وذكرها الصبر والتحمل وغايتها نفع الناس وخدمتهم مجانا لوجه الله وكنت كثيرا ما أراه ويحضر في المقابر ويرش ويجمع التراب ويركب الصيوانات في المناسبات ويملأ الأباريق للصلاة ويقدم الطعام خدمة للحضور ويجمع القمامة من امام البيوت أصبح هو أول الداخلين لأي دار بالحي فيها مناسبة سعيدة كانت أو حزينة اصبح الجميع يعرفونه ويسرعوالاخذ رأيه في أي مشكلة أو امر يخصهم بل حول اهل الحي اسمه من أبومروة الى أبو مروة.. اختاروه لرئاسة اللجنة الشعبية فقبل واصبح وقته كله في خدمة اهل الحي فقيرهم قبل غنيهم يزور المدارس والمستشفيات لمعاودة المرضى ومع كثير مشغولياته لاينقطع ابدا من زيارتي ويلقبني بمرشدي وسيدي ولما كانت الانتخابات الأخيرة اختاره المؤتمر الوطني ممثلا له في الدائرة التي يسكن بها والحمد لله لقد فاز بشبه الاجماع والتزكية.. هو الآن يخدم في الناس من منطلق موقع اهم، مرة رأيته في احدى الجامعات جاء بنفسه لتخفيض رسوم الدراسة لطالبة فقيرة، ومرة رأيته يقف خلف صف طويل في ديوان الزكاة ليفتح كرت معاملة لأسرة فقيرة، ومرة رأيته بمركز للشرطة وقلت خير ان شاء الله قال جئت أضمن شخصا صدم مواطنا من غير قصد. الحمد لله لقد بارك الله لصاحبنا في دينه ودنياه ونفسه وأسرته وفي المرة الأخيرة سألته هل غرتك الدنيا قال: لا والله قلت: هل تعبت من هذه الطريقة الخدمية قال: وجدت السعادة في هذه الدنيا خدمة الناس قلت له: هنيئا لك فان خادم القوم سيدهم بل قال انا خادم لسيدهم قلت: اللهم كما باركت لصاحبي هذا بارك ل.نا واجعل لنا اصحابا في كل موقع ليعم الخير سوداننا الحبيب ونسعد ببعضنا البعض الحمد لله سبحان مقلب القلوب الذي قلب القلوب من البغض والكراهية الى المحبة فان قلوب الناس بيديه جبلت الأنفس على حب من احسن اليها.. والحمد لله على ذلك المخرج والى اللقاء في مخرج جديد.. قال تعالى: ((ومن يتق الله يجعل له مخرجا) سورة الطلاق الآية (2).