قال لي وهو يربط رأسه من شدة الألم، أنه يشكو من صداع مزمن منذ مدة طويلة، جرب معه كل أنواع الأدوية والاختصاصيين بدول اشتهرت بمهارات الأطباء والمستشفيات، وجرب كذلك جلسات العلاج بالقرآن والأطباء النفسانيين.. في أول الأمر كان الصداع ينتابني بين فترة وأخرى، ولكنه الآن أصبح طوال اليوم، أنوم به وأصحى عليه، ولا أزال في حيرة ويأس.. قلت: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم.. أرجو أن لا تيأس من رحمة الله أبداً، فإنه تعالى هو الشافي وإن تنوعت أسباب الشفاء. دعني استخير الله عز وجل وأسأله العون أن يدلني على مخرج يريحك من هذا العذاب. وفي زياراته لي المرة الثانية طلبت منه أن يريني حذاءه.. فقال لي هل لك معرفة بالبصارة ومهارات البصير قلت: إنما هو استفتاء لقلبي، وبينما أنا أقلب فردتي حذائه، رأيت اليمين متآكلة والثانية غير متآكلة، مثل إطارات العربة يمنى ويسرى، قلت له فوراً، أذهب الى أحد مصلحي الأحذية وأطلب منه أن يزيد سماكة كعب حذائك الأيسر حوالي إثنين سنتمتر وراجعني بعد ذلك.. وبعد يومين أتاني وقد عمل بما نصحته به، وسألته إن كان هناك تغير.. قال إنه لاحظ أن الصداع بدأ يخف، وأنه بدأ يحس براحة في جسمه ونشاطاً شديداً ورغبة في المشي. قلت له الآن أوقف حبوب الصداع تدريجياً حتى تنتهي تماماً من تناولها، وتوكل على الله الشافي، وواظب على قراءة فاتحة الكتاب سبع مرات، وبعدها تواظب على هذه الصيغة من الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه وسلم وهي «اللهم صلي على سيدنا محمد طب القلوب ودوائها وعافية الابدان وشفاؤها ونور الأبصار وضياؤها وعلى آله وصحبه وسلم» عشر مرات قبل الفاتحة، وبعد الفاتحة تقول اللهم رب الناس أذهب البأس وأشف أنت الشافي لا شفاء إلا شفاؤك شفاءً لا يغادر سقماً ولا ألماً ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.. ثم بعد ذلك تختم بالصلاة على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.. بنفس الصيغة المذكورة وأن تزورني للاطمئنان كل اسبوع مرة، وفي كل مرة يزورني ألاحظ بأن الارتياح والسعادة بدأت واضحة عليه، ثم بعد ذلك طلبت منه أن يزورني كل شهر، وفي اللقاء الأخير شكرني كثيراً ودعا لي بطولة العمر والصحة والعافية، وقال سبحان الله طفت بلاد الدنيا شرقاً وغرباً، والآن أشفى تماماً من ذلك الصداع الرهيب وبدون أي مقابل مادي ولا التزام بأي دواء. وقال إنه قد راجع طبيباً كبيراً اختصاصي للعظام وبعد مقاسات دقيقة تبين أنه يشكو من عيب خلقي يجعل رجله اليسرى أقصر من اليمين بحوالي السنتمترين، وقال له الاختصاصي- من ذلك الطبيب قوي الملاحظة الذي كان سبباً في شفائك من ذلك الصداع المزمن الرهيب- فقال اسمح لي يا فضيلة الشيخ فقلت له أعني للطبيب إن الله يضع سره في أضعف خلقه، وأن الإنسان ما هو إلا سبب من أسباب عدة.. إذا أراد بها الشافي شفاء لعبد من عبيده. قلت له مازحاً وما أدراك بأني أضعف خلقه؟ كل إنسان في هذه الدنيا له تخصصه، فقط نحن نرجع الأمور لله عز وجل، وليس لنا مبتغى غير وجهه الكريم، فتزداد فرص النجاح والتوفيق إذا أخلصت النوايا لوجه الله الكريم، عندها يتقبل الله ويعين، فإذا استعنت باستعن بالله.. قال صدقت يا شيخنا بارك الله فيكم وزادكم خيراً على خير.. والحمدلله على ذلك المخرج.. وإلى اللقاء في مخرج جديد. قال تعالى: «ومن يتق الله يجعل له مخرجاً» سورة الطلاق الآية (2).