أمس استنطقت عدداً من أبناء أهلي وعشيرتي «المسيرية» بمدينتي المجلد عن تطورات الوضع في أعقاب احتلال دولة الجنوب لمنطقة هجليج، وتقدم الجيش لتحريرها بمساندة القبيلة التى لم تنهزم في أي حرب خاضتها حتى الآن ضد قبائل الجنوب، وقدمت نحو 17 ألف شهيد، فقال أحدهم «نحن عاوزين نقتل أم كتيتي» .... و«أم كتيتي» هي طائر نادر أشبه بطائر «الحبارة» ويوجد في ديار المسيرية بغرب كردفان.. فقد رويت عنه الكثير من الروايات، لأنه من الصعب العثور عليه أو اصطياده.. ويروى أن من يعثر على بيضة أم كتيتي.. فإن «أخذها تقتل أمه.. وإذا تركها تقتل أباه» ... هذه الرواية القصد منها منع الرعاة والصيادين من اصطياد هذا الطائر النادر.. المهم أن محدثي يريد أن يقضي على «أم كتيتي» حتى لا تبيض... وهكذا تريد قبيلة المسيرية هذه المرة القضاء تماماً على الغزاة وتنظيف المنطقة تماماً وليس دحرهم فقط... فالحرب عند أهلنا هي الحرب، فمن اختارها عليه أن يتقبل نتائجها... ففي السابق كان السودان واحداً، وأن العلاقات والتداخل بين القبائل تفرض على الجميع احترام قواعد السلم.. لكن جيراننا في دولتهم الجديد ظلوا طوال عهدهم- قبل الإنفصال- ينكصون عن العهود والأعراف، بل إنهم منعوا دخول الرعاة لمناطق الجنوب في فترة الصيف... فيما هم يتمتعون بكل الحقوق عند مجيئهم للمنطقة خلال تلك الفترة.. لن نقول أطردوهم ولكن يجب توفيق أوضاعهم وفقاً للقوانين التى تنظم وجود الأجانب.. فدولة الجنوب لن تتوقف عن الحرب- مهما وقعت من اتفاقيات سلام- لأن عقلية القادة هناك «قبلية».. ولديهم اعتقاد أن لهم «ثأرات» قديمة، لذا احتلوا «هجليج» رغم اعترافهم بأنها تتبع للسودان، ولكنهم يريدون عبرها توسيع دائرة الحرب، لتشمل دفرة وأبيي، وحتى الميرم بغرب كردفان، وقد اجتمع سلفاكير بعدد من قيادات الدينكا بمناسبة أعياد شم النسيم في مارس الماضي، وأبلغهم بقرب حل قضية أبيي، وذلك بعيد زيارة وفد الجنوب بقيادة باقان أموم الى الخرطوم، لتأتي التطورات الميدانية حتى بلغت مرحلة احتلال هجليج.. والغريب في الأمر أن قبائل الجنوب طوال فترة التمرد لم تدفعهم الحروبات للنزوح الى عمق الجنوب، وإنما نزحوا الى مناطق المجلد، والميرم، وبابنوسة، والفولة، ونشطوا في التجارة والزراعة، ولديهم أحياء تحمل أسماءهم في بعض المدن هناك... ولم يتعرض لهم أحد بسوء... برغم حروباتهم مع سكان تلك المناطق.. لا أحد يرغب في الحرب، ولكن عندما تفرض علينا وتحتل دولة الجنوب أراضينا فيجب أن نصطاد «أم كتيتي» التي تستهدفنا حتى لا «تبيض» حروبات جديدة.