لم يتمالك أحد أنصار الهلال أمس الأول أعصابه بإستاد الخرطوم ودخل في حالة فرح هستيري بعد الهدف الثاني الذي أحرزه بشة في شباك الخرطوم الوطني الذي كان يحاصر مرمى المعز محجوب في مطلع الشوط الثاني، مما جعل المشجع يصرخ بصوت عالٍ (والله الهلال دا مجنون) في إشارة إلى الاستفادة القصوى من الفرص التي يجدها اللاعبون خاصة من الهجمات المرتدة التي يغتنمها الهلال بصورة يحسد عليها.. وبهذا الجن دمر الهلال معنويات فريق الخرطوم الوطني باعتراف لاعب وسطه محمد أحمد الذي قال إن الهدف الثاني قد دمر معنوياتهم وأخرجهم من جو المباراة، وقد واصل الهلال ثورة انتصاراته في الدوري الممتاز متربعاً على الصدارة برصيد (22) نقطة، فيما تجمد الخرطوم في الوطني في (12) نقطة، وذلك بعد أن قدم أفضل مبارياته منذ انطلاقة الدوري الممتاز هذا الموسم رغم غياب ثمانية من لاعبيه بعامل الإصابة وعدم الجاهزية البدنية، إلا أن غارزيتو دفع باللاعبين الجاهزين فقط، رافعاً شعار (الجود بالموجود)، حيث دفع بتشكيلة غلب عليها العنصر الدفاعي، ومع ذلك كادت شباك الهلال أن تهتز في ثلث الساعة الأول من المباراة، ولكن بمرور الوقت تماسك الهلال وبدأ يقاسم الوطني السيطرة وتحرك كاريكا وعلاء الدين يوسف ومهند الطاهر وسادومبا وبشة ونزار حامد بفعالية مع تألق بائن لعبداللطيف بويا في الدفاع، هذا الوضع مكن الهلال من التقدم عن طريق عمر بخيت الذي استفاد من تهديفة مهند الطاهر التي ارتدت من العارضة. وفي الشوط الثاني دخل الخرطوم من أجل هدف واحد هو إدراك التعادل وحاصر الهلال في منطقته إلا أن رد الهلال كان قاسياً بهجمة مرتدة منظمة بدأها مهند وكاريكا واختتمها بشة في الشباك كهدف ثانٍ جعل الأزرق يسيطر على المباراة بالطول والعرض رغم محاولات الخرطوم المتواصلة ولكن الكلمة العليا كانت للهلال خاصة بعد دخول الطاهر حماد بديلاً لنزار حامد المصاب، ولعب حماد دور البديل الناجح على أحسن وسبب صداعاً مستمراً لدفاع الخرطوم الذي انهار تماماً واستقبلت شباكه هدفين عن طريق مساوي بضربة رأسية تخصصية وسادومبا من عرضية الطاهر حماد. وقد أبدى غارزيتو مدرب الهلال سعادته بالنتيجة والأداء وقال إن مستوى الفريق في تصاعد مستمر وتباهى الفرنسي بلياقة لاعبيه العالية وقال إنها وصلت إلى أعلى معدلاتها، مؤكداً أن فريقه يفكر الآن في مباراتي هلال كادوقلي وأسود الجبال. فيما سيطر الحزن على المصري أحمد ساري مدرب الخرطوم الوطني الذي كان مصدوماً من الخسارة بأربعة أهداف أمام الهلال وقال إن نتيجة المباراة لا تعبر عن الواقع وإن فريقه كان نداً للهلال.