تحت شعار أنت يا نيل يا سليل الفراديس.. تم افتتاح ملتقى النيلين الثاني للشعر العربي بقاعة الصداقة الجمعة الماضية، بحضور ممثل نائب رئيس الجمهورية، ووزير الثقافة الاتحادي، ووالي ولاية الخرطوم عبد الرحمن الخضر، ورئيس المجلس الأعلى للثقافة والإعلام والسياحة الوزير د. محمد عوض البارودي، ورئيس حزب الأمة الإمام الصادق المهدي، وعدد من الوزراء والتنفيذيين. وشهد الافتتاح الشعراء العرب المشاركون في المهرجان على رأسهم الشاعر العراقي عبد الرزاق عبد الواحد، و «15» شاعراً عربياً شكلوا حضوراً أنيقاً وزاهياً في سماء الخرطوم شعراً ومعنى من كل الأقطار العربية من العراق إلى موريتانيا، عبوراً بمصر، وسوريا، واليمن، والكويت، ولبنان، ليزدان السودان بروائع الشعر والزمان.. وشهدت الليالي الشعرية المسائية حضوراً نوعياً من المهتمين بالثقافة والأدب والشعر، وكانت هناك الجلسات النقدية لبعض الأوراق في الشعر السوداني. وقدمت بمركز أم درمان الثقافي عدد من الأوراق في اتجاهات الشعر العربي الحديث والمعاصر في السودان: ورقة الشعر في منظور جماعة الأدب المتجدد- وورقة مدرستي الفجر والنهضة في مسار الشعر العربي في السودان- وغيرها من الأوراق. وأكد د. محمد عوض البارودي رئيس المجلس الأعلى للثقافة والإعلام والسياحة في افتتاح المهرجان والملتقى الشعري الثاني عن الحراك الثقافي الذي أحدثه المهرجان في العام الماضي.. مشيراً إلى أنه لأول مرة يجتمع في الخرطوم عقد فريد من الشعراء العرب، رغم أن الأحداث التي تمر بالبلاد عصية، ولكن السلام يعم البلاد بعزم الرجال، وأوضح البارودي أن المهرجان يهدف لجعل الخرطوم الملتقى الأول للشعر والشعراء العرب، وهذه المرة يكرم شاعر الوجدان السوداني التجاني يوسف بشير. اللجنة العليا للملتقى وأشار د. حديد السراج رئيس اللجنة العليا للملتقى الى أن هذه الدورة استصحبت معها مساحات للشعر العامي، ودورات علمية ونقدية للشعر السوداني، بمشاركة العديد من الدارسين من كل المدارس الشعرية، وجاءت مشاركة الشعراء السودانيين مميزة، وبحضور شبابي، قدم قراءات شعرية من مدارس مختلفة في ليلة الافتتاح، حيث أبدعت الشاعرة روضة الحاج التي اعتلت المنصة وهي تصدح للوطن، كذلك الشاعر محيي الدين الفاتح، والدكتور محمد بادي، والشاعر الشاب أبو عاقلة ادريس، والأستاذة ابتهال مصطفى، والدكتور معز عمر بخيت شاعر الرومانسية والكلمة الجميلة، وقدم هؤلاء الشعراء السودانيون لوحة شعرية سريالية متنوعة من الشعر الحر، والحديث، والمعاصر، ولاقى الإعجاب والإشادة من الحضور النوعي الذي تفاعل مع القراءات، والتي فتحت نوافذ جديدة للابداع السوداني بملتقى النيلين للشعر. وجاءت الليلة الختامية تتويجاً لاربع ليالي سامقات بالحرف والمعنى والقصيدة، وتحدث الشعراء العرب عن وقفتهم مع الشعب السوداني في رد الظلم والعدوان، وشرفها العقيد عبد الرحمن الصادق المهدي، مساعد رئيس الجمهورية، والذي كرم الشعراء العرب المشاركين.. وبحضور والي الخرطوم عبد الرحمن الخضر الذي أكد أمن الخرطوم، وأشاد بتواصل الشعراء العرب مع السودانيين. وأشاد الشعراء العرب بملتقى النيلين الثاني للشعر العربي رغم الظروف التي يمر بها السودان، وحيوا الشهداء في مناطق العمليات، وغزلوا الحروف في النيل قصائد وحروفاً، وكتبوا عن الكرم السوداني.. وحسن الضيافة ووعدوا بالتعامل مع الشعراء السودانيين، وأوضحوا أن الثقافة السودانية ثرة بالآداب والثقافة والشعر الشعبي القوي، واستمعوا إلى القراءات الشعرية الشابة من المشاركين الشباب وادهشتهم روضة الحاج.