يتفنن أهل السياسة فى كل موقف وطنى.. أو غير وطنى فى إبتداع عبارات تبدو فنية.. مثل فقد البوصلة.. الشفافية.. أو استلهام التعابير الشعبية مثل ( لحس الكوع) وشايله قلمها تصحح.. أخيراً راجت كلمة (المخذلين).. تعبير جديد..يواكب المرحله.. والمخذلون هؤلاء ليس لهم وجود مادى إنهم مثل السلوى والصبر.. والفرح مواقف إنسانية لاترى بالعين المجردة ولا تُلمس بالحواس وبمعنى عام لا يوجد مجتمع دون (مخذلين) ففى أى منحى .. تجد من يثبط همتك ويقلم اظافرك ويعسر الامور.. هب إننى_ الفقيرلله_ لاى سبب من الاسباب فكرت اعمل جريدة براى.. وهو حق مشروع.. فالكمسارى ببقى سواق وبشترى عربية والنجار بيبدأ صبى نجار..وبعدين سيد ورشة.. وبعدين رجل اعمال فى مجالات عمله من أثاث وأبواب وشبابيك.. الخ.. وهكذا.. هب اننى فكرت فى هذا المشروع وجهزت (القريشات) والمكاتب والشنو و شنو.. وقلت: أنا داير أعمل جريدة يلا تعال شوف.. ياخى هى ناقصة جرايد.. مالك ومال البلاوى.. والله قروشك دى لو عملتا بيها مطعم أخير ليك.. ياخى هسه الجرايد ورق ما لاقياهو..اها بدون ورق تعمل جريدة كيف؟.. قول استمعت إلى كل هذه النصائح بعد ان تم تخذيلى تماماً وأفكر فى مطعم.. وتصبح المقولة: والله كنت داير اسوى جريدة لقيتا ما جاية.. فكرت اعمل مطعم ! أيضاً يبدأ التخذيل.. مطعم.. هو المطعم بخارج.. يعنى ح تبيع السندوتش بكم.. ياخى دى قصة بايظة بعدين ناس الضرايب والنفايات والجبايات ح يشاركوك عديل.. فى الآخر تقفلوا.. تقول فى حيرة: طيب الناس الفاتحين مطاعم ديل شغالين كيف؟ مافى زول شغال ديل شوام واتراك وعندهم ناسن وظروفن.. يعنى أبقى تركى ولا كيف؟ ياخى مطعم شنو.. أنت كان عندك قروش محرقات روحك.. أعمل بقالة.. وتفكر فيها ..ويستمر موال التخذيل.. وفى أى موقع تجد هؤلاء .. الذين لا يعجبهم العجب.. ويبحثون عن النواقص ويحصون الهفوات.. يحكمون على كل شئ بالبوار.. تجدهم حتى ضمن الكتاب الذين يزعمون انهم ينحازون للجماهير.. فيجلدون الجماهير بأحرفهم ويدمغونهم بالتخلف والامية والغباء ولا يفتحون كوة للأمل.. يطرحون مبدأ : مافيش فايدة. فالتخذيل ليس فى السياسه فحسب ربما بدت فى حالة السياسة أكثر مشروعية كون الغاية تبرر الوسيلة.. ولكنها فى كل الامور.. فى كل موقع.. هناك حالة من التخذيل.. ولا أدرى هل التخذيل صناعة أفريقية أم عربية؟ فى الغالب هى ثقافة عربية التى إن أردنا أن نستخدم أسلوب التخذيل ضدها فما علينا إلا أن نرجع للشاعر الألمانى (جوته) ان الله قد منح العربى أربعة أشياء لا تقدر بثمن وهى : العمامة: خير من تيجان الملوك والاباطره.. السيف: الذى يغنى عن الأسوار الشاهقة والحصون المنيعة.. الخيمة: رمز الحرية والاباء.. عنوان الحياة فى الفقر الجديب والشعر: الذى تطرب له أسماع الكرام وتبتهج له نفوسهم التخذيل مؤداه.. ضيع العربى العمامة واستبدلها فى الغالب برأس مكشوف او برنيطة او طربوش .. أو عقال.. ومرات كسكتة والبعض اكتفى بالطاقية وضيع العربى السيف تدريجياً منذ أن ناله الجبان فأصبح رمزاً مُتحفياً يتغنى بامجاده ..والخيمة استبدلت بعمارات وناطحات سحاب بل ناطحات نجوم عديل كده .. أما الشعر فدونك مقولات لم يعد الشعر ديوان العرب اصبحت الرواية هى ديوان العرب.. أرايتم سهولة التخذيل وقسوته! ملحوظة: العنوان تخريج من أغنية لزكى عبدالكريم (حلوة) تقول المدلل كيف نسايرو (متلصصة) سمحة تحت التوب مسايرو !