شيعت البلاد مساء أمس في موكب مهيب الصحفي القدير والشاعر الكبير زين العابدين أحمد محمد مدير مكتب آخرلحظة بالقاهرة إلى مثواه الأخير بمقابر حلة خوجلي، بعد رحلة معاناة طويلة مع المرض خضع خلالها لعدد من الفحوصات الطبية، ولكن يد القدر كانت سباقة إليه وسلّم روحه لخالقها بقاهرة المعز التي عاش فيها معظم فترات عمره. والفقيد من الصحفيين الذين تركوا بصمة واضحة في الصحافة السودانية، وهاجر بعد ذلك لجمهورية مصر العربية منذ وقت مبكر واستطاع أن يفرض نفسه ويحجز مكانه على صفحات صحيفة الشرق الأوسط وشاعر كتب العديد من الدرر الغنائية.. وتسابقت دموع وصيحات الحزن من زملاء الراحل من قبيلة الإعلام والفن والثقافة خلال تشييع الراحل. وأكد الصحفي جمال عنقرة أن زين العابدين كان إنساناً في المقام الأول محباً ومحبوباً لكل الناس ونذر حياته لخدمة من يعرف ولا يعرف، وأشار الصحفي محمد لطيف إلى أن زين العابدين من الصحفيين الذين حفروا الصخر حتى ترك بصمته في الصحافة السودانية وخرج من البلاد منذ وقت مبكر واستطاع أن يشق طريقه في واحدة من أصعب العواصم العربية في العمل الصحفي وهي القاهرة، ولكنه استطاع أن يفرض نفسه على صفحات صحيفة الشرق الأوسط التي تزخر بكبار الصحفيين وكان متميزاً للغاية، وأكد لطيف على أن الصحافة السودانية اليوم فقدت أحد رموزها.ولم يغالب المخرج شكرالله خلف الله دموعه المنهمرة، وقال: لن أقول أكثر مما قاله مصطفى أبو العزائم بأن الراحل زين وكان زين وسوف يظل زين.وبكى الشاعر عبدالوهاب هلاوي وقال: صديق العمر علمنا معاني الصداقة الحقيقية، فهو إنسان خلوق بكل المقاييس وله شخصية محببة وسط الناس وصاحب مساهمات فاعلةومؤثرة وشاعر لا يشق له غبار، ونسأل الله له المغفرة وأن يتقبله مع الصديقين والشهداء.وأكد الشاعر التجاني حاج موسى بأن الراحل كان يمثل سفارة لوحده في القاهرة ويستقبل الجميع من يعرفه ومن لا يعرفه في منزله، وفراقه مؤلم جداً، ولكنه مع كل ذلك استقبل الموت بشجاعة نادرة، وخيم الحزن على أسرة صحيفة (آخرلحظة) بعد سماع خبر وفاته، حيث كان الجميع يتابع مراحل علاجه مع السيد رئيس التحرير، خاصة وأن الراحل كان مدير مكتب الصحيفة بالقاهرة وخلال زياراته القصيرة للسودان خلق علاقات طيبة وحميمة مع أسرة الصحيفة التي تنعيه اليوم ادارة وعاملين ونسأل الله له المغفرة وأن يدخله فسيح جناته مع الصديقين والشهداء.