منذ عام 2005 وبعد هجمة على شرايين القلب واحتلال من قبل ضغط الدم.. استخدم ستة أنواع من الأدوية ضمنها (اديكاد 8 ملغرام).. كنت أشتري العلبة بمبلغ عشرين جنيهاً أو أقل.. وهي تحتوي على شريطين بكل شريط 14 قرصاً.. وحتى أوضح لكم وللقائمين بأمر الدواء وللمتحكمين في السعر الموازي والقابضين على الدولار بأن الغلاء رغم كونه واقعاً لكن لا يدخل بفوضى.. غالباً كنت أرسل أحد أبنائي لشراء الأدوية وهي عندي يومية مثل الرغيف وشاي الصباح وهكذا كانوا يعلمونني بسعر الأدوية كافة.. فلم أكن اسأل ده بي كم وده بي كم.. فأصبح من العجائز الثرثارين.. اليوم أكتشفت أن الأقراص كملت.. وذهبت إلى الصيدلية وأنا أحمل خمسين جنيهاً.. قلت: بتكفي.. لكن فاجأتني الصيدلانية أن ثمن العلبة أصبح خمسة وسبعين جنيهاً.. قلت: معقول.. قالت: نعم.. ربما استسخفت سؤالي إذ مفروض أكون عارفاً.. هل يصدق أن يتضاعف سعر الدواء لأكثر من ثلثمائة في المئة.. يعني الحبة الواحدة بس بأكثر من جنيهين ونصف.. لما رأت الدكتورة حيرتي وعرفت (إنو ما معاي المبلغ).. قالت لي: أشتري شريطاً واحداً.. واندهشت أن هذه كانت فائتة عليّ.. فدهشتي من الرقم الذي وصل إليه السعر بلدت إحساسي ولم أكتشف أنه يمكنني شراء شريط واحد بنصف المبلغ رغم أنها عملية بسيطة جداً.. الطفل ما بتفوت عليه.. أشتريتها واتجهت إلى البقالة المجاورة للصيدلية وأخرجت جنيهاً لشراء موية صحة عشان أبلع بيها حبة.. وأنا أتوقع أن يقول لي: زادت.. لكن لم تزد والبائع ذاته تعرف عليّ ورفض أن يشيل الجنيه إكراماً لي.. فخفت أن تكون زادت.. ودخلت البقالة المجاورة وسألت عن ثمنها فعرفت أنه ما زال هو هو.. هناك مؤامرة طبية في هذه الزيادة الخيالية في هذا الدواء بالذات.. وتفصيل المؤامرة أن الدواء لعالج الضغط.. فعندما يفاجأ المريض بزيادة السعر يرتفع ضغطه فيظل محتاجاً للدواء.. هذا إن لم يصب من جراء الزيادة بسكري فتتسع رقعة شراء الأدوية.. يكون وزير عندو صيدلية.. فهذا زمن الاستوزار (منو وفيه).. فوزير الصحة عندو مستشفى.. ووزير الزراعة عندو مزرعة.. يا ربي وزير المالية عندو بنك؟.. المهم أنا راكب رأسي.. إنو الزيادة في هذا الدواء بالذات ما منطقية.. فأنا لما كنت بشتري هذا الدواء في البداية وعندما كان بعشرين جنيهاً.. كان الدولار بثلاثة جنيهات.. الآن قول الدولار بي خمسة جنيهات.. (هو بالسعر الموازي يطلع كم.. وبالتضريب على ذلك ببقى لو بالغ الدواء ده بالذات وارتفع مع الدولار الحجل بالرجل.. ما يكون بي خمسين جنيهاً.. طيب الخمسة وعشرون جنيهاً الزيادة دي جات من وين؟!.. ملحوظة: اليوم عيد العمال أول مايو.. هل يجيء الاحتفال به خجولاً؟.. ماذا بقي للعمال سوى ذكرى الأعياد؟.. عموماً تحية لبقايا الروح العمالية.. هل اتحد عمال العالم بعد.. أم لم يعد هناك عالم للعمال؟.. الرأسمالية مضت قدماً ولا عزاء للعمال!!