تعيش الغوريلا الجبلية التي أُكتشفت عام 1909 في غابات وسط إفريقيا البركانية ويبلغ عددها قرابة ال 800. وقد ساهمت الجهود التى بذلتها المراكز العلمية المختصة كمركز فولكانوز ناشيونال بارك، في حماية الحيوان الثديي الضخم الذي يطلق عليه عملاق الأدغال الأفريقي والذى يهدده خطر الإنقراض بفعل إزالة الغابات والصيد الجائر برغم تنامي أعداده. كما لعبت الجهود المبذولة لتغيير سلوكيات الأفراد تجاه تلك الحيوانات دوراً بارزاً في أن تصبح الغوريلا الجبلية مصدر دخل رئيسي للإقتصاد في رواندا، وذلك عبر إيرادات السياحة، الأمر الذى حول صيادوها من أدوات قتل إلى دعاة ينادون بالحفاظ عليها. ويعتبر مركز أبحاث كاريسوكي في حديقة فولكانوز القومية فى رواندا من أهم وأبرز المنشآت العملية المتخصصة في دراسة الغوريلا الجبلية، التي قد يصل عمرها إلى 35 عاماً. وفي كثير من الأحيان، لا يتم إصطياد الغوريلا الجبلية من أجل لحومها بل لغرض إستخدامها كطعم لإقتناص حيوانات أخرى، كما تتعرض للقتل بغية بيع أجزاء مختلفة من أعضائها لجامعي المقتنيات. والغوريلا من فصيلة القردة العليا وأكبرها حجما حيث يصل وزنها إلى أكثر من 500 كيلو غرام. وبينت الدراسات الحديثة بأن الغوريلا حيوان يميل نحو الإنطواء بعكس ما يشاع عنه بأنه من الحيوانات العدائية، وإذا جرحت أو أزعجت فإنها يمكن أن تصبح خصماً عنيداً وذلك لقوتها الهائلة. وتتغذى الغوريلا على أوراق الأشجار وأوراق أشجار التوت خصوصا وتقتات كذلك على بعض أوراق النباتات الشوكية. وهناك أنواع ثلاثة معروفة في العالم للغوريلا وهي الأورنج أوتان، والشمبانزي وأصغرها هو الجيبون. وتعيش الغوريلا في مجموعات يتراوح عدد أفرادها بين 20 - 30 ويظل الصغار بصحبة آبائهم حتى سن البلوغ أي حتى يبلغ عمرها 14 عاما. وتنقسم الغوريلا من حيث البيئة التي تعيش فيها إلى نوعين: غوريلا السهل التي تعيش في الجابون وزائير والكاميرون، وغوريلا الجبال التي تعيش على إرتفاعات تصل إلى 3,500م. وليس للغوريلا أعداء إلا نادراً، ويتحتم عليها الدفاع عن صغارها ضد الفهود وغيرها من الحيوانات المفترسة. ولا يعكر صفو حياة الغوريلا إلا ذلك الإنسان الذي يأسرها أو يصطادها لمجرد الهواية، أو عقابًا لها على ما تحدثه من إتلاف للمزروعات، وكذلك الرعاة والمزارعون الذين يقطعون أشجار الغابات فيحرمونها من مسكنها الطبيعي الذي ترتاح إليه. والغوريلا من الحيوانات بالغة الذكاء وهي تشاركنا في مجال كبير ومتنوع من المشاعر كالحب، والكراهية والخوف، والحداد، والفرح، والجشع، والكرم، والكبرياء، والخجل، والعطف، والغيرة. وهي تضحك عند القيام بدغدغتها، وتبكي عند شعورها بالحزن أو عند تعرضها للإهانة، وهي تبكي بإصدار الأصوات لا بالدموع. والغوريلا كالبشر تماماً فلها ساقان وذراعان، وعشرة أصابع يدين ومثلها للقدمين، وأذنان صغيرتان على طرفي الرأس، وعينان ناظرتان إلى الأمام، وأثنان وثلاثون سناً إلا أن ذراعاها أطول وأقوى من ساقاها، كما تتميز بأصبعي قدمين ضخمين. ويتحول ذكر الغوريلا البالغ إلى مايسمى- بذو الظهر الفضي - في الخامسة عشر من العمر عند تمام نضوجه ويصبح عندئذ لون شعر ظهره فضي اللون مائلاً إلى الرمادى. وتمشي الغوريلات عادة بوضع القدمين منبستطين وبالمشي على مفاصل أصابع اليدين يمكنها الوقوف منتصبة ولكنها لا تقوم بذلك في غالب الأحيان وعندما تقوم بذلك فإنما تقوم به لضرب قبضتها على الصدر وإصدار الأصوات العالية التي غالباً ماتنبئ بسلوك عدواني أو شعور بالسعادة. وتمتد حياة الغوريلا إلى مايزيد عن الخمسين عاماً، ومواليدها صغيرة جداً وتزن إثنين إلى إثنين ونصف كيلو جرام وتكون عاجزة تماماً عند الولادة وتعتمد على والدتها حتى سن الثالثة على الأقل وهي تبقى في كنف عائلتها حتى بعد بلوغها سن النضج.