زرت مقر مؤسسة «عكاظ للصحافة والنشر» ظهر أمس الأول في مدينة «جدة» حيث مكاتب ومطابع صحيفة عكاظ - تأسست عام 1960م- والتقيت بالأخ الكريم الدكتور هاشم عبده هاشم، رئيس التحرير، وجلست إليه في مكتبه لمناقشة بعض المشتركات، وبحث إمكانية التعامل بين «عكاظ» و« آخر لحظة» ، وقبلت أن أكتب مادة إسبوعية لتلك الصحيفة التي لاتعتبر نموذجاً مشرفاً للصحافة السعودية وحدها، بل تعتبر نموذجاً تتشرف به تجربة الصحافة العربية كلها. رتَّب لي أمر الزيارة إلى «عكاظ» ، ومقابلة الدكتور هاشم عبده هاشم، الأخ الصديق وزميل الدراسة في كلية التجارة بجامعة القاهرة- فرع الخرطوم- الصحفي والشاعر والكاتب المرهف الأستاذ عبدالعال السيد، الذي يعمل في صحيفة «عكاظ» منذ عدة سنوات، حتى أضحى أحد أبرز معالمها البشرية، إلى جانب عدد من الزملاء المعروفين، من أمثال الأساتذة عبدالله عباس، وياسر عبدالفتاح، ومختار العوض، وبركات بله، ومنهم من عرفته منذ وقت بعيد، ومنهم من تعرفت عليه مؤخراً. صحيفة « عكاظ » تصدر في ثمان وأربعين صفحة ملونة يومياً، منها أربع صفحات من الورق الفاخر المصقول، هي الصفحات «1/2/47/48»، وتتم طباعة مابين مائة ألف إلى ثمانين ألف نسخة يومياً، حسب طبيعة الأحداث، بينما لا تقل نسبة التوزيع في كل الأحوال عن ثمانين بالمائة. مطابع « عكاظ » فرنسية، وتعتبر من أحدث المطابع العالمية، وتقوم بتقديم ثلاث طبعات مختلفة للصحيفة تكون الأولوية في الطبعتين الأولى والثانية للمناطق البعيدة في شمال وشرق المملكة العربية السعودية . مع كل ما تقدمه الصحيفة لقارئها من طباعة فاخرة وخدمات متميزة، ومع تلك المطابع الحديثة، ومقر ومكاتب الصحيفة التي لم أرَ مثلها إلاّ في حالات قليلة، مع كل ذلك نجد أن مؤسسة «عكاظ» تطرح صحيفتها للقارئ مقابل ريالين فقط، أي ما يعادل حوالي الجنيه والنصف ليس أكثر. يدعمها «احترام الدولة للصحافة والإعلام » وإعفاء كل مدخلات الطباعة من الرسوم الجمركية، والضرائب شبه المعفاة، كما يدعمها المعلن الذي يعرف أثر وقيمة ومردود الإعلان على السلعة التي ينتجها أو الخدمة التي يقدمها، وتساوي قيمة الصفحة الواحدة في الصحف السعودية ما يعادل عشرة أضعاف قيمة الصفحة الإعلانية في الصحافة السودانية، والتي أحسست لحظتها ب«كم» هي بائسة ومظلومة ومحاربة. الجولة داخل مؤسسة «عكاظ» استغرقت ما بين الساعتين والنصف والثلاث ساعات، تمكنت خلالها من زيارة إداراتها المختلفة وأقسامها العديدة، ووقفت على طبيعة العمل في إدارات التحرير والإدارة الفنية والإدارات المالية والعامة، ووجدت أن العقول السعودية الشابة والمتفتحة والمنفتحة، هي التي تقود العمل في الصحافة السعودية، مثلما تقوده في كل المجالات، الأمر الذي جعل المملكة العربية السعودية تقفز قفزاً نحو المستقبل في ظل حكم راشد وعادل لا يبخل على شعبه بشيء.