حظر أو منع تداول الكتب والروايات لا يقتصر على بلدان أو دول بعينها بل يشمل كل البلدان مع التفاوت والإختلاف فى أنظمتها السياسية، فالأنظمة الشمولية كلها تمنع وتحظر تداول الكتب والروايات إذا تعارضت مع هذه الأنظمة أو هددت بقائها وإستمراريتها، وكذلك الأنظمة الليبرالية تفعل نفس الشيئ. ومنع الكتب هو نوع من أنواع الرقابة القبلية Pre-Censorship، وغالباً ما يكون سبب المنع أو الحظر دوافع سياسية أو دينية أو أخلاقية. وفى معظم الحالات يصحب المنع فى بعض البلدان عقوبات قانونية على المؤلف، كما يمكن أيضاً سحب الكتب الممنوعة من الجامعات أو المدارس أو المكتبات، ولكن هذا لا يمنع تداولها بطرق مخفية. وتضع بعض البلدان قوانين تتعلق بالنشر مع الإختلاف فى هذه القوانين فى البلدان المختلفة. وهناك أسباب متعددة لهذا الحظر، مثل الفسوق أو الفجور أوالفحش أو الجنس أو العنصرية أو العرقية أو العقائدية، أو السياسية. وخلال تصفحي لموسوعة ويكبيديا الحرة Wikipedia حول الكتب والروايات المحظورة فى العالم إكتشفت أن هناك آلاف الكتب والروايات قد حُظرت فى بعض دول الستار الحديدى والأنظمة الشيوعية وكان معظمها كتب سياسية وقصصية وروائية، ولكنها تهدد هذه الأنظمة بصورة أو بأخرى. فقد منع ستالين فى الإتحاد السوفيتي السابق رواية الكاتب الإنجليزى جورج أورويل « رواية 1984» (1984) Nineteen Eighty Four لأنها تسخر من زعامته، كما منعتها أيضاً كل من الولاياتالمتحدة والمملكة المتحدة إبان أزمة الصواريخ الكوبية. وكذلك منعت قوات الحلفاء أثناء الحرب العالمية الثانية روايته مزرعة الحيوانات Animal Farm لأنها تنتقد الإتحاد السوفيتي، والتى قرأناها ونحن فى المرحلة الثانوية. وبعد إنعتاق الإتحاد السوفيتي من قبضة الحكم الشيوعي وإنهيار المعسكر الشرقي صادرت روسيا كتاب: « بوتين: النتائج بعد 10 سنوات» لأنه ينتقد رئيس الوزراء الروسي آنذك فلاديمير بوتين. ومنعت الولاياتالمتحدة كتاب « أوراق البنتاغون» حول فيتنام غير أن المحكمة العليا الأمريكية رفعت الحظر عنه، ومنعت رواية «عناقيد الغضب» لأنها تسيئ إلى سكان كاليفورنيا، ورواية «الغذاء العارى» . وشمل المنع أيضاً كتب وروايات فى الغرب، ففى النرويج منعت رواية « أغنية الياقوت الأخضر» ورواية « بلا غرزة واحدة» ، وحظرت المملكة المتحدة رواية «بئر العزلة» بسبب لمحتواهم الإباحي الصريح ، وكتاب « حقوق الإنسان» الذى أيد الثورة الفرنسية وحوكم مؤلفه بالسجن. وفى إيرلندا منعت رواية « صبي الإصلاحية» لأنه إنتقد التيار الجمهورى الإيرلندى والكنيسة الكاثوليكية . وحظرت دول عديدة كتب وروايات مثل كتاب « فاني هيل أو ذكريات إمرأة متعة» ، الذى كان موجوداَ فى السودان ورواية «عالم جرىء» ورواية «عشيق الليدى تشارلسي» لمؤلفه دى إتش لورنس، وكان موجوداَ فى السودان، وكتاب شعرى بإسم «عواء» بدعوى الإباحية، ورواية « جوليسيس» لمؤلفه حيمس جويس لمحتواه الإباحي، وقد درسنا فى الجامعة عدد من روايات هذا المؤلف.ورواية بنات الريف التى صادرتها الرقابة الأيرلندية سنة 1960 لإشتمالها على محتوى غير أخلاقي ، ورواية ابنة بيرغر التى منعتها حكومة جنوب إفريقيا في يوليو 1979 لمناهضتها للسياسات العنصرية التي تنتهجها الحكومة، ثم رفع الحظر عنها، ورواية أرخبيل غولاغ التى مُنعت في الإتحاد السوفييتي لأنها كانت تناقض الصورة التي كانت الحكومة السوفييتية تحاول أن تظهر بها سياساتها أمام العام، وقد رفع هذا المنع، بل وقد قررت وزارة التربية الروسية رواية أرخبيل غولاغ على طلبة المدارس الثانوية. ويسرى الحظر أيضاً على بعض الكتب الدينية أو العقائدية التى تسييء إلى الأديان مثل كتاب «آيات شيطانية» لمؤلفه سلمان رشدى الذى أُهدر دمه لتهجمه على الإسلام، وكتاب « الإسلام: مفهوم الغزو السياسي للعالم»، وكتاب«جناح باكستان»، ورواية «الفتاة الوحيدة»، وكتاب «الفرقان الحق»، وكتاب «فهم الإسلام من خلال الأحاديث».