أثارالإعتداء الذي نفذته الحركة الشعبية الحاكمة في جنوب السودان علي منطقة هجليج النفطية في العاشر من أبريل الماضي ، أثار ردود فعل واسعة علي الصعيد الدولي ، حيث تباينت ردة الفعل وتفاوتت من دولة إلي أخري من حيث القوة والضعف إلا أن أغلب المواقف الدولية شكلت إدانةٌ واضحةٌ للإحتلال الذي نفذه الجيش الشعبي للمنطقة المشار إليها... وبإلقاء نظرةٍ فاحصةٍ تأخذ في الإعتبار مُجمل المواقف العالمية نجد أن إستنكار هذه الخطوة من جانب حكومة الجنوب وإدانتها بشكلٍ واضحٍ وصريحٍ أصبح قاسماً مشتركاً ومنطقة وسطي تلتقي عندها معظم المواقف الدولية إزاءَ عملية إحتلال هجليج ..ولكي تتضح الصورةُ بشكلٍ جليٍ وبشيءٍ من التفصيل يمكن الإشارة إلي بعض المواقف الدولية تجاه عدوان الحركة الشعبية علي آبار نفط هجليج ، وذلك علي النحو التالي : أولاً: الأممالمتحدة : عشية الإعتداء علي هجليج ، أعلن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون موقفاً صريحاً ، أكد من خلاله إدانة الأمانة العامة للأمم المتحدة لعملية إحتلال حكومة الجنوب للمنطقة المشار اليها ، وأشار مون من خلال تصريحاتٍ حفيةٍ تناقلتها وكالات الأنباء العالمية ، إلي أن الأممالمتحدة تدين إعتداء حكومة جنوب السودان علي منطقة هجليج ،وطالب رئيس حكومة جنوب السودان سلفاكير ميارديت بالإنسحاب الفوري من المنطقة ، وأكد مون في الوقت نفسه أنّ هذه الخطوة من شأنها أن تهدد أمن و إستقرار المنطقة بأسرها ، وحذرالأمين العام للأمم المتحدة من حربٍ قد تطول بين الدولتين و نسف إتفاق السلام بين الطرفين في حال أستمرارية الإحتلال ...وتجدر الإشارة هنا إلي أن بان كي مون كان أول من أدان الإحتلال الجنوبي للمنطقة أول المطالب بإنسحاب قوات الجيش الشعبي من المنطقة ، وذلك من خلال إتصال هاتفي مع رئيس حكومة الجنوب ، فيما كان رد سلفاكير له خارج الاُطر الدبلوماسية والسياسية حيث جاء الرد ( أنا لا أعمل تحت إدارتك حتي تأمرني بالإنسحاب .)الأمر الذي أبان وبشكلٍ جليٍ حجم الغوغائية التي تتسم بها حكومة الجنوب في إتخاذ القرارات ... ثانيا: الموقف الأمريكي: الناظر إلي الموقف الأمريكي الرسمي في كثيرٍ من جوانبه يدرك أنه اتسم بالوضوح في إدانة هجوم الجيش الشعبي لمنطقة هجليج حيث أطلقت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلنتون عملية الإعتداء بشكل صريح وقالت هيلاري أن تصريحات صحافية ،،غداة الهجوم ،،، بأن بلادها تدين بشدةٍ إعتداء الجيش الشعبي لتحرير السودان علي منطقة هجليج السودانية ،ثم أصدرت الخارجية الأمريكية بياناً رسمياً أدانت فيه الإحتلال الجنوبي للمنطقة وطالبت وزارة الخارجية الأمريكية حكومة الجنوب بسحب قواتها من المنطقة ، ودعت إلي الجلوس للمفاوضات الأ مر الذي رفضته الحكومة السودانية وأكدت في الوقت نفسه أنه لا تفاوض ولا حوار مع حكومة جوبا إلا بعد إنسحابها من هجليج أو بعد تحريرها عنوة . ثالثا: الموقف الأوربي أما موقف الإتحاد الأوربي لم يختلف كثيرًا عن الموقف الأمريكي حيث إلتقي معه في إدانة الهجوم والدعوة لإستئناف مفاوضات أديس أبابا بل مضي الإتحاد الأوربي في تفاعله مع الأحداث بأن دفع بمبعوثٍ إلي كل من الخرطوموجوبا مارس ضغوطاً سياسية واضحة علي الأخيرة للإنسحاب والدعوة لعودة المفاوضات وعلي الصعيد الفردي أدان البرلمان البريطاني الهجوم ووصف حكومة جنوب السودان بالفاشلة ، والإعتداء علي حقول هجليج بالسافر ودعا حكومة جوبا إلي الإنسحاب الفوري من المنطقة..فيما استنكرت باريس أيضا الإعتداء ودعت وبا لإنسحاب الفوري من أجل إستقرار المنطقة ومنع أي حربٍ محتملةٍ بين الطرفين..