قبائل وأحزاب سياسية خسرت بإتباع مشروع آل دقلو    النصر الشعديناب يعيد قيد أبرز نجومه ويدعم صفوفه استعداداً للموسم الجديد بالدامر    المريخ يواجه البوليس الرواندي وديا    ريجي كامب وتهئية العوامل النفسية والمعنوية لمعركة الجاموس…    لجنة أمن ولاية الخرطوم: ضبطيات تتعلق بالسرقات وتوقيف أعداد كبيرة من المتعاونين    فاجعة في السودان    ما حقيقة وصول الميليشيا محيط القيادة العامة بالفاشر؟..مصدر عسكري يوضّح    "المصباح" يكشف عن تطوّر مثير بشأن قيادات الميليشيا    هجوم الدوحة والعقيدة الإسرائيلية الجديدة.. «رب ضارة نافعة»    هل سيؤدي إغلاق المدارس إلى التخفيف من حدة الوباء؟!    الخارجية: رئيس الوزراء يعود للبلاد بعد تجاوز وعكة صحية خلال زيارته للسعودية    الأمر لا يتعلق بالإسلاميين أو الشيوعيين أو غيرهم    الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يستقبل رئيس وزراء السودان في الرياض    شاهد بالفيديو.. فنانة سودانية تنفجر غضباً من تحسس النساء لرأسها أثناء إحيائها حفل غنائي: (دي باروكة دا ما شعري)    الخلافات تشتعل بين مدرب الهلال ومساعده عقب خسارة "سيكافا".. الروماني يتهم خالد بخيت بتسريب ما يجري في المعسكر للإعلام ويصرح: (إما أنا أو بخيت)    شاهد بالصورة والفيديو.. بأزياء مثيرة.. تيكتوكر سودانية تخرج وترد على سخرية بعض الفتيات: (أنا ما بتاجر بأعضائي عشان أكل وأشرب وتستاهلن الشتات عبرة وعظة)    تعاون مصري سوداني في مجال الكهرباء    شاهد بالصورة والفيديو.. حصلت على أموال طائلة من النقطة.. الفنانة فهيمة عبد الله تغني و"صراف آلي" من المال تحتها على الأرض وساخرون: (مغارز لطليقها)    شاهد بالفيديو.. شيخ الأمين: (في دعامي بدلعو؟ لهذا السبب استقبلت الدعامة.. أملك منزل في لندن ورغم ذلك فضلت البقاء في أصعب أوقات الحرب.. كنت تحت حراسة الاستخبارات وخرجت من السودان بطائرة عسكرية)    ترامب : بوتين خذلني.. وسننهي حرب غزة    أول دولة تهدد بالانسحاب من كأس العالم 2026 في حال مشاركة إسرائيل    900 دولار في الساعة... الوظيفة التي قلبت موازين الرواتب حول العالم!    "نهاية مأساوية" لطفل خسر أموال والده في لعبة على الإنترنت    إحباط محاولة تهريب وقود ومواد تموينية إلى مناطق سيطرة الدعم السريع    شاهد بالصورة والفيديو.. خلال حفل خاص حضره جمهور غفير من الشباب.. فتاة سودانية تدخل في وصلة رقص مثيرة بمؤخرتها وتغمر الفنانة بأموال النقطة وساخرون: (شكلها مشت للدكتور المصري)    محمد صلاح يكتب التاريخ ب"6 دقائق" ويسجل سابقة لفرق إنجلترا    السعودية وباكستان توقعان اتفاقية دفاع مشترك    المالية تؤكد دعم توطين العلاج داخل البلاد    غادر المستشفى بعد أن تعافي رئيس الوزراء من وعكة صحية في الرياض    تحالف خطير.. كييف تُسَلِّح الدعم السريع وتسير نحو الاعتراف بتأسيس!    دوري الأبطال.. مبابي يقود ريال مدريد لفوز صعب على مارسيليا    شاهد بالفيديو.. نجم السوشيال ميديا ود القضارف يسخر من الشاب السوداني الذي زعم أنه المهدي المنتظر: (اسمك يدل على أنك بتاع مرور والمهدي ما نازح في مصر وما عامل "آي لاينر" زيك)    الجزيرة: ضبط أدوية مهربة وغير مسجلة بالمناقل    ريال مدريد يواجه مرسيليا في بداية مشواره بدوري أبطال أوروبا    ماذا تريد حكومة الأمل من السعودية؟    شاهد بالصور.. زواج فتاة "سودانية" من شاب "بنغالي" يشعل مواقع التواصل وإحدى المتابعات تكشف تفاصيل هامة عن العريس: (اخصائي مهن طبية ويملك جنسية إحدى الدول الأوروبية والعروس سليلة أعرق الأسر)    الشرطة تضع حداً لعصابة النشل والخطف بصينية جسر الحلفايا    إنت ليه بتشرب سجاير؟! والله يا عمو بدخن مجاملة لأصحابي ديل!    في أزمنة الحرب.. "زولو" فنان يلتزم بالغناء للسلام والمحبة    إيد على إيد تجدع من النيل    حسين خوجلي يكتب: الأمة العربية بين وزن الفارس ووزن الفأر..!    ضياء الدين بلال يكتب: (معليش.. اكتشاف متأخر)!    في الجزيرة نزرع أسفنا    مباحث شرطة القضارف تسترد مصوغات ذهبية مسروقة تقدر قيمتها ب (69) مليون جنيه    من هم قادة حماس الذين استهدفتهم إسرائيل في الدوحة؟    في عملية نوعية.. مقتل قائد الأمن العسكري و 6 ضباط آخرين وعشرات الجنود    الخرطوم: سعر جنوني لجالون الوقود    السجن المؤبّد لمتهم تعاون مع الميليشيا في تجاريًا    وصية النبي عند خسوف القمر.. اتبع سنة سيدنا المصطفى    عثمان ميرغني يكتب: "اللعب مع الكبار"..    جنازة الخوف    حكاية من جامع الحارة    حسين خوجلي يكتب: حكاية من جامع الحارة    تخصيص مستشفى الأطفال أمدرمان كمركز عزل لعلاج حمى الضنك    مشكلة التساهل مع عمليات النهب المسلح في الخرطوم "نهب وليس 9 طويلة"    وسط حراسة مشددة.. التحقيق مع الإعلامية سارة خليفة بتهمة غسيل الأموال    نفسية وعصبية.. تعرف على أبرز أسباب صرير الأسنان عند النوم    بعد خطوة مثيرة لمركز طبي.."زلفو" يصدر بيانًا تحذيريًا لمرضى الكلى    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



تحرير هجليج.. جرد حساب للمواقف الإقليمية والدولية

«9» أيام انقضت منذ احتلال دولة جنوب السودان لمدينة هجليج بولاية جنوب كردفان ظهرت خلالها مواقف متميزة للدول الشقيقة وأخرى معروفة من الدول المعادية للسودان ولكن المحصلة الكبرى أن العالم أجمع أدان احتلال دولة الجنوب للمدينة السودانية مطالباً اياها بالانسحاب من الاراضي السودانية، كما ان دولة الجنوب لم تجد أي تعاطف دولي كما كانت تتوقع بل على العكس انقلب عليها العالم ولطمها، والآن وعقب عودة المدينة الصامدة لحضن الوطن جاء وقت جرد الحساب للمواقف الدولية التى ساندت السودان بالكلمة وغيرها من الدعم الكامل حتى تتحرر مدينة هجليج، رغم ان الخرطوم لا تزال تتوقع العديد من المواقف عقب التحرير الا أن هذا لا يمنع من أخذ وقفة تجاه تلك الدول التى لطالما وقفت مع السودان قلبًا وقالبًا امام الآلة الغربية التى ظلت تحاصره برًا وبحرًا وجوًا، وفي هذا الملف الخاص سنفرد لكل دولة مواقفها حتى تتمايز الصفوف ويتضح للسودان الخبيث من الطيب، فإلى جرد الحساب الدولي:
مصر.. الشقيق الأكبر
كان موقف دولة مصر خلال احتلال هجليج متباينًا رغم ان موقف نواب البرلمان «مجلس الشعب» طالبوا بإعلان الجهاد للدفاع عن السودان الذي يواجه مؤامرة تقودها الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل وتنفذها دولة الجنوب، وشجبت لجنة الشؤون العربية بمجلس الشعب احتلال حكومة جوبا لمنطقة هجليج، ودعا البيان إلى توفير كل ما يحتاج إليه السودان لرد العدوان وقيادة حملة منظمة لفضح مخطط واشنطون وتل أبيب لتقسيم السودان، الا ان موقف الحكومة المصرية عبر مبعوثها وزير الخارجية المصري محمد كامل عمرو كان يسعى لاستئناف المفاوضات بين البلدين للتوافق على القضايا العالقة بين الخرطوم وجوبا رغم ان مدينة هجليج محتلة تحت أيادي دولة الجنوب، هذا بخلاف ان مصدر «الانتباهة» اكد ان الخرطوم ابلغت القاهرة خلال زيارة المبعوث المصري انه لا تفاوض مع دولة غازية مما جعل المبعوث يلملم اوراقه على عجل ويسافر الى الدولة الغازية لذات الغرض، وفي كل الاحوال فإن موقف البرلمان يبدو واضحًا ومتمايزًا عن موقف الحكومة المصرية التى لطالما ظلت تقف موقف الحياد ازاء التطورات في السودان منذ فترة عقود طويلة، ويبقى للسودان ان اشقاءه بوادي النيل هم الباقون اما حكوماتهم فالى زوال، خاصة وان موقف القاهرة كان يستوجب منها كدولة عربية وشقيقة ان تقوم بدعم السودان على الاقل لمواجهة الاحتلال والوقوف في صف واحد مع الخرطوم ، «لا» ان تقف محيادة، وهي تعلم ان السودان كان الداعم الأول لها في قضية حوض النيل ضد دول المنبع اعداءها من كينيا واوغندا وتنزانيا وليس العكس.
ليبيا.. دعم الثوار
خلال زيارته السرية للخرطوم يوم الاحد الماضي أكد رئيس الوزراء الليبي السابق رئيس حزب التحالف د. محمود جبريل ان بلاده تدعم السودان لمجابهة احتلال دولة الجنوب لأراضيه، وقال جبريل ل«الانتباهة» قبيل مغادرته، انه التقى خلال زيارته التى أستمرت يوماً واحدًا كلاً من الرئيس عمر البشير والنائب الأول علي عثمان محمد طه ومساعد الرئيس د.نافع على نافع. وأكد لهم دعم ليبيا الكامل للسودان جراء الاحتلال الذي قامت به دولة جنوب السودان من احتلالها لمنطقة هجليج.. مؤكداً ان ليبيا بدورها سترد الجميل للسودان مقابل الصمود الذي ابدته الخرطوم ابان فترة محنة الشعب الليبي.
اثيوبيا.. موقف متباين
كانت الرسالة التى بعثها الرئيس عمر البشير لنظيره الاثيوبي ميلس زيناوي محل تساؤل حيث لم تظهر إثيوبيا أي موقف تجاه احتلال مدينة هجليج تماماً كالموقف المصري حيث أعلنت الخارجية المصرية عن اتصالات مع نظيرتها الاثيوبية للتوصل الى تسوية للموقف على الحدود بين السودان وجنوب السودان مشيرة الى أنه تم الاتفاق على تنسيق التحركات المصرية الإثيوبية للتسوية في ضوء أهمية هذه المشكلة بالنسبة للبلدين، وأجرى وزير الخارجية المصري محمد كامل عمرو اتصالاً هاتفيًا مع وزير خارجية إثيوبيا هايليمريم ديسالن تناول رؤية مصر للتعامل مع الأزمة بين الخرطوم وجوبا اضافة الى بحث آخر تطورات الموقف، مما يعنى ان دولة اثيوبيا لاتزال تقف موقفًا محايدًا رغم ان مصالحها مع السودان، لكن يبدو ان الاجندة الدولية لعبت أدوارًا كبيرة فيها حيث وقفت اديس ابابا هذا الموقف واختارت لنفسها موقف المتفرج على مسرح الأحداث.
إريتريا.. انتهاز الفرص
كعادة دولة اريتريا .. لم تصدق ان دولة جنوب جنوب السودان احتلت مدينة هجليج، وقامت بتجهيز عدد من المرتزقة لافتعال ازمة جديدة بشرق السودان لكنها فشلت كالعادة، ويربط البعض من المراقبين زيارة رئيس دولة جنوب السودان الفريق سلفا كيرميارديت الأخيرة الى أسمرا بأنها تأتي تحمل نفس المضامين ولتأكيد حرص دولة جنوب السودان على تمتين العلاقة بين البلدين، خاصة أن هنالك كثيرًا من التقارير التى تتحدث عن دور خفي للحكومة الإريترية في دعم الحركة الشعبية، ويرى بعض المراقبين أن هذه الأدوار التى اصبحت تضطلع بها اثيوبيا اعطت مؤشرًا سالبًا للحكومة الإريترية بتقلص دورها في قضية جنوب السودان بالرغم من البذل التاريخي الكبير الذي لعبته. ويرى المراقبون أن الدور الذي تلعبه اثيوبيا حتى الآن في واقع العلاقة بين السودان وجنوبه المنفصل أمر طبيعي وذلك للمصلحة المشتركة التى قد تعود على اثيوبيا من استقرار الأوضاع بين الدولتين اللتين ترتبطان بحدود جغرافية مشتركة، لكن مخاوف اربتريا من تنامي العلاقة بين اثيوبيا ودولة جنوب السودان غير واضحة بحسب رؤية بعض المراقبين، لكن رغم ذلك فإن الواضح ان اريتريا ودولة جنوب السودان على حد سواء لاتريدان الخير للسودان.
تشاد وإفريقيا الوسطى.. دعم للنهاية
ذلك كان فحوى حديث العاصمة التشادية انجمينا للخرطوم حيث قامت كل من تشاد وافريقيا الوسطى بدعم كبير للسودان خلال احتلال مدينة هجليج تخطى الإدانات والاستنكارات، وبحسب وكالة فرانس برس، فلقد افادت مصادر متطابقة ان احد عشر من جنود افريقيا الوسطى ضمن القوات الثلاثية المشتركة السودان وتشاد وافريقيا الوسطى قُتلوا، وقال مصدر حكومي في بانغي سقط «11» قتيلا و«9» جرحى في صفوف «جنود» افريقيا الوسطى، واستهدف الهجوم قيادة القوة الثلاثية المتمركزة في السودان في منطقة ام دافوق «الحدود الثلاثية»، ونسب الهجوم الى متمردين جاءوا من جنوب السودان.
موريتانيا.. إدانة وتضامن
أدانت موريتانيا اعتداء دولة جنوب السودان لمنطقة هجليج، داعية دولة جنوب السودان إلى وضع حدٍّ لهذا الاعتداء فوراً، جاء ذلك خلال استقبال وزير الخارجية والتعاون الموريتاني، حمادي ولد حمادي، بمكتبه بنواكشوط سفير السودان في موريتانيا، ياسين عوض إسماعيل، ونقل له تضامن الحكومة والشعب الموريتانيين مع جمهورية السودان بعد اعتداء دولة جنوب السودان على منطقة هجليج الثلاثاء الماضي.
أوغندا تساند جوبا ضد الخرطوم
كشفت كمبالا أمس «الجمعة» عندما نقلت صحيفة ديلي مونيتور عن الجنرال اروندا نياكايريما قائد قوات الدفاع الاوغندية تأكيده أن بلاده ستساند جارتها حديثًا جنوب السودان في حالة اندلاع حرب بينها وبين السودان. وقال: لن نقف مكتوفي الأيدي. سنشارك لأننا عانينا من حرب بالوكالة من جانب الخرطوم.. واوضحت الصحيفة ان نياكايريما أدلى بهذه التصريحات خلال اجتماع لقادة عسكريين اقليميين في العاصمة كمبالا مساء الأربعاء الماضي.
قطر.. دعم بلا حدود
تسلّم الرئيس عمر البشير، رسالة خطية من أخيه الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير قطر أدان فيها اعتداء دولة جنوب السودان على أراضي السودان واحتلالها منطقة هجليج الواقعة داخل حدود جمهورية السودان بموجب اتفاقية السلام الشامل الموقعة في نيفاشا عام «2005» وقرار محكمة التحكيم الدولي في لاهاي عام «2009» بدوره ايضًا طالب مجلس الوزراء القطري، في اجتماعه العادي برئاسة الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني رئيس مجلس الوزراء، حكومة جنوب السودان بالانسحاب الفوري وغير المشروط من منطقة هجليج.
المجتمع الدولي ضد دولة الجنوب
وقف كل من الجامعة العربية والاتحاد الإفريقي ومنظمة المؤتمر الإسلامي ومجلس التعاون الخليجي وقفة واحدة ضد اعتداء دولة الجنوب على السودان، وأدانت الأمانة العامة لجامعة الدول العربية احتلال دولة الجنوب لمنطقة هجليج وطالبت بالانسحاب الفوري لقوات جنوب السودان من منطقة هجليج، بدوره أعرب الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية معالي الدكتور عبداللطيف بن راشد الزياني، عن قلقه واستنكاره الشديد لقيام قوات عسكرية من جنوب السودان باحتلال منطقة هجليج في السودان، وإن على جنوب السودان سحب قواته العسكرية من منطقة هجليج، أما منظمة التعاون الإسلامي فلقد أدانت اعتداء جنوب السودان على منطقة هجليج عبر البروفسور أكمل الدين إحسان أوغلي، ووصف إحسان أوغلي هذا الاعتداء بغير المبرر، وطالب حكومة جنوب السودان بسحب قواتها فورًا من الأراضي السودانية، وأكد الأمين العام تضامن منظمة التعاون الإسلامي مع السودان في كل ما يهدد سيادته وسلامة أراضيه.
وفي اديس ابابا أكد الاتحاد الافريقي التزامه بالضغط على حكومة الجنوب لسحب قواتها من هجليج دون شروط، وهناك تطابقت رؤية الحكومة السودانية مع وجهة نظر كل من اثيوبيا والآلية الافريقية رفيعة المستوى ورئاسة الاتحاد الافريقي حول ضرورة انسحاب قوات الجيش الشعبي من منطقة هجليج دون أي شروط، وكشف الفريق عبد الرحمن سر الختم سفير السودان لدى اثيوبيا عن ملامح عامة من الرسائل التي نقلها د. مصطفى عثمان اسماعيل مستشار رئيس الجمهورية بأديس ابابا الى كل من رئيس الوزراء الاثيوبي ملس زيناوي ورؤساء لجان ومفوضيات الاتحاد الافريقي ثامبو امبيكي وجان بينغ ورمضان العمامرة تمثلت في تنوير عام عن الاوضاع بالسودان عقب العدوان الذي بادرت به دولة الجنوب بمنطقة هجليلج.
بريطانيا.. فرز المواقف
خلال الاحتلال أكدت بريطانيا أكثر من مرة إدانتها لاعتداء دولة جنوب السودان واحتلالها منطقة هجليج، معربة عن تطلعها لإنهاء الوضع الراهن بما يضمن استمرار الاستقرار في المنطقة، وقال السفير البريطاني بالخرطوم نيكولاس كاي عقب لقائه مع الرئيس عمر البشير الاسبوع الماضي إنه بحث مع البشير الأوضاع الراهنة في هجليج والعلاقات بين السودان ودولة الجنوب معربًا عن أمله بأن تستقر الأوضاع بينهما، ولم تكتفِ لندن بذلك الموقف حيث عقدت ورشة عمل بالعاصمة البريطانية لندن ناقشت احتلال المدينة، واتفق الحاضرون في تلك الورشة من دبلوماسيين ولوردات على أن وجود ضباط من دولة جنوب السودان داخل الأراضي السودانية بزيهم الرسمي يؤكد دور الخرطوم في حماية أراضيها من الغزو واحتلال دولة الجنوب للمنطقة.
روسيا والصين.. تساندان السودان
أدانت روسيا والصين، حسب سفيريهما في الخرطوم، عدوان دولة الجنوب على منطقة هجليج. وأوضح السفيران لدى لقائهما وزير الدولة بالخارجية السودانية؛ صلاح الدين ونسي، أن موقف حكومتيهما الداعم للسودان تم التعبير عنه في البيان الذي صدر من قبل مجلس الأمن، ودعا مجلس الأمن الدولي في بيانه، جوبا إلى الانسحاب الفوري من منطقة هجليج، وطالبت الخارجية السودانية على لسان وزير الدولة ونسي، روسيا والصين بممارسة مزيد من الضغوط على دولة الجنوب لمراجعة سلوكها العدواني تجاه السودان، كما أطلعت الخارجية سفيري الدولتين على الأوضاع الإنسانية بالمنطقة عقب العدوان، وأشار ونسي إلى أن السودان تعامل بمستوى عال من المسؤولية مبدياً مرونة كبيرة للحيلولة دون تصاعد حدة المواجهات إلا أن الجانب الآخر لم يراعِ تلك الاعتبارات.. من جانبه نقل سفير الصين لدى الخرطوم؛ لوه شباو فوانغ، تقدير حكومة الصين لدور السودان في حماية الرعايا الصينيين بالسودان وممتلكات الشركات.
واشنطن..«مع و ضد»
رغم ان الحكومة السودانية ابلغت الإدارة الأمريكية موقفها الواضح من عدوان دولة جنوب السودان على أراضيها واحتلال مدينة هجليج، وقال القائم بأعمال السفارة السودانية في واشنطن السفير د. عماد التهامي عقب زيارته لوزارة الخارجية الأمريكية ولقائه نائب المبعوث الأمريكي للسودان لاري أندري، قال إنه سلَّم الخارجية الأمريكية بياناً صادراً عن السفارة يؤكد موقف حكومة الخرطوم من عدوان دولة جنوب السودان واحتلال منطقة هجليج بواسطة الجيش الشعبي وحركات التمرد المسلحة، وقال التهامي إن ما ورد ببيان وزارة الخارجية الأمريكية إدانة تقلل من شأن الحدث ولا تعكس الحقيقة كاملة وإنه غير منصف، وفي ذات السياق كشف مصدر مطلع عن توصله إلى معلومات تفيد بتمويل الإدارة الأمريكية حرب هجليج بين الخرطوم وجوبا ب«26» مليون دولار، تم دفعها لحكومة الجنوب تحت ستار دعم لمشروعات محددة لتمريرها عبر القنوات الرسمية في الولايات المتحدة، ويبدو واضحًا التضارب الأمريكي حيث أوضحت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية فيكتوريا نولاند عقب احتلال منطقة هجليج أن الوزارة أعربت عن إدانة أمريكا بشدة لتوغل قوات جنوب السودان في ولاية جنوب كردفان وتدين فيه أيضًا الغارات الجوية التي تشنها الخرطوم على المناطق المدنية، مما يُظهر تضاربًا واضحًا في السياسية الأمريكية تجاه السودان.
إيران.. تدين احتلال الجنوب لهجليج
تسلم الرئيس عمر البشير رئيس الجمهورية رسالة خطية من الرئيس الإيراني أحمدي نجاد تتصل بالعلاقات الثنائية بين البلدين، جاء ذلك خلال لقائه الأسبوع الماضي ببيت الضيافة وفدًا رسميًا إيرانيًا، وأعلن نجاد في رسالته للبشير إدانته لاحتلال دولة الجنوب لمنطقة هجليج، وأكد استعداد إيران للوقوف مع السودان فى قضيته العادلة وتقديم كل أشكال الدعم المطلوبة، ودعا الرئيس الإيراني الأسرة الدولية للتضامن مع السودان والضغط على حكومة الجنوب.
مون: الجنوب ينتهك سيادة السودان
حتى مساء أول امس ظل الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون يردد أن استيلاء جنوب السودان على حقل هجليج النفطي في السودان كان «عملاً غير مشروع، وقال بان للصحافيين: أدعو جنوب السودان لسحب قواته فوراً من هجليج، هذا انتهاك لسيادة السودان وعمل غير مشروع بشكل واضح، وهذا الحديث يدعم ايضًا موقف مجلس الأمن الذي دعا نفس الدعوة.
أخيرًا
إن دعم الدول العربية والإسلامية والإفريقية للسودان لم يكن من فراغ ولكن لأن الخرطوم ظلت تعطي بدون مقابل منذ فترة حركات التحرر الإفريقي وحتى الآن، وتظل تدعم كلمة الحق استرادًا لمكانتها، وبالتالي فإن مواقف السودان الخارجية القادمة ظهرت منذ لحظة إعلان تحرير هجليج بالأمس.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.