ذاكرة التاريخ لا تنسى وأم درمان مدينة صامدة في وجه الغزاة.. هكذا تحدثنا ذاكرة الأيام فمنذ العهد الانجليزي المصري مروراً بأحداث المرتزقة 1976م وانتهاءاً باعتداء حركة العدل والمساواة في 2008م، وسط كل مجريات هذه الأحداث تظل صامدة. وهذه الأيام والذكرى الرابعة للاعتداء تمر ومياه كثيرة قد مرت تحت الجسر، وجرفت معها رئيس حركة العدل والمساواة، حيث بدأ نجمة يخبو أثر تلك المحاولة، وتفرقت قواته أيدي سبأ، ومن حينها ظل يتنقل ما بين الفيافي والصحاري وزاده هروباً للأمام توقيع السودان اتفاق دفاع مشترك مع تشاد، إحدى الجيوب التي كانت تأويه، وكذلك انفجار بركان الشعوب في تونس ومصر وليبيا، فيما عرف بالربيع العربي، فكانت حركة العدل والمساواة في الداخل، وضاقت بها السبل، وهي الرافض للحوار مع الآخرين في الدوحة، وفاتها القطار واختارت الصعود إلى الهاوية، ووقعت اتفاق كاودا «الثاني» بتمثيل أحمد لسان تقد، وكتبت على دفترها فصلاً آخر من الانتحار البطئ، بتوقيع على ميثاق الجبهة الثورية، وكانت قاصمة الظهر مقتل قائد الحركة الدكتور خليل إبراهيم في منطقة ودبندة شمال كردفان في مغامرة أخرى غير محسوبة، يريها بعض المراقبين السياسيين، إنها قفزة في الظلام مثلما قفزت حركة العدل والمساواة في أم درمان، ولكن هذه المرة كانت الى هاوية سحيقة، أدت نتائجها إلى فقدان قائد الحركة الدكتور خليل إبراهيم، وتفرق الكثير من أعضاء الحركة، وكان هروبها إلى الخلف جنوباً، لتكون ورقة في أيدي حكومة الجنوب.. والحركة الشعبية استخدمت في الاعتداء على هجليج مؤخراً، ولكن لم يطل الأمر فهزمت!! الشاهد على مجريات الأحداث وتطورها يرى أن الهجوم على أم درمان من قبل حركة العدل والمساواة كان بداية النهاية الفعلية لقوتها الضارية، بعد أن دمرت آلياتها بالكامل، وأسر عدد من قياداتها، وفر أغلبية جنودها، وساهم في تشتتها سقوط نظام القذافي، بعد ثورة الشعب الليبي، وقطع الحبل السري الذي كان يمد حركة العدل والمساواة بالمؤن والعتاد والغطاء اللوجستي!! ورغم وجودها الآن على خارطة المعارضة المتمردة، تظل حركة العدل والمساواة حلقة ضعيفة متشتتة تناوش في الأطراف، وتشن حرباً بالوكالة عن دولة الجنوب، وتمارس إرهاباً لمن كانت تدعو لهم بالعدل والمساواة من سكان الاقليم- «دارفور»- وتفقد كل مصداقيتها في الجنوح إلى سلام يحقق التنمية والاستقرار.