في العاشر من مايو العام 2008م قامت قوات حركة العدل والمساواة مدعومة من الجانبين التشادي والليبي بغزو أمدرمان بهدف السيطرة علي العاصمة الخرطوم والإطاحة بنظام الحكم فيها حيث حشدت العدل والمساواة كل طاقاتاها لدخول جحيم أم درمان في خطوة وصفها سياسيون وعسكريون بالمحرقة والغباء –في وقت كانت فيه تلك الأحداث نهاية التكوين العسكري لحركة العدل والمساواة التي فقدت كل شيء في أم درمان ورغم مرور أكثر من ثلاث سنوات علي تلك الحادثة إلا ان التاريخ يعيد نفسه اليوم .فبعد أيام قلائل من وثيقة الدوحة بين الحكومة وحركة التحرير والعدالة (التجاني سيسي)هددت حركة العدل والمساواة بالهجوم علي العاصمة مرة أخرى بهدف تفويض ما توصل إليه الطرفان (الحكومة والسيسي)من اتفاق تراه العدل والمساواة –حسب بيان لها تحصلت وسائل الإعلام علي نسخة منه تراه غير مجد وان التحرير والعدالة ما هي إلا مخلب قط لحكومة الخرطوم وكان قد رفضت العدل والمساواة الي جانب حركة تحرير السودان جناح عبد الواحد محمد نور اتفاق الدوحة بوصفه متواضعا ولا يحل مشكلة دارفور .. الأمر الذي دفع بالعدل والمساواة للتلويح بعصا الهجوم المسلح وعلي الخرطوم دفعة واحدة رغم ان خبراء عسكريين يرجحون فشل العدل والمساواة في تطويع الأمور لصالحها في الوقت الراهن خاصة في ظل فقد تعاطف المجتمع الدولي اثر رفضها لسلام الدوحة ويري مراقبون ان ما تلوح به العدل ما هو إلا محاولة لزر المزيد من الرماد علي العيون .ووصفوا ما تخطط له العدل بالمستحيل في ظل زنقة النظام الليبي الداعم الرئيسي لبرامج العدل العسكرية هذا الي جانب فقدان السند التشادي بعد التطبيع السياسي الدبلوماسي بين أنجمينا والخرطوم .ولعل هذه واحدة من مرتكزات فشل العدل والمساواة في مسعاها في وقت سخرت فيه القوات المسلحة من تلويحاتها –حسب قول الصوارمي خالد سعد الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة .في وقت أكد فيه استحالة تكرار غزو أم درمان إلا انه توقع تحالف العدل والمساواة مع الحركة الشعبية في جنوب كردفان في ظل تأكيد العدل بأنها ستكون قادرة هذه المرة علي اجتياح أم درمان بالتعاون مع حركات أخري .وقد تلجأ هذه المرة لخلق تحالف عريض وفق مراقبين مع الرافضين لسلام الدوحة وربما شملت هذه التحالفات مناوي وعبد الواحد ..الي جانب الحركة الشعبية لشل تفكير حكومة السودان التي تنظر للعدل والمساواة من واقع انها حركة ضعيفة لا قدرة لها علي مقارعة القوات المسلحة التي أكدت جاهزيتها لدحر أي هجوم تقوم به أي حركة مهما كان وزنها . فرقعة إعلامية ! وقد تفقد العدل والمساواة هذه المرة تعاطف المناوئين داخل المجتمع الدارفوري والذي انحازت أغلب فعالياته لاتفاقية الدوحة رغم التباين حولها خاصة من يحملون بالأمن والاستقرار في المنطقة التي عاشت الصراع ونزيف الدماء منذ العام 2003 ويري اللواء صلاح علي الغالي أن ما تلوح به العدل والمساواة ما هو إلا فرقعة إعلامية ويمكن تنفيذها ان كانت العدل تمتلك عناصر التنفيذ وتوقع إمكانية حدوث ذلك وبمساعدة عناصر محلية تكون داخل الخرطوم ولكنه عاد وأكد أن ذلك لا يخرج عن كونه محاولة ابتزاز لجس نبض الحكومة في ظل تهاوي مساندي العدل خاصة النظام الليبي ولكن الغالي يشير الي خطورة ما يمكن ان يسهم فيه سلاح القذافي حال ذهابه لخليل ابراهيم وهذا من شأنه أن يحفز خليل للتفكير في تكرار محاولة غزو أم درمان في العام 2008 رغم اختلاف المكان والزمان وقد يقود ذلك لمحاولة انتحارية جديدة ولكن الخرطوم يبدو أنها بعدية علي العدل والمساواة . ومن الممكن أن تفكر في إحلال بعض المدن الطرفية – حسب تأكيدات صلاح الغالي – الذي أشار الي استحالة أن تتمكن العدل والمساوة من احتلال الخرطوم أو حتي المدن الكبيرة. وعلي ما يبدو ما تفكر فيه العدل والمساواة لا يخرج عن كونه تهديد في غير محله بدليل أنها حتي اللحظة لا تعرف ما هي الآليات التي تمكنها من تنفيذ مخططها تجاه الخرطوم في وقت تبدو فيه دارفور المسرح العسكري للنزاعات المسلحة عصية بعض الشئ علي مخططات العدل هذه المرة. وهنالك من يشير الي إمكانية حدوث تحالفات للحركة مع بعض الحركات إلا ان ثمة مغالطات تطل برأسها علي ما يمكن أن تقوم به العدل تجاه الخرطوموأم درمان أو حتي كردفان ودارفور وتبقي خطوة التلويح بغزو الخرطوم بعد التوقيع علي وثيقة الدوحة من جانب الحكومة وحركة التحرير والعدالة ما هي إلا فرقعة إعلامية لإشعار المجتمع الدولي بأن العدل موجودة ولها أسلوبها في جعل الأمور تنعطف ناحيتها.. هل تنجح حركة خليل هذه المرة؟.. أم ذات السيناريو الذي حدث في العام 2008 سيتكرر علي شاكلة هجوم ثم هروب؟! نقلا عن صحيفة الحرة السودانية 19/7/2011م