ولمن فاته بداية مسلسل أمبارح الذي بدأت الكتابة فيه عن سودانير الوصمة والعار ولا أحسب أنني أتجنى عليها لهذا الوصف طالما أنها تحمل اسم السودان الوطن وتبرز أسوأ الصفات التي يظنها البعض هي صفاتنا الحقيقية من سوء المنظر وعدم الالتزام بالمواعيد وعدم احترام زبائنها من السودانيين أهل الجلد والرأس.. إذ أنني لا أحسب أن أحداً من بلد آخر من زبائن سودانير اللهم إلا أن (يدقس) أحدهم ويستقلها لأول مرة وبعدها يقول (التوبة). ربطا لزاوية أمس أقول إنه وعند وصولنا إلى مطار الخرطوم قادمين من دولة الإمارات وعقب اجتيازنا لبوابة الجوازات.. وصلنا إلى السير الذي تمر من خلاله الحقائب وخرج علينا السير لساناً طويلاً يستهزيء من وقفتنا وكأنه يقول واقفين ليه ما تقوموا تروحوا.. إذ أن الطائرة حملت النذر اليسير من عفش الركاب وجميعهم تخلفت حقائبهم ليشتط بعضهم غضباً ويقول يا ناس نحن ما عندنا غير الهدوم العلينا.. ولما كنت واحدة من هؤلاء الغاضبين ضحك صديق ابني واسمه أسامة الذي جاء مستقبلاً إيانا في المطار وقال لي يا خالتو إنتي زعلانة عشان الشنط.. أنا السنة الفاتت سافرت (شماعة) لحدي السعودية.. لأني لم أجد مقعداً لي على الطائرة.. وأسامة موجود وتاريخ رحلته موجود!! المهم أننا بحثنا عن واحد من أفراد الشركة لنستفسره.. وبعد جهد جهيد طلب أحدهم أن نسجل أرقام تليفوناتنا ليتصلوا بنا عند وصول الحقائب ولم يفعلوا ولم يمنحونا أدنى اهتمام.. وظللنا نحن من نتصل حتى أمسية الثلاثاء.. حيث بادرنا بالاتصال ليقول لنا الموظف باستياء (آآي) شنطكم جاية ولو لم نتصل به لما فعل. ما أظن أنه مأساة وما أكتب عنه بهذه الحرقة.. تعرضت له مرة في العام.. فما بالكم بمن تضطرهم ظروفهم إلى السفر أكثر من مرة في العام.. قدر شنو يتعرضوا لهذه البهدلة ولهذه المرمطة؟.. وهل إلى هذه الدرجة هانت سمعة السودان لتصل الخطوط السودانية إلى هذا الدرك الأسفل من المستوى؟.. قارنوا سودانير بأي خطوط في العالم حتى الأريترية بت أمبارح.. ستجدون أن المقارنة معدومة والنتيجة ليست في صالحنا.. لذلك أقول إن استمرار سودانير بهذا الوضع.. استمرار كارثي ينذر باللعب بأرواح الناس ليس الركاب فقط.. ولكن حتى الكباتن المحترمين الذين هم من أكفأ طياري العالم.. ويهدد أيضاً أرواح المضيفين والمضيفات الذين كتب عليهم الطيران صباح مساء على متن هذه المواسير.. أقسم بالله أن الطائرة التي جئنا بها وصلتنا رائحة زيت ماكينتها ونحن داخلها ولا أظن أننا وصلنا بالسلام إلا بفضل دعاء السفر الذي ردده قائدها آيبون عائدون !! يا سادة.. سودانير تعدت مرحلة الوضع خطير ودخلت مرحلة الوضع لا يمكن السكوت عليه.. وهي محتاجة لإعادة نظر في مكاتبها الفخمة الممتدة في دول الخليج والدول العربية يصرف ما يصرف فيها من ميزانيات لشنو وبتسوي شنو.. لا أدري.. سودانير محتاجة إلى إرادة وإلى قيادة تخرج بها من هذا النفق المظلم.. لأن الأيادي التي أعادت البترول في عشرة أيام.. قادرة أن تعيد سودانير إلى الحياة في عشرة شهور!! ٭ كلمة عزيزة على الإخوة في الطيران المدني أن يدركوا أن المعاملة الكريمة لرواد المطار هي بوابة الانطباع الأول لزوار هذا البلد.. فبلاش طريقة خفراء المستشفيات للزائرين بعد مواعيد الزيارة!! ٭ كلمة أعز غداً أحدثكم عن مطار الخرطوم المجني عليه.