كلام الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله يوم الاثنين الماضي لم يكن الا لوضع النقاط على حروفها ،ولاسيما في ما يعني المواجهة مع العدو الصهيوني وعلى صعيد المحكمة الدولية والقرار الظني،و لاسيما في هذه الظروف الحساسة والخطيرة التي يمر بها لبنان والمنطقة بأسرها، لكن وردت بعض المحطات في كلام السيد حسن نصر الله حول المواجهة بين الجيش والعدو الاسرائيلي ستكون مادة دسمة للنقاش ، ولاسيما بعدما أعلن السيد أن المقاومة كانت على أهبة الاستعداد للتدخل العسكري الى جانب الوحدات العسكرية المنتشرة في محيط قرية «العديسة» الجنوبية، وانها وضعت نفسها بتصرف الجيش، وانتظرت كل الوقت من أجل التحرك، وهذا أمر سيخرج غدا من يقول أنه على قيادة حزب الله أن تبقى على هذا الموقف وأن لا تتدخل الا بطلب من الدولة اللبنانية او الجيش، كما سيخرج المزايدون غدا ليعلنوا أن على المقاومة ان تسلم سلاحها للجيش فتقويه ليستطيع تحمل عبء حماية لبنان أو أنتكون لواء من ألوية الجيش اللبناني. في المقابل ورد في خطاب السيد نصر الله ثلاثة أمورهي: أولا : حديثه عن المسؤول اللبناني خلال حرب تموز يوليو 2006 . ثانيا : كلامه عن المسؤول العربي الذي زار الأممالمتحدة لبحث وقف اطلاق النار في حرب 2006. ثالثا : المعلومات الخطيرة والهامة التي سيدلي بها الاثنين القادم حول المحكمة الجنائية الدولية وتورط اسرائيل في اغتيال الرئيس رفيق الحريري. في المسألة الأولى يقول المتابعون والعارفون أنها تتعلق برئيس مجلس الوزراء اللبناني السابق الدكتور سليم الحص ،فهو من تولى الاتصال بالأمير طلال بن عبد العزيز طالبا منه التدخل لدى قيادة المملكة العربية السعودية من أجل وقف العدوان ضد لبنان ،فأجابه حينها الأمير طلال أن القرار متخذ بالقضاء على حزب الله في هذه اللحظة بعدما سمع الحص هذا الكلام (سقطت سماعة الهاتف من يده). والمسألة الثانية المتعلقة بالمسؤول العربي، فهي على ذمة الراوي تتعلق برئيس مجلس الوزراء وزير خارجية قطر الشيخ حمد بن جبر، فهو الذي تحدث عما جرى مع الوفد العربي في الأممالمتحدة أثناء العدوان الاسرائيلي على لبنان ،وفي تلك الأثناء كانت قطر هي العضو العربي غيرالدائم في مجلس الأمن.اما ما يتعلق بمسؤولية «اسرائيل» عن اغتيال الرئيس رفيق الحريري وتوجيه السيد حسن نصر الله الاتهام بشكل مباشر الى اسرائيل ، وهو كان قد أشار منذ العام 2005 الى ضرورة النظر في هذا الاحتمال، بل وضرورة البحث الجدي فيه كون ل«اسرائيل» مصلحة مباشرة في اغتيال الرئيس رفيق الحريري وكل ما جرى بعده، لكن النقطة الأساسية الهامة التي ينتظرها الجميع في يوم الاثنين التاسع من آب أغسطس من الامين العام لحزب الله هي المعلومات الهامة عن العملية النوعية التي سيكشفها كمعطى من معطيات تورط «اسرائيل»، وعلاقة تلك المعلومات بالرئيس الشهيد رفيق الحريري، ومن المرجح وفق المتابعين أن تكون هذه العملية النوعية تتعلق بالعقيد الاسرائيلي الأسير السابق لدى المقاومة «الحنان بتنباون» الذي جرى استدراجه من قبل المقاومة الى لبنان، وتم اسره ثم المبادلة عليه الى جانب جثث جنود اسرائيليين، وهي العملية التي استدعت متابعة عالية، قد يكون الرئيس رفيق الحريري شارك في جزء منها بعدما اصبحت علاقته وطيدة وهامة بالسيد حسن نصرالله ،حيث يعلم الجميع انه في السنوات الاخيرة قبل استشهاد الرئيس رفيق الحريري ارتبط بعلاقة خاصة وصادقة مع الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، لدرجة انه كان يقود سيارته منفرداً دون مرافقة ويأتي الى مقر شورى حزب الله السابق في حارة حريك ويطلب الجلوس مع السيد دون موعد مسبق. فهل للرئيس رفيق الحريري علاقة بهذه العملية النوعية، يوم الاثنين القادم يأتي الجواب من الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله.في الوقت الذي كانت فيه انظار العالم واسماعها شاخصة منتظرة ما سيقوله امين عام حزب الله السيد حسن نصرالله في الذكرى الرابعة للانتصار الالهي من ملعب الراية في الضاحية الجنوبية حول ثلاثة امور اساسية: موقف حزب الله من القرار الظني الذي يتسرب منه معلومات، يعلكها قادة العدو الاسرائيلي على ان حزب الله هو الذي اغتال الرئيس الشهيد رفيق الحريري ورفاقه الشهداء، موقف المقاومة من قضية المطالبة بتسليم سلاح حزب الله تحت حجة الاستراتيجية الدفاعية، وتجريده من سلاحه وفق ما يطالب به بعض اركان14 آذار مارس بالتناغم مع المواقف الاميركية والغربية والامم المتحدة. الامر الثالث، كيف سيكون السيد حسن نصر الله في خطابه الذي حدده الكثير من الزملاء الاعلاميين، وكذلك من المراقبين السياسيين والامنيين قبل ان يسمعوه.