الأوقاف اسم مشتق من أصل الفعل أوقف يوقف.. ومعناه اصطلاحاً أهدى أو تنازل لصالح عام.. والموقوف دائماً ما يكون عقاراً بيتاً أو دكاناً أو عمارة كاملة.. وهذه الظاهرة ليست بالجديدة وهي قديمة ومنتشرة وسط الأغنياء فقط.. والذين يملكون ميراثاً وأحياناً يرثون كابراً عن كابر. هذه الشعيرة إذا أطلقنا عليها أنها شعيرة وأنها عبادة لوجه الله تعالى ليس بها رياء أو كذب أو تباهي.. فإن المالك للعقار أو المنفعة المعينة يكون دائماً عائدها مبلغاً زهيداً إذا تم بيعها في سوق الله أكبر.. لكن أهل البر والإحسان يفضلون دائماً أن يوقفوا هذه المباني حتى تأتي بعائد ويتم انفاقه على المساجد وعلى صيانة وبناء الخلاوى القرآنية وهكذا. أصحاب الأوقاف لا يعلمون أنه سوف يأتي يوماً من الأيام مدير للأوقاف كي يبدد هذه الأموال ويتم فتح بلاغ جنائي في مواجهته وآخرين وهذا ما حدث لمدير الأوقاف الطيب مختار الموقوف عن العمل. وجاء بالصحف السودانية أن الحكومة صعدت من حربها تجاه الفساد وأحالت مدير عام الأوقاف الطيب مختار وآخرين لنيابة المال العام بتهمة تبديد مبلغ «3.1» مليون ريال كانت مخصصة لتجميع الأوقاف السودانية بالسعودية.. في وقت تزامنت فيه الإحالة للتحقيق مع قرار إقالة صادر من رئيس الجمهورية.. وأكد رئيس لجنة الشؤون الاجتماعية بالبرلمان محمد محمود في تصريحات بالبرلمان امتلاكه مستندات تكشف عن أوجه صرف المبلغ وإيداعه بحساب خاص باسم «خالد.س» وأشار إلى أنه تم إيقاف المتهمين وتم فتح بلاغ في مواجهة مدير الأوقاف الطيب مختار وآخرين. ولكن لم تنتهِ الحكاية ويظهر الطيب مختار ليقول للزميلة «السوداني» سأقاضي الصحف التي أوردت الخبر ولي معها حساب!!.. ويذهب أبعد من ذلك ليقول «هذه الحكاية غير مظبوطة عليّ الطلاق».. ونشر مقالات عديدة عن نفسه في «الوطن» يتحدى فيها الناس جميعاً والقانون». الحكاية السودانية معروفة وهي تقول «إن الحرامي دائماً فانع».. يعني الحرامي عينه قوية. الرجل لا يعرف الدكتور خليل عبد الله محمد علي وزير الأوقاف.. هذا الرجل مشهود له بالنزاهة وهو من الإسلاميين الذين لا يشق لهم غبار في مكافحة عملية الفساد.. ربى أبناءه بالحلال لم يسرق كسائر الوزراء النهابين السارقين اللصوص الذين يلعب عبرهم أمثال الطيب وأذنابه. السلطات تتفرج في الرجل وهو متهم ويضلل الرأي العام بكتاباته.. عليها أن توقفه من النشر على الأقل حتى محاكمته أو كما قال.