وفي أواخر أبريل الماضي صرح سلفاكير ميارديت في خطاب له بالعاصمة «جوبا» عقب عودته من الصين بأن قوات الجيش الشعبي التى تقاتل حالياً بالقوات البرية تسعى لامتلاك سلاح طيران عسكري لها، وجدير بالذكر أن جوبا كانت تسعى لامتلاك طيران عسكري من قبل انفصال الجنوب، حيث أرسلت عدداً من الطيارين الجنوبيين للتدريب على قيادة الطائرات الحربية، خاصة الهيلكوبتر، بجانب حصولها على عشر طائرات هيلكوبتر من طراز «إم- إي- 17» انتجتها مصانع «قازان» الروسية، وهى طائرات تستخدم للنقل العسكري، ولكن تم تعديلها بوضع مدافع حولتها الى طائرات هجومية، ويتوقع المراقبون أن تدخل أمريكا بقوة في تسليح دولة جنوب السودان، خاصة بعد أن أعلن الرئيس الأمريكي أوباما عن رفع القيود الأمريكية على المبيعات الدفاعية لجنوب السودان، وهذا الأمر سيفتح الباب لاستجلاب المزيد من الأسلحة المتنوعة والمتطورة خاصة المروحيات من طراز «بلاك هوك» الملائمة للعمل في الجنوب. وليس بعيداً عن هذا السياق نذكر بما وقع مؤخراً من القبض على أربعة أجانب داخل الأراضي السودانية بمنطقة هجليج من جنسيات مختلفة «بريطاني، ونرويجي، وجنوب افريقي، وضابط من جنوب السودان» ترافقهم مدرعة، وبمعيتهم مستندات، واتضح أن خلفياتهم جميعاً عسكرية، وأن هدفهم يتمثل في التجسس والتخابر وبعض العمليات العسكرية، وتعليقاً على ذلك قال وزير الدفاع السوداني الفريق أول ركن عبد الرحيم محمد حسين إن القبض على الأجانب الأربعة يؤكد وجود مخططات دولية تستهدف السودان وتنفذها عصابة جوبا. ولا شك أن كل ذلك سيسرع بتحويل الصراع الراهن بين الخرطوموجوبا الى سباق تسلح يستنزف موارد البلدين، ويقود الى إقامة تحالفات ومحاور في الاقليم تمتد الى كل أنحاء القارة، تخوفاً من جانب أقطار الاقليم والقارة من أن تمتد اليها الحروب المحتملة، حيث تسعى كل دولة للاحتفاظ بتوازن استراتيجي عسكري، ولا شك أن التنافس الغربي في افريقيا سيكون عاملاً مهماً في إزكاء نيران سباق التسلح في القارة، وسيجد معيناً نشطاً وطائشاً متمثلاً في طاقم الحكم بدولة جنوب السودان ومغامراته، التي لا يدرك مغبة ما يقوم بها وتأثرها على المنطقة.