في الحافلة طلبت مني امرأة مساعدتها فقالت لي: يا ولدي أمسك معاي..! فرفضت.. مستنكراً خطابها بعبارة يا ولدي.. وقلت لها: كيف تناديني بعبارة ولدي.. وأنا في مثل سنك إن لم أكن أكبر منك.. هنا بادر شاب إلى مساعدتها.. فقالت له: كتر خيرك يا ولدي.. فقلت: آي ده ولدك.. لكن أنا ولدك كيف؟.. قالت في ضجر: ما شفت راجل بيزعل من الصغرة إلا إنت.. صمت.. ولكن أخذ الركاب يدلون بدلوهم في حكاية الذين يحبون (الصغرة).. وقال أحدهم.. طيب البصبغوا شعرن ديل مش كايسين الصغرة.. قلت: آي لكن كمان حين تنادي رجلاً مثلي بولدي.. يمكن أن تجتريء عليه وتقول له يا ولد.. وتطوعت امرأة وقالت لي: أنت زي أخوي مصطفى.. بحب (يتكوبر) مرات يقول مولود سنة خمسين مع إنو مولود سنة ستين.. ما عارفه ده من شنو؟.. قلت لها: أنا لست مثله لا أحب أن أكون كبيراً ولا صغيراً.. انتهينا من الأمر.. في المساء حكيت لصديقي الطبيب الذي يكبرني بعشر سنوات تقريباً الحكاية فقلت: تعرف يا دكتور قبيل في المواصلات واحدة قدري وإمكن أصغر مني قالت لى: يا ولدي.. فقال: يا سلام عليها ما شكرتها؟.. قلت له: على العكس زجرتها.. فقال: حرام عليك زول يرفض النعمة.. خرجت من صديقي هذا وتوجهت إلى صديقي الشاعر.. وحكيت له الحكاية: تعرف قبيل في المواصلات لاقتني حاجة في دوري تقريباً قالت لي: يا ولدي. فقال: الحمد لله كنت مفتكر قالت ليك يا عمي.. قلت له: والله زعلت منها جنس زعل.. فقال لي: كنت زعلت أكتر لو قالت ليك: يا عمي.. ثم أردف سألني: هل هي جميلة؟.. قلت له: ما عارف ما لاحظت لى الحكاية دي.. كيف؟.. قال لي وأردف: مش عرفتها قدرك.. عرفت كيف؟.. مش عاينت فى وشها؟.. قلت: آي ما انتبهت..! قال: كدي اتذكر شكلها هل هي جميلة؟.. فأخذت فعلاً أتذكر ملامحها.. وأطلت صورتها في شاشة خيالي.. كانت جميلة العيون.. ذات عنق مفصص.. وجهها دائري.. ليست سمراء.. وليست بيضاء.. كانت جميلة اللون.. وسرحت إلى أن أيقظني صوته: أها جميلة؟.. قلت له: إنت زول مخستك ساكت.. عن إذنك.. فارقته وهو يضحك.. ذهبت إلى صديقى سيد الدكان.. وبعد أن سألته عن الأحوال وشكى لي من الغلاء.. والأسعار الزايدة.. فقلت له: مش الناس بشتروا فقال لي: آي لكن خفضوا.. البشتري ربع جبنة بقى يشتري بي خمسمية.. والبشتري حاجة باردة كبيرة.. بقى بشتري الصغيرة.. والمعلبات ما في زول بجي جنبها.. يا كافي البلا.. لا في زول يشتري تونة ولا بشتري علبة مربة.. ولا عسل.. الشفع ذاتم سابوا الشبسي وبقوا يشتروا نبق وقونقليز.. قلت له: أنت في كده ولا قبيل في المواصلات لاقتني مرة في عمري كده وجميلة جداً قالت لي: يا ولدي.. قمت قلت ليها.. وحكيت باقي الحكاية في ملل.. فقال لي: والله ما دام جميلة ابقى تقبلها منها.. هنا وجدت في عبارة تقبلها منها إنه يتفق معي في أن مناداتها لي بى يا ولد فيها استهانة بى.. فقلت: بالله مش بالغت؟.. فقال: والله هي بالغت.. لكن ما ام جميلة المبالغة منها ما مشكلة.. فسألته: يعني إنت بتتفق معاي إنو العبارة سخيفة.. فقال لى: سخيفة دي كتيرة لكن الناس بتحب يصغروها.. تعرف عندنا ود عمَّن لينا كده.. هسع هو في البلد كان سافر السعودية اغترب شويه وجاب ليهو قريشات عمل ليهو دكان في البلد.. بعدين.. ولم استمع إلى حرف مما يقوله.. كنت قد سرحت بعيداً أعاود التأمل في ملامح المرأة.. سؤال صديقي الشاعر عن جمالها قلب أفكاري رأساً على عقب.. هنا بدأ الزحام على سيد الدكان فانصرف عني إلى زبائنه.. امرأة من المشتريات خاطبته: هاك يا عمي ادينا فبادرها: عمك؟.. عمك كيف يا ولية إنتي قدري! فخرجت وقد بسطت الأمور جداً وقلت لي نفسي: يلا.. بلد ماشة على وين ما عارف؟.. البقولوا ليهو ولدي ما راضي.. والبقولوا ليهو عمي ما راضي.. لكن ما اكتشفته للأسف أنني كنت سخيفاً مع امرأة جميلة!