صاحبي المهندس الزراعي رجل منحوس ، الزول ده لديه حكاية عجيبة مرتبطة بالجرس ، نعم الجرس، الحكاية وما فيها أن الجرس ساهم في مقاطعة صاحبي للعش الوردي وأصبح من كبار العازبين على الإطلاق . في عطلة نهاية الإسبوع إلتقينا خمسة أصدقاء ، وعقدنا العزم على مداهمة صاحبنا العازب الكبير وإيناس وحشته وإعادة ذكريات الأمس . حينما وصلنا موقع سكنه بحثنا عن جرس الباب بدون فائدة وأخيرا حينما فشلنا تطوع أحدنا وقرع الباب ، فخرج صاحبنا مغمض العينين وفي فمه نصف إبتسامه شاحبه مثل قمر شارف على الأفول . جلسنا أصدقاء الأمس وبدأنا في طق الحنك ، والإمساك بتلابيب أحاديث الحراك السياسي والكروي ، للأسف كان صاحبكم العبد لله أسوأ أفراد الشلة في معرفة مجريات الرياضة في العالم ، المهم أحد الأصدقاء الملاقيف من لقفنة ملقوف ، سأل العازب الكبير عن أسباب عدم تركيب جرس على باب شقته ، لحظتها إحمر وجه الرجل وأصفر وبلع ريقه بصعوبه وقال وهو يطلق آهه من مغارة القلب مثل دب خارج من رحلة البيات الشتوي ، حكايتي مع الجرس بدأت منذ أن كنت في بدايات عهد الشباب ، وهناك موقف مؤلم جعلني أقاطع الجرس وأشعر بالفزع كلما سمعت رنينه ، في تلك اللحظة فتح الحضور محاضن آذانهم لإلتقاط حكايات صاحبنا مع الجرس . قال صاحبنا العازب الكبير غفر الله له وأوقعه في زوجة تنسيه صوت الجرس والذي منه ، أنه في بدايات عهد شبابه الزاهر ، كان عاشقا كبيرا ودون جوان من الطراز الأول ، وحسب قوله فإن هذه الدونجوانية أوقعته في الكثير من المصائب ومنها أنه كان مفتونا بفتاة كتفاحة نديه في الحي المقابل لحارتهم ، وحاول كثيرا أن يمد معها جسور الوصل غير أن الفتاة الرزينة لم تتجاوب معه وتركته يلعق جراحه ، لكن فورة الشباب جعلته في أحدي الليالي يركب دماغه فقصد بيت الحبيبه الجافية وضغط على الجرس بشدة فخرجت والدتها لتحقق من الأمر ، ولأن صاحبنا كان مراهقا كبيرا فقد سأل عن حبيبة القلب بدون إحم ولا دستور ، وعندها أطلقت المرأة صرخة مدوية وما هي لحظات حتى خرج شباب مفتولي العضلات أوسعوا صاحبنا ضربا ورفسا وحثوا التراب في فمه حتى أغمى عليه ، ولم يخلصهم منه سوى إمام مسجد الحي ، ووفقا لقول صاحبنا فإن آثار تلك العلقة ما زالت في بعض أجزاء جسده ، ويبدو أن صاحبنا منذ تلك الليلة ، دق الجرس على أمور الزواج وقاطع القفص الذهبي حتى تاريخه ، وأصبح يصاب بالرجفة كلما سمع رنين الجرس . حكاية صاحبنا مع رنين الجرس تجعلنا نفتح ملف الوطن الجريح لأن هناك الكثير من الأمور بحاجة إلى دق الجرس أولهم كوادر بعينها في الحكومة وفي حزب المؤتمر الشعبي المناهض وبقية الأحزاب الأخرى ، أسال الله أن يصاب هؤلاء بلعنة الجرس كما حدث لصاحبنا العازب الكبير . إنه سميع مجيب .