أشرنا في مقال سابق الى أن الجولة القادمة ستكون بإذن الله لصالح د. مرسي مرشح حزب العدالة الجناح السياسي للإخوان المسلمين، أما شفيق سينال قدراً من الأصوات التي سيستلبها في معركته الانتخابية، بالأساليب الفاسدة، خاصة بتقديم الأموال التي نالها من الدول التي ترغب في عزل الإخوان المسلمين من السلطة في مصر . أما الأسباب التي تدعم مسيرة الدكتور مرسي وسط الإخوان المسلمين كثيرة : فالأخوان لديهم تاريخ نضالي وتنظيمي استمر منذ تأسيس الجماعة، وظل يزداد صلابة في كل معركة سياسية، وكانت المعركة السابقة للانتخابات الرئاسية معركة انتخابات مجلس الشعب، التي اكتسحها حزب الحرية والعدالة بجدارة، وأبلى فيها الإخوان بلاءاً حسناً . في الانتخابات الرئاسية وقع الإخوان المسلمين في خطأين الأول عندما صرحوا بأنهم لن يرشحوا شخصاً لرئاسة الجمهورية، وعندما أعلن الدكتور أبو الفتوح نيته للتصويت فصلوه، مما جعل عدداً مقدراً من الإخوان يقفون إلى جانب د. أبو الفتوح، وخطأ آخر عندما قدموا مرشحهم الذي كان من الواضح أن أسرته فيها مخالفة في الحصول على جنسية غير مصرية، مما يعني مخالفته لأهلية الترشيح التي تستوجب خلو الأسرة من أي شخص يحمل جنسية أجنبية، وهذا كلفهم زمناً حتى وقع اختيار حزب الحرية والعدالة على ترشيح د. مرسي كرديف لمرشح الإخوان، وفي نهاية الأمر تقدم الرديف- مما يدل على عدم الدقة- وكانت «دقسة» لا يحتملها سباق الرئاسة.. ولكن خطأ الإخوان تم تجاوزه عندما أصبح التحدي بين الإسلام وتيار العلمانية والفلول التي يمثلها الفريق شفيق، فأعلن أبو الفتوح لناخبيه أن يصوتوا لصالح مرسي، وتجاوز الخطأ الفادح من جانب الإخوان والذين حاسبوه على مجرد نيته في الترشيح للرئاسة، بالرغم من أنهم عادوا أنفسهم ورشحوا مرسي. الإخوان يمثلون الصورة التي تعبر عن الثورة وهي صورة ليست حولها شبهات، وهي صورة تناسب المواطن المصري الذي اكتوى بنيران الدكتاتورية ومخالفة القانون والظلم والبطش، واكتوى بالفقر والمرض والجهل لفشل النظام التعليمي، الذي هجرته الأسر إلى المجهول، ما عدا الأسر المقتدرة التي حولت للتعليم الخاص، كل هذا عاشه الإخوان وساهموا مع الناس في معالجة ما يمكن معالجته من مشكلات، وكان كل ذلك رصيداً للإخوان في معالجة الأوضاع الاجتماعية للإنسان في ربوع مصر الخالدة. الدول الأوربية الغربية التي تؤيد النظام العلماني وجدت في حساباتها أن سيطرة الإخوان على البرلمان لن تجعل من شفيق مرشحاً مقنعاً، وأن الظروف الإقتصادية وسيطرة الإخوان على الشارع لا تحقق الإستقرار المطلوب. التيار السلفي برمته سيقف خلف مرسي مرشح الإخوان وسيتجاوز التيار السلفي المماحكات السياسية، بل سيهتم بالقضية الأساسية وهي حكم الشريعة والداعين لها في مواجهة المارقين عنها دعاة العلمانية، والتيار السلفي له تجربة في الانتخابات البرلمانية جعلته الشريك الأقوى للإخوان، رغم الدعاية المضادة للسلفيين من التيارات العلمانية في الانتخابات البرلمانية، والتي استخدموا فيها إعلام المخلوع مبارك وعدد من الفنانين والفنانات، وبعض الكُتَّاب والأدباء لتخويف المصريين من مشاركة التيار السلفي. للإخوان رصيد اجتماعي ضارب الجذور في الأسرة المصرية المسلمة، إذ نال الأبناء التعليم في مدارس الإخوان والعلاج في مراكز الإخوان التي تقدم العلاج ، والإنفاق الذي مارسه الإخوان في سبيل الله من زكاة المسلمين التي وظفوها لخدمة الإنسان المسلم، ودفاعهم عن قضايا حقوق الإنسان ومعالجة أوضاع المظاليم. الإخوة الأقباط يعلمون أن الإنسان المسلم أكثر عدلاً من ذاك العلماني الذي يتحدث عن حقوق الإنسان، ولا يعترف بها، مصر للقبطي المصري والمسلم المصري، والقبطي الأصيل ثقافته إسلامية فهو يحلف بالنبي، وتتداخل الأسر المسلمة والمسيحية رغم تدخل المنافقين وإشاعة الفتنة بين المسيحي والمسلم، والتي روج لها عدم الحسم في تطبيق القانون، وتفشي الرشوة وسط القائمين على أمر تطبيق القانون.. إن دولة الإسلام هي دولة القانون وعندها يجد كل مواطن حقوقه كاملة. ختاماً: وللذين يقولون بتأييد الدول الغربية للفريق شفيق فقد أورد مركز الأبحاث الألماني GLORIA CENTER أن على أولئك أن يستدركوا أن الإخوان هم المسيطرون فعلياً على مجلس الشعب موقع التشريع، فعندما يفوز مرشح لا يعجبهم سوف يحجمون قدراته ويضعفونه من خلال هذا الموقع.