الإحلال والإبدال لغة تعني تبديل الشيء بشيء آخر، أو حذف شيء وجعل في محله شيء آخر، واصطلاحاً معناه أن تحيل شيئاً أو شخصاً ما الى الخارج وتُعوض مكانه شيئاً آخر، أو شخصاً آخر.. واللفظ يستخدم للعاقل ولغير العاقل وكلاهما سيان. replacement عِوَضَ ، عِوَضاً عن ،بَدَلَ ، بَدَلاً مِنْ، والإبدال بمعناه الصرفي هو وضع حرف مكان حرف آخر بشرط ألا يكون هذا الحرف من حروف العلة. والعلة في جنوب كردفان تكمن في سياسة الإبدال التي ظلت تنتهجها حكومة ولاية جنوب كردفان منذ مجئ هذا الهرون الى حكم ولاية جنوب كردفان، حيث قام بسياسة إحلال وليس إبدالاً فحسب، كانت هناك ولاية قبل مجيء الرجل الى سدة الحكم، كانت الولاية تعج بحراكها من أبنائها، حراكاً سياسياً، حراكاً ثقافياً، وجد هكذا حالها، وسار فترة من الزمن على النهج الذي وجده، والحقيقة أن أهل الولاية أحبوا الرجل وساعدوه وعاونوه، وكانوا يراهنون عليه حتى قامت الحرب في الولاية بسببه لا بسبب غيره، هو كان مرشح المؤتمر الوطني لمنصب الوالي، والحلو كان مرشح الحركة لمنصب الوالي، لم نسمع يوماً واحداً بخلاف بينهما، ويقول هرون «أخوي» للحلو، بل ساعده في تأجيل الانتخابات وإعادة السجل، وتقسيم الدوائر.. لذلك الحرب أشعلها هرون في جنوب كردفان لا غيره، وهذا ليس موضوعنا سوف نتطرق اليه يوماً من الأيام، لكن الإحلال الذي قام به هرون في كثير من المؤسسات والوزارات لا نستطيع ذكره لأسباب تتعلق بعملية الإحلال نفسها. والدافع في ذلك لأنه ليس من أبناء الولاية، لذلك حاول طمس هوية وتغيير الخارطة الديموغرافية للولاية، وكرس الكثير من الوظائف للوافدين من الولايات الأخرى. هذه السياسة لم تكن وليدة صدفة، لأن الولاية تعيش حالة من الفوضى الخلابة، ويقول لي الرواي إن يوماً من الأيام أوكل هرون شخصاً ليس له صفة أن يوقع على عقد خاص بمشروع بمحلية تالودي، عندما ذهب الرجل للتوقيع علم أن وزير المالية غيّر الكثير من النظام السائد القائم، فرجع الرجل بدون أن يوقع على العقد، فسأله الوالي لماذا لم توقع فقال له وزير المالية وضع نظاماً جديداً مقيداً بالقانون ولائحة التعاقد والمشتريات، التي لم يسمع بها هرون ومساعدوه من قبل، فقال له هرون اذهب ووقع العقد «ودرب الفيل يغطي على درب الجمل» هذا هو المنطق الذي ينتهجه هرون في معاملاته المالية، التي لا تخضع الى حسيب أو رقيب، كل شيء معيب، مشاريع بمليارات الجنيهات دون عطاءات، مكاتب أصبحت تحل محل وزارات، أفراد أصبحوا محل وزراء، المهم سياسة إحلال وإنحلال كاملة، الوقت غير مناسب لاستعراض الوثائق لكن سوف يأتي يومها. الأمر برمته يشجع على الفوضى الخلابة، الحرب نفسها كانت لها معيناتها، المجلس التشريعي الذي يحاسب هو نفسه محل حساب لدي هذا الوالي، تخيلوا أنه لفترة طويلة رئيس لجنة الحكم المحلي ونائب رئيس اللجنة الاقتصادية بالمجلس التشريعي هو أمين الحكومة أو نائب أمين الحكومة لا أدري كيف يكون «الأب والابن والروح القدس إله واحد» صديقي يوسف عبد المنان أرجو أن لا تحزن إذا استعان هرون بمحمد لطيف، لأنه من الأسرة الحاكمة، وأصدق نفسي القول أن لا ضرر من محمد لطيف، ولكن خوفنا من أصحاب الدور والشركات التي جاءت تعمل في جنوب كرفان خلسة، منتهكين قانوناً يسمى قانون التعاقد والمشتريات. الموضوع كبير والغريق قدام انتظرونا لن يغمض لكم جفن مع آخر لحظة.