استبعدت جماعة الإخوان المسلمين في السودان أن يكون وراء تخلي الحركة الإسلامية عن شعارات الحرية والديمقراطية قصور شاب التجربة الإسلامية، موضحة أن انقطاع واقع المجتمعات عن التجارب الإسلامية لعقود وعدم استيعاب الحركة للكيانان العلمانية وإصرار الأخيرة على عدائها للإسلام كان له التأثير الواضح على التجربة، مشيرة إلى أن الإسلاميين اخطأوا بتحملهم للمشروع الإسلامي لوحدهم ولم يتجهوا لبناء توافقات مع الكيانات الوطنية الموجودة في الساحة والتي تتفق معهم على المباديء الإسلامية حول الشعارات وكأنها حكر عليهم، وطالبت الجماعة بضرورة شروع الإسلاميين في إجراء مراجعات صادقة مع أنفسهم ودراسة التجربة وإعمال مبدأ النقد الداخلي ومواجهة الأخطاء بشجاعة والسعي للتوافق مع الآخرين على الحد الأدنى من الثوابت الوطنية والشرعية وطالبت في ذات الوقت بأهمية التعامل بصرامة مع كل مظاهر الفساد وإجراء مبدأ المحاسبة داخل وخارج الإسلاميين، منبهة إلى أهمية تصحيح وتحرير مزاعم البعض بأن تطبيق الشريعة يعني الحدود فقط، منوهاً إلى أن الأخيرة جزء من الشريعة، لأن الإسلام يمثل العدالة والرحمة والحدود، ونبه عضو مجلس شورى جماعة الإخوان المسلمين الشيخ محمد الحبر يوسف نور الدائم في تصريح ل«آخر لحظة» أمس إلى أهمية اتباع الإسلاميين لخط سياسي يتناسب ويتواكب مع ما يتعرض له العالم العربي والإسلامي من استهداف قوي من قبل الصهيونية العالمية، مشيداً بالخط الذي تبناه الشيخ راشد الغنوشي في تونس. وكشف الحبر عن وجود تيار كبير من الإسلاميين يشكك في تمثيل المؤتمر الوطني لهم، مبيناً أنهم لا يمانعون أن يكون لهم كيان سياسي لكنهم يصرون على أن تكون الحركة الإسلامية موجودة وأن تظل أهدافها وخطابها ثابتاً وصوتها مسموعاً، باعتبار أن دورها ووظائفها أوسع من المؤتمر الوطني داخل المجتمع السوداني، وأضاف أن الإسلاميين يشعرون بأن الحركة الإسلامية كسبت الدولة وفقدت المجتمع السوداني.