تناول كوب من الحليب يومياً لا يوفر فقط إحتياجات الإنسان من العناصرالغذائية والكالسيوم، بل يجعل الإنسان أكثر ذكاء ويتمتع بذهن صاف، هذا ما نصحت به أحدث الأبحاث الطبية، وأوضح باحثون في جامعة مين الأمريكية، أن كوباً من الحليب الكامل الدسم لا يفى بإحتياجات الإنسان من العناصرالغذائية الضرورية فقط، بل يعمل على حمايته من تراجع قدراته الإدراكية بصورة ملموسة، خاصة الذاكرة، وذلك بمعدل خمسة أضعاف بالمقارنة بالأشخاص الذين لم يعتادوا تناول الحليب يومياً. وكان الباحثون قد أجروا أبحاثهم على ما يقرب من 900 رجل وسيدة تراوحت أعمارهم بين 23 إلى 98 عاماً، حيث تم تتبعهم وقياس مستويات قدراتهم الإدراكية. وأظهرت المتابعة، أن الأشخاص الذين تناولوا بإنتظام كوباً من الحليب يومياً نجحوا فى الإحتفاظ بقدراتهم الإدراكية والذاكرة بمعدلات أكبر من أقرانهم الذين لم ينتظموا بتناول اللبن بصورة يومية. ويطلق خبراء التغذية على الحليب لفظ «مشروب»، بل يطلقون عليه «غذاء الحليب»، فهو بالفعل غذاء متكامل يحتوي على البروتينات والكربوهيدرات والدهون، بالإضافة إلى الكالسيوم وفيتامين (دي D) و14 مادة غذائية أخرى ليست هامة لبناء العظام فقط؛ لكنها ضرورية لصحة الإنسان بصفة عامة. ويعتقد البعض أن تناول الحليب يرتبط فقط بمراحل الطفولة والنمو ولا يحتاج إليه الإنسان، طالما أن النمو قد توقف عند مرحلة البلوغ، إلا أن الحقيقة هي أن الحليب غذاء مثالي لكافة المراحل العمرية من الجنسين. ويرتبط تناول الحليب بالكثير من المفاهيم والأخطاء الشائعة. فهناك إعتقاد شائع أن بعض الأنواع من الأطعمة قد تتسبب في ظهور مرض حب الشباب، مثل الحليب والشوكولاته والبطاطس المقلية والمكسرات والمحار والقشريات البحرية. ورغم أن بعض الدراسات أشارت إلى العلاقة بين تناول الحليب وظهور حب الشباب بإعتبار أن الحليب قد يحتوي على بعض الهرمونات والبكتيريا التي تساهم في ظهور المرض، فإن غالبية الدراسات لم تؤكد على وجود هذه العلاقة، بل أكدت على علاقة حدوث المرض وتطوره بعوامل أخرى مثل الوراثة والتغيرات الهرمونية ونوع البشرة والجلد والملوثات البيئية. كما أن هناك إعتقاد أن الحليب يسبب البلوغ المبكر للفتيات، وتؤكد الإحصائيات الحديثة أن الفتيات يصلن إلى سن البلوغ في عمر مبكر مقارنة بسن البلوغ قبل 30 عاماً. ويؤكد الباحثون عدم وجود سبب واضح لهذه الظاهرة، وإن كان أحد الافتراضات يشير إلى إرتفاع معدلات السمنة وزيادة الوزن بين الأطفال كعامل هام في حدوث البلوغ في سن مبكرة. وفيما تشير أصابع الإتهام أحياناً إلى الحليب ومنتجاته في حدوث البلوغ المبكر، لإحتوائه على هرمون النمو البقري ولجوء بعض المنتجين إلى إستخدام هرمون النمو البقري التخليقى لزيادة إنتاج الحليب؛ تؤكد تقارير إدارة الغذاء والدواء الأميركية FDA أن أكثر من 90 فى المائة من هرمون النمو الموجود بالحليب يتم تدميره خلال عمليات البسترة، وتتحول الكميات الضئيلة المتبقية منه إلى مواد غير فعالة أثناء الهضم والإمتصاص في القناة الهضمية للإنسان. كما أكدت الدراسات أن الهرمونات المستخدمة لزيادة إدرار الحليب المخصصة للأبقار والحيوانات لا تؤثر على الجسم البشري. ومن جهة أخرى أكدت الإحصائيات أن فتيات اليوم يتناولن كميات أقل من الحليب مقارنة بأمهاتن، وبالتالي ليس من البديهي أن يكون الحليب أو منتجاته أحد أسباب البلوغ المبكر. كما أكدت الدراسات أن الأطفال الذين يتناولون كميات أكبر من الحليب تنخفض لديهم قياسات كتلة الجسم، ويكونون أقل عرضة للإصابة بزيادة الوزن والسمنة مقارنة بأقرانهم الذين يتناولون كميات أقل من الحليب. ويعتقد البعض أن الحليب يسبب زيادة الوزن والسمنة، كما أنه يسبب الحصوات الكلوية وقد أثبتت الدراسات أن هذا الإعتقاد خاطئي. ويجب على الأشخاص الذين يعانون من عدم تحمل اللاكتوز أن لا يتناولوا الحليب أو منتجاته.