.. إطلاقاً لم اندهش لنتائج الامتحان الذي عقدته وزارة الصحة بولاية الخرطوم لشغل وظائف طبية وكانت النتيجة على ذمة «آخر محطة» بأخيرة آخر لحظة نجاح مائة وخمسين طبيباً من مجمل ثمانمائة طبيب، وسقوط «ألف مائة وأربعين» صيدلي حيث لم ينجح سوى ستين من أصل ألف ومائتين، ونجاح أربعين طبيب أسنان من مجموع أربعمائة! لم اندهش إطلاقاً بسبب أن بعض الجامعات التي فتحت على مصراعيها كليات لدراسة العلوم الطبية ما عادت تدقق في نسب نجاح عالية لاستيعاب طلابها على الأقل لتضمن أن هؤلاء يملكون القدرة على استيعاب المقررات الصعبة التي يفترض أن يدرسوها طيلة سنواتهم الجامعية.. يعني أنا استغرب مثلاً أنه توجد كلية جامعية لا تشترط لدراسة الطب أكثر من النجاح في الشهادة السودانية، يعني 05% كافية أن تلبس الروب وتعمل فيها دكتور ورأسك برأس دكتور حسين أبو صالح أو سليمان فضيل! تخيلوا المهازل التي نشاهدها عياناً بياناً ولا أحد يستطيع أن يتخذ قراراً واضحاً تجاه اللعب بأرواح الناس.. والطب في كل بلاد الدنيا لا يدرسه إلا المتفوقون، وهو ما يجعلني أسأل من أين تخرج هؤلاء وكيف اجتازوا الامتحانات النهائية ومنحوا شهادات التخرج؟ بعدين كدي النسألكم سؤال هؤلاء الممتحنين رماهم حظهم العاثر في الامتحانات الرسمية للوزارة فانفضح أمرهم.. إذن ما هو حال أولئك الذين يتجهون نحو العمل الخاص ويفتحون عيادات من دون امتحان ولا وجع قلب.. صدقوني بعد هذا الخبر ما عدت استغرب أو أبحث عن إجابة للسؤال الصعب لماذا كل هذه الأخطاء الطبية التي أصبحت قصصاً تحكى وتصدر من أفواه العامة عن فلان مشى بي كرعينوا المستشفى جابوه جنازة! وفلانة دخلت غرفة الولادة وما مرقت وعن ذاك الذي ذهب للقاهرة مهدداً بقطع كراعه وعاد من هناك «ينطط» بكلتا قدميه! السؤال الذي نبحث له عن إجابة وأرجو أن «لا يطنش» مثله مثل أسئلة كثيرة توجهها ولا نجد لها إجابة نسأله للسادة في وزارة التعليم العالي إلى أي درجة هناك مراقبة ومراجعة وتنقيح للمناهج التي تدرس في هذه الجامعات؟! وهل يستوي الطالب الذي يدرس في الطب في الخرطوم أو الجزيرة مثلاً بذاك الذي يدرسه في بعض الكليات التي قامت بين ليلة وضحاها؟ اعتقد أن المشكلة تبدأ من لحظات القبول للجامعات والذي يجب أن يقيد بنسب عالية حتى في الجامعات الخاصة دون استثناء.. والمهم اكثر في رأيي أنه لابد أن يكون هناك امتحان موحد لكل خريجي الكليات الطبية زي امتحان المعادلة، لا يمنح الخريج الرخصة لمزاولة المهنة إن لم يجتز هذا الاختيار لأنه الكشف المعلن في وزارة الصحة هين الكلام الكشف الطويل المنشورة نتيجته عند درمة بمقابر حمد النيل! كلمة عزيزة .. كثرت الشكوى في الآونة الأخيرة من «رعونة» سائقي بصات الوالي وأمس الأول كدنا أن نلحق «أمات طه» والبص الكبير عصرنا حتى أخرجنا من الطريق رجالة كدة ساي فلماذا هذا السلوك الغريب؟! اللهم إلا أن كان الإخوة السائقين يعملون بمبدأ الكبير كبير وأصغر منك دوسوا أو لأنها بصات الوالي والعندو ضهر ما ينضربش على بطنه! كلمة أعز .. اشتكت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي من ضعف التمويل وكشفت عن هجرة «508» أستاذ جامعي خارج البلاد لتحسين أوضاعهم! والله بالحالة الشايفاها دي مش الأساتذة الح يهاجروا الطلاب ذاتم كان لقوا طريقة ما بقصروا!