لم يكن أحد يتوقع نجاح جولة مفاوضات أديس أبابا بين وفدى السودان ودولة الجنوب وتحقيق حل بشأن القضايا الخلافية بين الدولتين .....التى أنطلقت فى الثانى من يونيو الجارى حول الملف الأمنى وتوقفت بعد خمسة أيام فقط ...... فالمفاوضات استئنفت بقرار من مجلس الأمن وفشلت أيضاً بقرار منه ....كيف؟؟؟ .....هذا السؤال إجابته بسيطة.... فى الثانى من مايو الماضى أصدر المجلس قراره رقم (2046) عقب استماعه الى تقر ير من ثامبو أمبيكى رئيس آلية الوساطة وطالب القرار الدولتين وقف العدائيات وسحب القوات من أبيى والعودة الى طاولة المفاوضات خلال اسبوعين ... وأعتمد المجلس خريطة تحدد حدود الدولتين قدمها أمبيكى فى تقريره ... الخريطة ضمت مناطق جديدة بالقرب من الميرم فى غرب كردفان وهى منطقة غير متنازع عليها وتقع ضمن حدود السودان .... أمبيكى ومن ثم مجلس الأمن ارتكبا خطأً جسيماً وقدما لحكام الجنوب فرصة على (طبق من ذهب) لتوسيع أراضى دولة الجنوب على حساب أراضى السودان فأصدرت حكومة الجنوب خريطة خاصة بها ضمت (6) مناطق جديدة تتبع للسودان وفقاً للوثائق ومعاملات المنظمات الدولية مع الدولتين ..... إضافة الى المناطق الأربع المتنازع عليها. ومن ثم رفض وفد الجنوب أى مقترحات أمبيكى لدفع التفاوض فى الملف الأمنى الى الأمام .... وتثبت لجنة أمبيكى فى كل جولة مفاوضات بأنها (فاشلة) ولا ترتب للجولة جيداً وأنها ضللت المجتمع الدولى بخريطة لم تشاور فيها أحداً أو تطالع الوثائق والحدود المعتمدة بين الشمال والجنوب وفقاً لخارطة 1/1/ 1956 على أن تترك الخلاف حول المناطق للتفاوض حولها فى أديس أبابا. فشل مفاوضات اللجنة السياسية والأمنية المعنية ببحث الملف الأمنى يرسم صورة قاتمة حول مسار التفاوض فى بقية الملفات ....لأنه لا معنى لأى إتفاقيات أخرى فى ظل عدم توصل الطرفين الى اتفاق يحقق الإستقرارا الأمنى ....علماً بأن المفاوضات حول ابيى تتعلق بتكوين الإدارية وتشكيل المجلس التشريعى فى المدينة فيما توجد بعثة من القوات الأثيوبية تتولى الجانب الأمني.