الوصف الذي أطلقه وزير الدفاع على الخريطة التي قدمتها دولة الجنوب بمفاوضات أديس بأنها عدائية وكانت سبباً في انهيار المفاوضات، خلق عدة تساؤلات حول مستقبل التفاوض مع جوبا، وكيف ستكون الجولات الأخرى مع ظهور عدة مناطق تدعي جوبا تبعيتها لها تعدت أربع مناطق، وذلك حسب الخريطة التي قدمتها دولة الجنوب التي وصفها رئيس لجنة ترسيم الحدود البروفيسور عبد الله الصادق ب «المضحكة» ولا أساس لها من الصحة، وتم رسمها دون أية مستندات أو وثائق. وأكد خلال حديثه ل «الإنتباهة» أمس أن المناطق التي ادعت جوبا تبعيتها تعدت أكثر من عشر مناطق تتبع للسودان، ولم تكن محل نزاع، وأضاف أن هذه الخريطة قدمت لتبين للسودانيين أن جوبا لا تريد سلاماً، وهذا استهزاء بعقول الناس واستفزاز للشعب السوداني وأثبتت عدم رغبتها في الاتفاق، مضيفاً: «حتى أن هذه الخريطة ضمت المناطق الاربع المتنازع عليها التي لم يتم الفصل فيها، وهذا دلالة على أن دولة الجنوب غير جادة في ترسيم الحدود بين الدولتين. وهذه الخريطة بها تعدٍ واضحٍ على الحدود والمناطق السودانية التي حددتها خريطة الأممالمتحدة، وذلك بحسب مدير إدارة الجنوب بوزارة الخارجية السفير بدر الدين محمد أحمد الذي قال ل «الإنتباهة» إن الخريطة تضمنت مناطق لم تكن محل نزاع فى يوم من الأيام مثل هجليج وغرب سنار والميرم وشمال بحر العرب، وهي مخالفة تماماً للخريطة التي اعتمدت من مجلس الأمن وفق حدود 1956م، وأكد أن الخريطة ضمت مناطق لم تكن محل نزاع بين الدولتين. وتوضح الخريطة التي قدمتها دولة الجنوب وتحصلت «الإنتباهة» على نسخة منها وقد ضمت مناطق تحت خط 1956م تشمل مناطق جنوب خط «14»، توضح أن دولة الجنوب تجاوزت الخط لتشمل «16» كيلومتراً شمال بحر العرب. وكانت الحكومة قد أقرت بأن الخريطة هي السبب الرئيس في فشل وانهيار مفاوضات اديس أبابا، كما أوضح وزير الدفاع الفريق عبد الرحيم محمد حسين عقب وصوله من أديس أبابا. ومن ناحية اخرى دافعت الحكومة عن الخريطة التى يملكها السودان وباعتماد من مجلس الأمن، وذلك بحسب المتحدث باسم المؤتمر الوطنى بدر الدين إبراهيم الذي قال في تصريحات صحفية إن خريطة الحدود التي تتمسك بها الخرطوم هي التي نفذت عبرها اتفاقية السلام وأُجري الاستفاء استناداً إليها. وأكد بروفيسور عبد الله الصادق أن السودان يمتلك كل الخرائط التي تحصلوا عليها من بريطانيا والكونغرس التي وجدوا أصلها في مصلحة المساحة، وكل الخرائط المعتمدة المنشورة في الجريدة الرسمية. وطوال فترة المفاوضات لم يختلف أعضاء اللجنة جميعهم إلا على أربع مناطق فقط وهي: دبة الفخار وهي منطقة حدودية بين النيل الأبيض وأعالي النيل، وقال إننا اختلفنا فيها على »784« متراً، ويملكون وثيقة بصددها كتبت في عام 1920م»، وجبل المقينص الذي يقع جنوب خط العرض »12«، وكاكا التجارية التي تقع على بحر أبيض التي تسكنها قبائل البقارة والأحامدة وأولاد حميد وسليم. وقال إننا نملك وثائق تعود لعام 1923م من الحاكم العام آنذاك الذي أصدر قرارًا حينها بتبعية المنطقة إلى جبال النوبة، أما المنطقة الرابعة فهي عبارة عن متوازي أضلاع يضم كلاً من كفي كنجي، وكفن دبي، وحفرة النحاس التي تقع على الحدود بين ولاية جنوب دارفور وغرب بحر الغزال، وهذه المنطقة تسكنها قبائل دارفورية وكانت تُدار من مدينة الفاشر. وهذا ما أكدته جميع الخطابات التي وجدت وكلها تؤكد تبعيتها إلى الفاشر. ويؤكد البروفيسور الصادق أنه طوال اجتماعات اللجنة لم تُطرح منطقة هجليج ولو مرة واحدة منطقةً متنازعاً عليها.