كبش فداء خالد سليمان أو (كبش الفداء) على حد قول أسرته، والتي أكدت أنه بريء فنظمت مسيرة سلمية حتى يتم إطلاق سراحه أو تقديمه لمحاكمة عادلة بعد أن تم القبض عليه وبقي على ذمة التحقيق لما يقارب الأربعة أشهر، (آخر لحظة) كانت هناك رصدت الموقف عن قرب. تحدث شقيقه عثمان سليمان الذي صب جام غضبه على ما يحدث وقال: إن أخي خالد الذي لا زال في الحبس لمدة أربعة أشهر تم التحري عنه لمدة يومين فقط ونحن نعتبر أن خالد اعتقل في قضية هو بريء منها وهي قضية أشخاص أكبر منه وهم «الوزراء»، وهو يمتلك كل المستندات والأدلة التي تسقط عنه الاتهام، (لديه التحويل والاستلام من الجهة الأخرى) والآن نحن خرجنا مطالبين بتقديمه لمحاكمة، وذلك بعد أن اكتمل التحقيق في يومين وإذا لم تثبت إدانته حتى الآن فلتشطب القضية، وسؤالنا من الذي يقف وراء هذا المخطط لإبقاء خالد في الحبس دون تقديمه للمحاكمة، وفي زياراتنا له أخبرنا بأنه أدلى بكل التفاصيل والمعلومات المدعمة بمستندات البراءة والتي من ضمنها خطاب الوزير الذي وجهه فيه بفتح الحساب باسمه في دفتر التحري، هل هذه قضية عادلة ولماذا يحبس خالد في القسم الشمالي؟! وحتى النيابة والشرطة أكدوا أنهم يتلقون تعليمات وينفذوها، الذين قبضوا معه الأمين السابق الطيب مختار والوزير الذي وجهه بفتح الحساب تم إطلاق سراحهما. فلماذا يحبس خالد سليمان ويترك أزهري التجاني، ولماذا يقوم بالتوجيه بتحويل المال العام لحساب شخصي ما دام ذلك خطأ. وليس لدينا حل سواء الخروج والاعتصام ومطالبة الجهات بتقديمه للمحاكمة، وإما أن يحبس الذين معه. من أجل أبنائي أما ابنه أرغم خالد سليمان والذي تحدث بحزن قائلاً أنا لست ملماً بتفاصيل القضية ولكنني أعلم تماماً أن والدي بريء منها ونحن الآن منذ أربعة أشهر نعاني وكلما زرنا والدنا بالقسم الشمالي سألنا عن المصاريف وكيف ندبر أمورنا، وقد تأذينا كثيراً من بقاء والدنا في السجن بلا معرفة الحقيقة. واتجهت (آخر لحظة) إلى الجانب الآخر لشارع الستين، حيث كانت تقف زوجة خالد .. سهام بيرم وابنته ترتدي عباءة سوداء وهما تحملان لافتة مكتوباً عليها «الحرية لخالد سليمان»، استطعنا أن نأخذ منها إفادة قصيرة رغم مضايقات أفراد الشرطة وطلبهم منا مغادرة المكان، حيث قالت: زوجي المتهم بقضية اختلاس أموال الأوقاف هو الموظف الرابع وحتى الآن موجود في القسم الشمالي طيلة هذه الفترة دون أي إجراء بالتحري معه أو الإفراج عنه أو تقديمه للمحاكمة، وأعلم تماماً أنه لا علاقة لخالد سليمان بهذه المبالغ وكل ما فعله هو أنه امتثل لتوجيه الوزير أزهري التجاني بفتح حساب باسمه الشخصي للأوقاف، لأن المملكة رفضت فتح حساب بحجة أن الحج والعمرة والأوقاف كانتا هيئة واحدة تم فصلها قريباً وهو الممثل للأوقاف الخارجية، ولذلك عندما طلب منه أزهري التجاني فتح حساب باسمه رفض أن يقوم بذلك بدون خطاب رسمي من أزهري التجاني وزير الأوقاف، والآن خطاب التوجيه يحمل توقيع الوزير وآدم جماع مدير الأوقاف والأمين العام الطيب مختار وهو موجود بحوزتنا، وبناءً على ذلك قام (زوجي) خالد سليمان بفتح الحساب باسمه وفي مدة 24 ساعة تم تحويل المبلغ لناظر الأوقاف بالسعودية عبد الله السحيني السعودي الجنسية ونملك مستند قبض السحيني للمبلغ، وكل هذه المستندات بحوزتنا، كذلك لدى أعلى سلطة بالدولة، واتفقت زوجته مع شقيقه في المطالبة بالعدالة والقاء القبض على الذين معه وإلا فليطلقوا سراحه، وقالت زوجته بصوت عالٍ أتحدى ثم أتحدى أن يستطيعوا إثبات إدانة خالد سليمان ولتكن المحاكمة تحت رقابة ووجود كل الأجهزة الإعلامية والفضائيات، لأننا على ثقة من أنه بريء وأن الذين فعلوا ذلك وقاموا بتوجيهه ينعمون بالحرية. المجتمع يحاسبنا ابنته شهد خالد التي تبلغ ال17 عاماً تحدثت بحزن عميق طغى على البراءة التي تطل من عينيها وهي تقول إن ما حدث لوالدي بصراحة سبب لنا كثيراً من الألم النفسي، فأصبحنا نتغيب عن الدراسة وأصبحنا لا نستطيع مواجهة المجتمع من حولنا بعد أن ذاعت قضية الأوقاف وأصبح خالد سليمان هو (المختلس) في نظر المجتمع وهذا تشهير وإشانة لسمعته، فلماذا يتركوننا في حالة الانتظار هذه وقد طرقنا كل الأبواب وحتى وزارة العدل ولم يعد أمامنا خيار إلا الخروج والاعتصام... وهنا تدخلت زوجته سهام بيرم لتقطع الحديث بقولها إن تهمة زوجي بمبلغ اختلاس هو عبارة عن (سلفية) أخذها مقابل مرتبه الموقوف لمدة ستة شهور.وظل أهالي الجريف غرب ممثلين في عدد قليل من الأشخاص، يقفون صامتين يحملون لافتات تنادي بالحرية أو المحاكمة العادلة لابنهم الداعية خالد سليمان. الشرطة في الميدان يتحول المشهد بعد ذلك لأحداث عنف عندما وصلت الشرطة بأربع سيارات (دفار) تحمل أكثر من (100) جندي، والملفت للنظر أيضاً وجود رتب عسكرية تصل لدرجة عقيد ومقدم إضافة إلى عدد من الملازمين. وشهادتي لله أن المعتصمين امتثلوا لأوامر الشرطة في الوقوف والتزام الصمت واكتفوا بالتكبير إلا أنهم كانوا ضحايا تعليمات المقدم الذي طالب (بالخمش)، وأعطى إشارة بيده لينقض أفراد الشرطة على نساء طاعنات في السن منهم عمة خالد سليمان، والموقف استنفذ رجولة الشباب لتدور معركة الكرامة فتخرج الشرطة منتصرة، لأن (الكثرة غلبت الشجاعة) ولم يسلم المارة من بطش الشرطة التي ألقت القبض على شاب لا علاقة له بما حدث يدعى محمود عادل محمود طالب كلية الطب، واللافتات التي حملت عبارة (ارحموا ضعفنا) تم انتزاعها بالقوة من أيدي المسالمين، ولم يسلم محررو (آخر لحظة) من (بسطونة) (العسكري كسار الجبور)، حيث امتد الموقف لأبعد من ذلك بتكالب ثلاثة من عساكر الشرطة على محررة (آخر لحظة) وانتهى الأمر بالقبض على الزميل عبدالباقي الظافر.