كتبت أمس عن رحلة الذهاب إلى أديس أبابا واليوم نكتب عن رحلة الإياب التي تذوقنا فيها كافة أشكال العقاب والعذاب، الرحلة كان مقرراً لها التاسعة صباحاً، جئنا إلى مطار أديس أبابا حسب المواعيد، وكانت الأمور تسير على ما يرام، واصلنا في إتمام عملية الخروج حتى وصلنا القيت أو المخرج المحدد لدخول الطائرة، علمنا أن الطائرة بها عطل في إطاراتها الخلفية، عملت إدارة هندسة مطار أديس على إصلاح العطل، صعد الجميع إلى متن الطائرة وكنا نترقب لحظة انطلاق الطائرة الإير بص 300، علمنا أن الإطارات بها مشكلة فلابد من تغييرها، وهنا تحدث النكات، حيث قال أحد الركاب للطاقم (ما تجيبوا ليكم بتاع بنشر)، عموماً الإطارات تحتاج إلى تغيير لم تفلح الجهود المحلية في إصلاح العطل، توكلنا على الواحد الديان وغادرنا متن الطائرة الساعة الثالثة إلى كافيهات مطار أديس، وهنا العرف يحتم على الناقل ضيافة الركاب وتقديم كافة أنواع الخدمات، إلا أن سودانير أكرمت ضيوفها على متنها وهي قابعة في مطار أديس أبابا قبل أن نغادرها، عموماً نحن على موعد أن تصل طائرة قادمة من الخرطوم وتحمل معها الاسبيربارت، في هذه الحالة إذا كان العطل يستغرق أكثر من خمس ساعات، فعلى الناقل أن يخير الركاب بين تحويلهم إلى أقرب فندق أو الانتظار في ساحات المطار، فكان مدير المحطة محمد المكي يتابع موضوع وصول الاسبيربارت، فتوصل إلى نتيجة أن الاسبيربارت لن تصل قبل العاشرة، مما يعني الانتظار سبع ساعات بالتمام في مطار أديس، فهناك محاسب بخيل لدرجة أنه يحسب أصابعه، جاء بنا إلى كافتيريا وطلب من الجميع وعددنا لا يتجاوز (51)، عشرة منهم ركاب الدرجة الأولى وباقي الركاب البالغ 200 راكب من الشغالات الأثيوبيات، فكنا نحن السودانيين فقط الذين جئنا إلى كافيه المطار، فقال لأصحاب الكافيه أعطوهم كيلاً بالماء، تخيلوا (كيل مائي). ظللنا نفترش بلاط مطار أديس منذ التاسعة صباحاً وحتى الرابعة صباحاً الزمن الذي استغرقه إصلاح العطل، وهنا كانت الحكايات والأحاديث، حتى الأثيوبيين قصوا لنا قصصاً عن سودانير، وجاء رجل مسن يعمل بالمطار فقال لنا السودانيون هم من بنوا الخطوط الأثيوبية من العدم، وتحدث عن المهندس سيف الدين. أصبحت سمعة الشركة السودانية سيئة على مستوى مطارات العالم الذي يجاورنا على الأقل، وأصبحت شركات الطيران تحلق إلى أعلى، وسودانير تحلق إلى أسفل. علي وزير النقل تجميد نشاط هذه الشركة لحين البحث عن شريك حقيقي يشغل هذه الشركة التي عبرها وموقع الخرطوم يمكن أن يعاد اسمها، وهذا ما طالب به ركاب الدرجة الأولى الذين كانوا جواري أن أنقله. ودمتم