قطع المؤتمر الوطني بأنه لا مناص من تطبيق الإجراءات والحزم الاقتصادية التي وضعتها الدولة لمعالجة الأزمة الاقتصادية التي تعاني منها البلاد والتي مازالت قيد النقاش والتباحث، مشيراً إلى أن رفع الدعم عن المحروقات هو جزء من السياسات المقترحة لمعالجة الأزمة. وأرجع دكتور صابر محمد الحسن رئيس القطاع الاقتصادي بالمؤتمر الوطني الأزمة الحالية إلى التوسع في الإنفاق الحكومي إلى جانب الالتزامات المالية لاتفاقيات السلام والصرف على المشاريع التنموية الضخمة الموقعة مع الحركات المسلحة، وشدد خلال حديثه في المنبر الإعلامي بالمركز القومي للإنتاج الإعلامي أمس على ضرورة تطبيق الحلول كلياً، محذراً من المعالجات الجزئية التي قال إنها تفاقم الأزمة. وأشار صابر إلى أن اقتصاديات الدول معرضة لأمراض داخلية وخارجية مثلما هو حادث الآن في السودان من تضخم وركود وبطالة وعدم توفر السلع إلى جانب عدم استقرار الصرف. وأكد وجود فجوة لابد من تخطيها، وقال إن ذلك يمكن بالاستدانة من الدول الخارجية ومن الجمهور عن طريق الصكوك والاستدانة في النظام المصرفي عبر طباعة النقود الأمر الذي وصفه بالخطير لأنه يقود إلى التضخم. ووصف الذين يرفضون الإجراءات الإصلاحية بغير العاقلين لأنه لا خيار أمام معالجة الوضع الحالي إلا بإنفاذ تلك الإجراءات التي قال إنها يتم إنفاذها على مرحلتين الأولى إسعافية خاصة بالإجراءات المالية والنقدية إلى جانب حماية الطبقات الضعيفة. تعقبها المرحلة الثانية، وهي الإصلاح الهيكلي على مؤسسات الدولة. وأوضح أن السياسات الاقتصادية التي وضعت لم تكن كلها صحيحة لأنها لم تحول الميزات النسبية إلى تنافسية يمكن الاستفادة منها في زيادة الصادرات، وقال إن لكل برنامج إصلاحي إفرازات سالبة تكمن في زيارة الأسعار، وقال لابد أن تكون محدودة تستقر لتنخفض. وقلّل من المناداة بتحديد الأسعار. من جانبه أكد دكتور محمد الناير الخبير الاقتصادي والمحلل الإستراتيجي أن الضرائب وحدها يمكن أن تحل الأزمة الاقتصادية إذا تم التوسع فيها أفقياً ورأسياً، وحمل القطاع الخاص مسؤولية العبء على المواطن ووصفه بغير الأمين في نقل عبء إفرازات السياسات الاقتصادية لمعالجة الأزمة، وأوضح أن الاتجاه لرفع الدعم يدخل إيرادات للخزينة وغير مكلف، وطالب في حالة تطبيق القرار بإغلاق الحدود لمنع التهريب من دول الجوار، كما طالب تحديد سعرين لسعر الصرف الأول للواردات وآخر الصادرات، وكشف أن بعض الصرافات مازالت تستقطب تحويلات من دول غير عربية بسعر الصرف القديم، وقال إن هذا يهزم فكرة استقطاب تحاويل المغتربين.