الجريمة تأخذ مقعداً تلو الآخر وتتبوأ موضعاً في تزايدها وحكاوى كثيرة تستمد تفاصيلها من الشياطين... عاد مساءاً وأكتشف الواقعة فقتل زوجته وعشيقها.. صباحاً وقعت حادثة أقرب للمجزرة قتلها وشقيقتها وابنته الصغيرة وخلف عدداً من الجرحى.. وآخر يقتل الآخر بدم بارد بسبب نقاشٍ تافهٍ وعقيم... ومجموعة تتواثق مع بعضها البعض على التفاصيل الدقيقة للقتل - للنهب للسلب.. امرأة تعرض طفلها للبيع بسعرٍ زهيد.. العثور على جثة قتيل مجهول.. لص يروع أسرة بالجريف غرب ويقتل أحد أفرادها... و... و... وسيل من الجرائم التي تجد حقها من التوثيق في دفاتر وسجلات النيابات والمحاكم ودور التقاضي والإجراءات الجنائية والبحثية وغيرها.. هناك أنواع أخري من الجرائم التي لا ترصد في تلك السجلات وتأثيرها أحياناً كثيرة تفوق آثار الجرائم المثبتة شهوداً وبراهيناً وهي في تعدادها تفوق وتزيد بدءاً من حالات التحرش المعنوي الذي يمارسه السَّاسة بعضهم البعض في تضادهم واختلافهم وتأثيرهم على المواطن المغلوب على أمره الذي يصيبه منهم الكثير من مقاتل الأفعال والأقوال التي ربما تمس جوانب الكرامة والإنسانية.. عندها يصل الأمر المباديء والحقوق المتعلقة بالإنسانية والحرية والكرامة... كأن يستصغر مناسيب الحكومة حق المواطنين في الثورة تجاه سياسات لا يرتضونها أو لا تخدمهم في حياتهم القاسية.. أو أن يرى البعض أن الشارع في جيبهم كأنهم يقولون أن المواطنين في الجيب أو أن تستهزيء المعارضة بالأحوال وتختذلها في دائرةٍ ضيقة... وأليست هذه هي جرائمٌ في الحق والواجب لا ترد إلى المحاكم.. لكنها ترد إلى محاكم الرَّأي العام الذي يعرف أين يذهب بها وتذهب من بعد ذلك التأثيرات.. وجرائم وجرائم (ما علينا).،. اللهم أحفظنا وأحفظ بلادنا وكأننا موعودون بفنون التنوع في الجرائم.. أبواب الجرائم الفنية تزاحم أيضاً في مواضع الرَّصد... ملكيةٌ فكريةٌ.. السرقة الأدبية بتصرف.. سرقة الأفكار وكيفية تحديد ذلك.. ولكن أحلى وألذَّ ما تلاحظه هو السرقة الأدبية في تسلسل الأوامر والخطط داخل المنظومات والمؤسسات والمنشآت حيث يُضيع حق «المفكر.. المخطط.. الأول» ليستقر الأمر آخر من وصل إليه رفع الأمر «كحال رفع الدَّعم عن الوقود». تتداعى الجرائم حواجزها عندما نكتم على أنفاس أرواحنا في دوائر مغلقة من المشغوليات دون أن نعطيها «فرقة» للترويح ساعةٌ بعد ساعةٍ والتفريغ للشحنات السالبة. الأمر الذي يجعل النفوس قابلة للأنحراف النَّفسي... أنظروا حولكم وحاولوا تعريف الجريمة بشكلٍ آخر مما اعتدنا أن نوصفها به من تعاريف وتصاريف... الجريمة انحراف في السلوك السوِّي للبشر بعضهم البعض وأنفسهم. فمتى نستطيع أن نصل إلى الجادة والمستقيم مع أنفسنا مع الآخرين في الزمان والمكان. ٭ آخر الكلام: كلما زادت معدلات الجرائم المختلفة، كلما زادت حاجتنا للروحانيات والايمانيات، التي تُعْلي من القيم الفاضلة والمثالية على تراجع الروح الشريرة (أعوذ بالله) حوانا. (مع محبتي للجميع)