ومع كل رمضان عودتنا القنوات الفضائية بما فيها قناتنا الفضائية السودانية، على تقديم المواد الترفيهية والمسلسلات وبرامج المسابقات واستضافة الفنانين والفنانات وتقديم الأغنيات للأحياء منهم والأموات.. ودائماً ما يسبق رمضان تنافس محموم في الترويج لتلك البرامج والسهرات.. ويستخدم المتنافسون لقطات من حلقات الغناء والضحك.. والأعجب أن إحدى القنوات قدمت البرامج الموسيقية على الدينية في الترويج لبرمجتها الرمضانية.. كأنما رمضان هو شهر غناء وتسلية وترفيه وضحك و(كاميرا خفية) تعرض الناس للحرج وتكذب عليهم لمجرد الإضحاك.. لا ندري من أدخل هذه المفاهيم في عقول القائمين على أمر تلك القنوات.. وهل الأمر صدفة أم غير ذلك، لأن أصغر طفل يعلم أن رمضان شهر عبادة وتنافس في الطاعات وفعل الخيرات واجتناب المنكرات.. وليس في مشاهدة المسلسلات والإستماع للأغنيات وإرضاء المعجبين والمعجبات.. ومن هذا المنطلق كنا نطالب وما زلنا نلح في المطالبة بأن يعي القائمون على أمر قنواتنا الفضائية حقيقة رمضان ويراعوا عظمته وحرمته.. وحتى لا نظلم قناتنا الفضائية التي استعدت للشهر الفضيل هذه المرة بغير ما كان في الماضي.. نشير إلى ما جاء في الأخبار أنها حشدت كوكبة من الدعاة والأئمة لتقديم عدد من البرامج الدينية والفترات الدعوية ضمن الخارطة البرامجية لشهر رمضان المعظم، ومن أبرز البرامج التي تم إنتاجها الجزء الثاني من برنامج (النعمة المسداة) الذي يهدف الى استعراض بعض جوانب السيرة النبوية الشريفة من خلال آيات القرآن الكريم والدعوة الى التأسي والاقتداء بنهج الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم، والوقوف على الإعجاز البياني في قصص القرآن الكريم، وهو برنامج يومي يقدمه فضيلة الشيخ البروفيسور الحبر يوسف نور الدائم. كما تقدم سهرة (ينابيع السنا) وهي برنامج حواري يهدف الى التذكير بمجاهدات الرسول صلى الله عليه وسلم وقيادته للمسلمين نحو النصر والتمكين وبناء دولة الإسلام، ويطرح البرنامج الرؤى الإسلامية لمعالجة إشكالات الواقع الماثلة (اجتماعياً واقتصادياً وسياسياً)، إضافة الى عكس أصالة الحضارة الإسلامية وريادتها بين الأمم، ويستهدف البرنامج كافة فئات المجتمع، ويتناول عدداً من المواضيع، وأبرزعناوين حلقاته (المحبة) و(معجزات الرسول عليه السلام) و(النبي الفاتح) و(النبي القائد) و(الشورى)، ويستضيف البرنامج فضيلة الشيخ الأستاذ تاج السر عبد الباري، وفضيلة الشيخ عبدالجليل النذير الكاروري، والداعية عماد الدين حسين، والداعية الإسلامي د. راغب السرجاني من جمهورية مصر، ويقدم البرنامج الأستاذ زهير عبدالرحمن بلة.وتقدم الفضائية السودانية في الجزء الأول من سهرتها يوم كل جمعة في رمضان سهرة خاصة عن حوار الحضارات وتجربة السودان في تطبيق الشريعة الإسلامية، كما تتواصل برامج (الرحيق المختوم .. محراب النور ورياحين) ضمن البرمجة الرمضانية بديكور وشكل جديد، بالإضافة إلى عدد كبير من الأدعية والابتهالات كفواصل عقب الآذان، كما تنقل الفضائية السودانية يومياً صلاة التراويح من مسجدي الشهيد ومسجد السيدة سنهوري.. وتبث المسلسل التاريخي رايات الحق.. وكما وضح من الخارطة البرامجية، فإن قناتنا السودانية بدأت تعيد بعضاً من ماضيها التليد الذي كان يحفظ لرمضان مكانته.. ووضح أنها انسلخت من ركب الفضائيات الذي لا يعرف قدر رمضان ولا يفقه عن خصوصيته شيئاً.. فهو عندهم شهر لعب ولهو وضحك. شكراً فضائيتنا السودانية.. ومزيداً من الفهم الصحيح لطبيعة البرامج الرمضانية.. ونسأل الله الهداية لنا وللقائمين على أمر الكثير من القنوات الفضائية حتى نعي حقيقة رمضان، ونكون ممن أعطاه حقه ومستحقه.