٭ اتجه التلفزيون القومي الى انتاج عدد من البرامج الدينية والتربوية خلال شهر رمضان المبارك. ومن ابرز هذه البرامج برنامج «ينابيع السنا» الذي استمر ثلاث سنوات، وبرنامج « نداءات القرآن»، والفترات المفتوحة الدينية «باب الريان» و «محراب النور»، واهتمت ادارة التلفزيون في تناول موضوعات متجددة باستضافة عدد من العلماء والشيوخ لاثراء الخارطة البرامجية الرمضانية على شاشة تلفزيون السودان. ولمزيد من التوضيح حول ذلك التقينا بالاستاذ حامد عثمان منتج برنامجي «ينابيع السنا» و «نداءات القرءان» بالتلفزيون القومي، في حوار حول القضايا التي تطرحها هذه البرامج ومدى تفاعل المشاهد معها، فإلى ما دار في الحوار. ٭ استمرار برنامج «ينابيع السنا» على شاشة التلفزيون للعام الثالث على التوالي؟ البرنامج حاول ان يربط المشاهد بالواقع من خلال مناقشة القضايا الاسلامية وربطها بالتاريخ الاسلامي، وعمل مقاربات واقعية، مثل الحديث عن العلاقات النبوية الدولية والدبلوماسية في الاسلام، وتناول كيفية تأسيس العلاقات الخارجية في بداية الاسلام، وحرص النبي «ص» على خلق علاقات دبلوماسية، ومجال آخر تمثل في القيادة في الاسلام واهمية الشورى، وتطبيق هذه الموضوعات على الواقع المعاصر، لذلك جاءت الحلقات متنوعة وتناولت السيرة النبوية، وكل حلقة تناولت موضوعا مختلفا عن الآخر، وكل ضيف يدلي بدلوه من واقع تخصصه، من بينهم د. راغب السرجاني المتخصص في التاريخ الاسلامي، والشيخ تاج السر عبد الباري المتخصص في السيرة النبوية، وهؤلاء الضيوف اثروا الحوار من خلال حلقات البرنامج. ٭ إلى أي مدى وجد البرنامج قبولاً ومتابعة من المشاهدين؟ البرنامج نجح لدرجة كبيرة، خاصة أن المشاهدين لم يعتادوا على مشاهدة سهرة لبرنامج ديني تربوي، ونحن على مدى ثلاث سنوات ظللنا نحافظ على تقديم سهرة اسبوعية من برنامج «ينابيع السنا» في رمضان، واعتقد ان رؤية البرنامج أسهمت في كسر روتين البرامج التربوية بطرح جديد والتجديد في اسلوب العرض، ومن مؤشرات المشاهدة متابعة البرنامج من خلال الموقع الالكتروني «قصة الإسلام» للدكتور راغب السرجاني، حيث يرتاده آلاف المتابعين من مختلف أنحاء العالم. ٭ ما هي العوامل الأساسية التي يجب أن تتوفر في مثل هذه البرامج، خاصة ان رمضان شهر منافسة بين الفضائيات؟ العامل الاساسي لنجاح البرامج الدينية هو التركيز على الموضوعات المتناولة في الحلقة والتجديد فيها، واختيار الضيف القادر على التعبير عن علمه ليثري به حلقات البرنامج دون أن يشعر المشاهد برتابة في التقديم ، اضف الى ذلك نوع العرض والاهتمام بعناصر الصورة من «ديكور واضاءة وجرافيك». ٭ ما هي الفكرة التي يهدف إلى توصيلها برنامج «نداءات القرآن» على شاشة التلفزيون القومي؟ البرنامج من تقديم الدكتور محمد الامين اسماعيل المحاضر بجامعة افريقيا العالمية للحديث عن آيات النداء في القرآن الكريم التي تبدأ ب «يا أيها الذين آمنوا»، وتلاوة هذه الآيات وتفسيرها وتبيان الاحكام المذكورة فيها. ٭ ولماذا تم اختيار تفسير آيات النداء تحديدا دون الاتجاه لتناول الاحكام الشرعية في القرآن؟ اعتقد أن الأحكام أصبحت متناولة بشكل كبير، اما آيات النداء ففيها خطاب مباشر للمسلمين، والبرنامج يبحث في أسباب نزول هذه الآيات والحديث عن الأحكام التي تضمنت آيات النداء وتفسيرها. ٭ هل تعتقد أن بث البرنامج قبل صلاة المغرب يتيح للبرنامج نسبة مشاهدة عالية؟ من خلال تجربتنا في هذا المجال، اعتقد اننا اصبحنا الرواد في اختيار الزمن المناسب لمثل هذه البرامج منذ عام 2008م، عندما انتجنا برنامج «هذا نبينا» الذي بثت في ذات التوقيت، ولاقى قبولاً ومتابعة عالية من المشاهدين، ومن ثم جاءت تجربة برنامج «النعمة المسداة» والذي استمر لعامين يبث في هذا التوقيت، ولاقى أيضاً متابعة واسعة من الجمهور، وذلك لالتفاف المشاهدين حول التلفاز في هذا الزمن استعدادا للأفطار، كذلك هذا الوقت لا يمكن أن تقدم فيه اي نوع من البرامج غير البرامج الدينية والتربوية. ٭ مساحة البرامج الدينية تمددت في الخارطة البرامجية دون بقية البرامج؟ البرامج التربوية والدينية لا تنال الاهتمام الكافي في كثير من الفضائيات، ومن هنا كان دورنا في تلفزيون السودان لإعلاء البرامج الدينية والاكثار من برامج التوجيه والتوعية خاصة في شهر رمضان المعظم، ونحن نحاول من خلال هذه البرامج أن نبرز المعاني السامية للشهر الكريم، ولا بد من افراد مساحة جيدة لهذه البرامج ليس رفضا للترفيه وانما لتأخذ السمة العامة للبرامج طابع التوجيه. ولذلك نحن نسعى بكل جهدنا لإخراج هذه البرامج في شكل وقالب مميز باستخدام احدث الاجهزة التقنية والاهتمام بالديكور وتوظيف اوجه العرض لخدمة هذه البرامج. إضافة أخيرة؟ اتمنى أن تهتم الصحافة السودانية بالبرامج الدينية والتربوية، وتتناولها بالنقد لتطوير مسيرتها ودعمها، وألا تتجاهل متابعة مثل هذه البرامج، خاصة أن الأوساط الإعلامية أصبحت مهتمة جداً بما يقوله العلماء ويدلون به عبر هذه البرامج.