وما زلنا نتكيء على محور خيمة الإنقاذ الدكتور نافع واليوم سلاماً ووداعاً ولا نقول غير ما قاله صلاح أحمد إبراهيم.. ربما لا نلتقي بعد ذلك ونأمل أن نلتقي والوطن موجود وبخير وصحة وعافية.. وصدقني يا دكتور نحن الآن نخاف فقط على الوطن.. ولكننا نثق في الله سبحانه وتعالى لنردد في يقين.. للوطن رب يحميه. أما لماذا هذا الخوف والوجل.. فإننا وطيلة عمر الإنقاذ وهي تبلغ ثلاث وعشرين سنة وتزيد.. لم نرَ خطراً يحدق بالوطن كما هو الحال الآن.. في الحلقتين الماضيتين أكدنا لك أن الشعب لن يخرج حتى لو رفعت الحكومة الدعم عن المحروقات.. وحتى لو ضاعفت أسعارها مائة مرة.. ليس ذلك مطلقاً التفافاً حول الإنقاذ.. ولا ولاء للأحبة في المؤتمر الوطني.. ولا حتى خوفاً من مجابهة حامية أو دامية.. فقط لأن الذي سوف يطيح بالإنقاذ أو الذي يعيدها إلى رشدها ويلزمها سواء السبيل هم فئتان في الإنقاذ.. أو معسكران في الإنقاذ.. نتحدث أولاً عن المعسكر الثاني ذاك العاقل والذي يرى أن الإنقاذ قد فشلت تماماَ في كل شعار طرحته عند بداية إعصارها وأن الشعب قد جابه أهوالاً ما خطرت على قلبه في لحظة من اللحظات.. فقد عزت عليه (قفة الملاح).. وباتت مستحيلة عليه (روشتة) العلاج واستنزفت.. بل استحلبت من جيبه المثقوب أي (تعريفة) لمجابهة أعباء تعليم أبنائه.. هذا الفريق من يقوم أو يجب أن يقوم بجراحة عاجلة.. جراحة تستأصل كل تلك الأورام من جسدها والتي كان الإخوان يظنونها شحماً طيباً حميداً ودهيناً.. أما المعسكر الآخر ذاك الذي سوف يعجل بطي صفحات الإنقاذ.. هو الذي ظل يعب من نهر مال الحكومة عباً.. وينهل من نهر عسلها نهلاً.. يأكل في نهم وكأنه في سباق مع الزمن. ونأتي إلى الأسباب التي تجعل الشعب لا يخرج ونقول إن النار عندما لا تجد ما تأكله تأكل نفسها.. وها هي الإنقاذ تأكل نفسها بنفسها.. وها هم أقطابها ورموزها وقادتها يخرجون كل يوم باتهام له دوي ورزيم في وجه إخوة لهم بأنهم قد ولغوا في المال العام.. وفريق من الشعب يرى الإنقاذ الآن مثلها مثل لوح الثلج تذوب لوحدها حتى وإن لم تمسسها يد.. ناهيك عن نار.. وفريق كبير ووجيب يرى في تصريح وزير المالية مفتاحاً لحلحلة صواميل الإنقاذ فقد قال الرجل في شجاعة نادرة إن الحكومة مفلسة.. ونحن نقول كيف لا تفلس الحكومة وأحدهم حسب حديث رئيسه المباشر.. يبلغ راتبه ستين ألف ريال سعودي.. وكيف لا تفلس الحكومة والشيخ المك يقول تحت قبة البرلمان إن التجنيب الذي تمارسه بعض الوحدات الحكومية.. تم بعلم الحكومة وكل أركانها.. وكيف لا تفلس الحكومة والفاتح عز الدين يقول إنه قد أغلقت حسابات بعدد 54 حساباً كانت خارج الأطر الرسمية.. وكيف لا تفلس الحكومة وأحد الوافدين الجدد لمجلس الوزراء وبعد أن كان (يكيل بالربع الكبير) للحكومة.. ناعتاً لها بالفساد والإفساد عندما كان في الضفة الأخرى ضفة المعارضة.. ثم بعد أن توهط على الوزارة لم يجد حرجاً في(غرف)مبلغ مهول من المال لابنته وصهره.. والأمثلة يا دكتور والوقائع يا دكتور أكثر من عدد حبات رمال كلهاري.. بعد كل ذلك هل يتوقع أحد في رأسه ذرة من عقل أن هذه الحكومة تصمد شامخة وقوية وأفرادها وبعض قوادها يفعلون فيها ما تفعله السوسة في الخشب.. وهل صمدت دولة بني أمية.. وهل هناك فرق بين دولة بني أمية والحكومة الحالية. لك الود ووداعاً يا دكتور