تعتبر مشكلة المواصلات أكبر القضايا التي تواجه حياة المواطن في تنقله وترحاله اليومي بحثاً وراء الإعاشة، وظلت المشكلة تتفاقم يومياً حتى أصبحت هاجساً يؤرق حياة الأغلبية من المواطنين وبالأخص الشرائح الضعيفة والطلاب، وعلى الرغم من المحاولات التي قامت بها الجهات المسؤولة لتوفير المواصلات التي نجحت بعض الشيء في استقرار حركة المواصلات ولكنها لم تصمد أمام ارتفاع تكاليف التشغيل من الاسبير والمحروقات لتأتي المطالبة بزيادة قيمة الأجرة بالنسبة للحافلات، وفي المقابل أصبح المواطن يعاني من عدم توفر المواصلات وارتفاع قيمة التذكرة ويطالب بتوفير المواصلات، ونتيجة لتلك الضغوط من جانب أصحاب المركبات واستجابة لطلب المواطنين قامت الوزارة بإصدار منشور ينص على تحديد قيمة التذكرة لكل الخطوط العاملة داخل الولاية وقد صاحب إصدار المنشور الكثير من الردود العنيفة والردود التي تتقبله بكل سرور، مما جعل هناك رأياً معارضاً ورأياً موافقاً، وهذا ما كشفته جولة آخر لحظة الاستطلاعية لعدد من المواقف والخطوط العاملة في المواصلات بالولاية، حيث قال المواطن مزمل يوسف إن زيادة قيمة التذكرة كبيرة وغير معقولة، لأن زيادة نسبة ال(30%) عالية ولا يمكن للمواطن أن يتحمل هذه الزيادة، مشيراً إلى أن مواصلات الخطوط الداخلية بزيادة ال20 قرشاً تهدد موقفه المالي، لأنه يستخدم أكثر من 3 خطوط ذهاباً وإياباً وقال إذا كانت الزيادة بسبب رفع الدعم عن المحروقات، فيجب أن تتحملها الدولة وليس المواطن المسكين، فيما وصف المواطن صديق أحمد زيادة المواصلات بالأمر المؤسف، لأنه لا يمكن للمواطن أن يتحمل الزيادة، لأن ذلك عبء إضافي للمصروفات، وقال إذا كان الحل بزيادة المرتبات فهذا أكبر غلط لأن 70% من الشعب السوداني لا يصرف مرتبات، فكيف يكون الدعم بزيادة المرتب «100»ج أو أياً كانت النسبة. فيما ذهب المواطن محمد عثمان جعفر إلى أن زيادة قيمة التذكرة يعد استنزافاً للجيب على حد قوله، لأنه أكد على أن زيادة «50 قرشاً» مرة واحدة لسعر التذكرة أمر خطير، مشيراً إلى أنه يستخدم مواصلات خطوط المصفاة وقري بصورة شبه يومية، فإذا التذكرة أصبحت ب«250» قرشاً «2.5»ج، فذلك يعني أنه يصرف 5 جنيهات، ورغم ذلك المواصلات غير متوفرة لأنه مرات يضطر لركوب الهايس التي يبلغ سعر تذكرتها «5»ج والحافلة تصبح 3 جنيهات، خاصة في أوقات المساء، وقال إذا كانت هذه القيمة ستوفر مواصلات في أي وقت فإنه يمكن للمواطن أن يتحمل الزيادة مع مرور الوقت. بينما أكد عدد من أصحاب الحافلات على أن الزيارة تغطي احتياجات ومصروفات الرحلة للحافلة، لأن ارتفاع تكاليف التشغيل هو الذي دفعهم للمطالبة بالزيادة، وهذه التعرفة الجديدة توفر عليهم بعض الدخل وتغطي الفروقات بالنسبة لغيار الزيت والجاز، حيث قال السائق البدري شمس الدين سائق حافلة بخط ود رملي بحري إن الزيادة في القيمة مناسبة معهم كأصحاب حافلات، لأنها تغطي العجز في مصروفات التشغيل وقال إذا كانت الحافلة تسير حوالي «60» كيلو متراً بسعر اثنين جنيه، فإنها لا تغطي، ولكن بالزيادة تصبح الفردة 75 جنياً، وهذا المبلغ يجعلنا نتوقف عن السفر ولكنه يصعب على المواطن.