خلقت أزمة المواصلات سخطاً وعدم رضا من قبل المواطنين تجاه الجهات المسؤولة عن توفير المواصلات داخل ولاية الخرطوم، بالأخص بعد دخول البصات للعمل بالمحليات، ورغم دخول أكبر عدد من البصات لنقل المواطنين بالمدن المختلفة، إلا أن المواقف الكبيرة بالخرطوم شهدت أزمة مواصلات حقيقية، وعدم توفر لتلك البصات، أو حتى الحافلات التي لا زالت تعمل ببعض المواقف، حيث عزا كثير من المواطنين الأزمة إلى دخول البصات، ويرون أنها السبب في وجود الأزمة، لأن كثيراً من أصحاب الحافلات قاموا ببيع حافلاتهم، وذلك بدافع تخوفهم من عدم وجود مكان لها مع البصات المكيفة، وقال عدد من أصحاب الحافلات الذين التقتهم «آخر لحظة» إنهم قاموا ببيعها، بعد أن أكدت الجهات المسؤولة توفير المواصلات بتمليكهم بصات بالأقساط، ولكن هذا الأمر لم ينجح.. مشيرين إلى أن معظم الحافلات التي تم بيعها الآن تعمل بالولايات، وحتى البصات التي تم استجلابها للعمل بالخرطوم لم تنجح لمشاكل فنية، كما أن المواعين من الطرق والمحطات غير مساعدة لذلك.. فيما أقرت شركة مواصلات الخرطوم بزيادة تكلفة التشغيل الأخرى، وأرجعت ذلك لزيادة أسعار المحروقات، وقطع الغيار، ومدخلات الغيار، والتشغيل الأخرى.. واعترف مصدر بالشركة- رفض ذكر اسمه- في تصريحات صحفية بعدم تحصيل عائد الإعلان على البصات التي لجأت لها الشركة لتغطية تكلفة التشغيل، ولهذا تم تقديم خطاب لوزارة التنمية والتخطيط العمراني بطلب مبلغ «000.200.1» كسلفية مستردة، وكشف عن أن جملة الخسارة في العام 2011م بلغت «472.639.3» مليون جنيه مصروفات التشغيل، وايراد دخل البصات بلغ «637.809.4» مليون جنيه، وقطع باستمرار الولاية في استجلاب بصات نقل كبيرة لتغطية كل الخطوط العامة، والتوسع في خطوط جديدة لتسهيل حركة المواطنين بالولاية، بينما ذهب ياسر أحمد منظم بموقف الجيلي إلى أن السبب في الأزمة يرجع للمواقع الخارجية، التي تكون كاشفة، وأكد أن أزمة مواصلات موقف الجيلي سببها موقف شندي، وذلك بذهاب الحافلات إلى السفر إلى الأقاليم، وخاصة مناطق حجر العسل، شندي، وعطبرة، مما يجعل الموقف خالياً من الحافلات.. وقال إن زيادة أسعار الجازولين أيضاً كانت السبب في ارتفاع قيمة التذكرة، رغم تحديدها مسبقاً من إدارة غرفة النقل والمواصلات.. وقال إننا لا نريد أن نضغط على المواطن، ولكن صاحب الحافلة يرفض أن يتحرك بالسعر المحدد في التذكرة.. مشيراً إلى أن التذكرة ترتفع من 2 إلى 3 جنيهات بالنسبة للحافلة، ومن 4 إلى 5 جنيهات للهايس، وخاصة بعد الساعة ال5 مساء، واستمر هذا الأمر لأكثر من شهر.. الأمر الذي وصفه بعض مستخدمي مواصلات موقف الجيلي- وخاصة مواطني مناطق الجيلي والمصفاة وود رملي وقري- بالاستغلالية من الكماسرة والكمسنجية وسائقي الحافلات، الذين يقومون بزيادة التعريفة.. مشيرين إلى أنهم يريدون حلاً فورياً وعاجلاً، وإدا لم يتم ذلك سيتطور الأمر إلى ما لا يحمد عقباه.. فيما قال يوسف أبشرا صاحب مركبة: إن زيادة الأسعار ليس لديهم فيها دخل، بل أنهم أجبروا على ذلك، نسبة لزيادة أسعار الجاز، وغيار الزيوت، وارتفاع أسعار الاسبير.. وقال إن التذكرة المحددة لا تغطي مع المشوار الطويل، وخاصة أن الحافلة عندما تعود للموقف لا تجد ركاباً.