بدأت في بريطانيا فى أواخر شهر مايو الماضي إحتفالات تتواصل على مدى الأشهر الخمسة المقبلة باليوبيل الماسي لإعتلاء الملكة، إليزابيث الثانية، العرش، منذ 60 عاماً وهي في سن ال 25 عاماً عندما توفي والدها جورج السادس عام 1952. وبدأت الإحتفالات الرسمية بالذكرى السنوية لتتويجها لتنتهي بإحتفالات لندن بإستعراضات لألف سفينة على نهر التيمز. الملكة إستهلت الإحتفالات الرسمية بكلمة شكرت فيها الشعب البريطاني للدعم والتشجيع الرائع الذي قدموه لها ولزوجها الأمير فيليب خلال هذه السنوات الستين. وتعهدت في رسالة مفتوحة للشعب البريطاني الذى كان مبتهجاً بالإحتفال، إنها تعتزم تكريس نفسها من جديد لخدمته. وبمناسبة اليوبيل الماسي، نشر القصر الملكي البريطاني- قصر بيكنغهام - صورتين حديثتين للملكة وهي مرتدية قلادة للملكة فيكتوريا التى إرتدتها بدورها في اليوبيل الماسي لجلوسها على العرش عام 1897، كما بدت في لوحة زيتية لها. والمعروف أن بريطانيا تحتفل سنوياً بعيد ميلاد الملكة إليزابيث الثانية، في منتصف شهر يونيو بإحتفال رسمي سنوي يعرف ب«تروبينغ ذا كلار» Trooping the Color، أي حمل العلم، رغم أنها ولدت في أبريل عام 1926. ووفقاً لتقديرات سابقة تحتل الملكة المرتبة ال245 على لائحة أثرياء المملكة المتحدة، بثروة قدرت بنحو 290 مليون جنيه إسترليني، أي حوالي 446 مليون دولار. وقد لا تجذب الملابس مهووسو الأناقة والموضة، إلا أن الملكة اليزابيث الثانية كوّنت أسلوباً مميزاً لها خلال فترة حكمها التى بلغت الستين عاماً، في إختيار الملابس وإنتقائها من ناحية النوعية والألوان. وصمد هذا الإسلوب المميز في وجه السنين والتغيرات، مانحاً إياها لقب ملكة الألوان، حتى أصبحت ما ترتديه اليوم رمزاً للأناقة الملكية. فعلى مر الستين عاماً الماضية، تطور أسلوب أناقة الملكة إليزابيث إلى ماركة مسجلة ترمز للملكية البريطانية، حيث أصبح الثوب ذو اللون البارز مرافقاً بالسترة والقبعة ذات الألوان المتناسقة، هو الزي الرسمي للملكة. وعندما توجت ملكة على عرش بريطانيا في عام 1952، إختارت الخياط هاردي آيميز ليصمم لها أثواب السهرات الرسمية. وإشتهر آيميز بعدها بتصريحه: أنا لا أختار ملابس الملكة.. فالملكة ترتدي ملابسها بنفسها.. ونحن نزودها بالملابس فقط.. وهناك فرق شاسع بين هذا وذاك. وقال مصمم البلاط الملكي كارل لودفغ ريسه الذى عمل مصمماً لملابسها منذ عام 1988، للسي إن إن أنه: يجب أن نأخذ بعين الإعتبار إختلاف الدول، والمناخ. فالملكة دائما ما تتبع وتحترم التقاليد في البلد الذي تزوره، وهذا ما يطغى على تصميم الثوب لها. وبينما تصيب الحيرة الشخص العادي فيما سيرتدية في اليوم التالي، نجد أن دولاب الملكة يضم العديد من الأثواب المخططة مسبقاً لأشهر عديدة قادمة. وقال أيضاً أن الموضوع ليس كأن الملكة تتساءل أين ستذهب غداً، وماذا سترتدي؟.. لأنه في بعض الأحيان يتم التخطيط للباس الملكة قبل ستة أشهر قادمة، أو حتى عام. ويضيف ريسه، أن الملكة دائماً ما تطلب منه أن يصمم ثوباً أو ثوبين إحتياطيين، بقماش معين، قبل أن تتمكن من إختيار الثوب النهائي الذي سترتديه. ويقول ستيوارت بارفن، مصمم الملكة الحالي، عن كيفية إختياره، أنه في البداية طلبوا منه تصميم أثواب لشخصيات مرموقة ومعروفة للناس، ولم يكن يعلم لمن كان يصمم.. وكان يظن أنها لسياسية أو زوجة رجل أعمال ثري. وأجمع كل من بارفن وريسه على أن الملكة عادةً ما تكون متابعة للثوب خلال مرحلة التصميم. ويقول مصمم القبعات، ميلينير فيليب سوميرفيل، والذي عمل مع الملكة منذ 12 عاماً، إنه لا يعلم متى سترتدي الملكة قبعة معينة، فالأمر يعتمد على المناسبة والمناخ، وأنه يجب عليه تصميم قبعة يجعلها تبرز بين الحشود.