يشكل المسلمون نسبة مقدرة من سكان العالم، بينما يشكل فقراء المسلمين نسبة عالية من فقراء العالم، كيف يستقيم ذلك؟.. وكيف يرضى عنا الله سبحانه وتعالى ورسوله عليه الصلاة والسلام ونحن نحمل لواء الإسلام وراية لا إله إلا الله، وقد قال الفاروق عمر أمير المؤمنين رضي الله عنه وقد كان من أوائل الواقفين في الإسلام: والله لو عثرت بغلة في العراق لسألني الله عنها لِمْ لم أسوِ لها الطريق؟ تلك بغلة «حيوان»، فما بالنا بالإنسان المسلم الفقير، ومن للفقير اذا كانت أوقافنا قفراً، وهي قفر لا من قلة أصول وقفية، وإنما من عدم اضطلاع المؤسسات المالية والبنوك الممولة بمسؤوليتها الاجتماعية في دعم المجتمع بدعمها لمشاريع الأوقاف، فالمسؤولية الاجتماعية مصطلح رائج هذه الأيام حتى بين الدول غير المسلمة والتي لا تعرف التكافل كما علمنا ديننا الحنيف، فيما لو نظرنا الى الأوقاف الغنية لجامعة هارفارد المستلهمة من الفكر الإسلامي والتي تجاوزت أصولها 71 مليار دولار، وأوقاف جامعة ييل التي تجاوزت أصولها الوقفية 41 مليار دولار. تسهم حملة إحياء سنة الوقف في تقديم مبادرات لإيجاد مساعدات لشريحة مهمة في العالم هي الفقراء من محبي الرسول صلى الله عليه وسلم بالسودان من المستفيدين من المصارف الوقفية المختلفة. كيف تستطيع مؤسسات الوقف الإسلامي علاج إشكاليات تمويل استثماراتها الوقفية لصالح تعظيم أصولها الوقفية، وبالتالي توسيع مظلة المستفيدين من الفقراء والمساكين والمحتاجين. والحال كذلك، كيف تستطيع المؤسسات الوقفية جلب تمويل ليس لها أن توفر له ضمانات تقليدية من رهون لأصولها التي لا ترهن ولا تباع ولا تورث؟ كيف نوجد وعاء تمويلياً لاستثمارات الوقف في بلادي في ظل نظرة القطاع المصرفي السوداني المتخوف من تمويل مشروعات الوقف، وتحوط البنوك الأجنبية المستسلمة للنظرة الدولية للسودان، الأمر الذي يضعف خيارات الوقف بالسودان في اللجوء الى المؤسسات المالية لتأهيل مشاريعه على الرغم من أن فرص الاستثمار في السودان هي الأوسع. وبالرغم من أن الأوقاف السودانية تعد من أغنى الأوقاف- كأصول وقفية- في العالم الإسلامي، إلا أن أحجام المؤسسات المالية من تمويل الأوقاف يؤدي الى أن تظل تلك الثروات دفينة مما جعل السودان من الدول الأقل حظاً. إن هذا المشكل يدفع بنا الى أن نحيي الجهود السابقة التي لامست فكرة إنشاء بنك للأوقاف السودانية، وننتهز مناسبة إطلاق حملة إحياء سنة الوقف لكي نبرز الى السطح مجدداً ضرورة أن يكون للأوقاف السودانية بنك يكون الأول من نوعه في المنطقة العربية، يهدف الى استثمار ممتلكات الأوقاف، ويكون وعاءً للأوقاف السائلة النقدية، ويصدر صكوكاً وقفية تشترى بمعرفة الواقف، وينهض بما تقاعست عنه البنوك التجارية الأخرى المحلية منها والأجنبية. تبحث الفكرة عن رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه، يتقدمون بدعم هذا البنك سواء من الدولة أو من القطاع الخاص أو منظمات وقفية، ولم يعد سراً أن حملة إحياء سنة الوقف قد جاءت بعدة مبادرات كي تقدمها تعظيماً لسنة الوقف، وتعمل الحملة جاهدة مع القائمين على أمر الأوقاف القومية بالسودان على بلورة هذا الفهم لاستيعاب فكرة توسيقية لهذا البنك». وتحتمل الفكرة التعاون مع مؤسسات وقف محلية ودولية، وسوف تطرح حملة إحياء سنة الوقف بالسودان ورقة عمل مهمة عن «بنك الأوقاف السوداني» والتي تطرح ضمن عدة أوراق يشملها ذلك اليوم ضمن فعاليات متنوعة لليوم التلفزيوني المفتوح للوقف تحت عنوان «الوقف-الواقع وآفاق المستقبل»، المزمع عقدها خلال شهر رمضان المعظم، وهذا بمثابة دعوة لكل المختصين والمهتمين في قطاع الأوقاف والقطاع الاقتصادي والمصرفي والواقفين، للمشاركة في المداخلات التي سوف تعقب تلك الورقة المهمة، فهلا يا باغي الخير فاقبل. نذكركم بأن شعار الحملة هو «لا تشغلك متاهة الحياة- الوقف طريقك الى الجنة». مستشار مدير عام حملة إحياء سنة الوقف