تصوير: سفيان البشرى قصة أغرب للخيال.. تسلسلها درامي يثير العديد من الأسئلة المشروعة.. هل حياة الإنسان معلقة بالأوراق التي تثبت تمام صحته الجسدية بعد الفحص الطبي.. أم يظل في حيرة رغم تقدم الطب وطرق الفحص عبر الأجهزة الحديثة وكيف يفقد جزءاً من أعضائه الحيوية وتقول التقارير الطبية إنها موجودة!! وكيف يدخل الطفل ذو الثلاثة عشرة عاماً بكسر في اليد ويخرج بدون كلية ٭ أصل الحكاية: السقوط من أعلى النخل عادة ما يحصل في الولاية الشمالية.. الطفل «بشير عبد الله» وقع وكسر يديه ورجليه وعلى إثرها أدخل للمستشفى وأجريت له الإسعافات.. ولكن في ذات اللحظة بدأ يعاني من أوجاع في البطن، وبعد الفحص اتضح أن لديه نزيفاً وتم إجراء عملية جراحية له من الساعة (11) مساءً وخرج الساعة (2) صباحاً.. وبحسب تقرير الطبيب قال إن الطوحال تالف وكذلك الزائدة ملتهبة وإنه أزال الطوحال.. ولكنه ظل يعاني طوال اليوم من العملية بالمستشفى العسكري بمروي.. ورغم ذلك مازال الكسر في يده ورجله تحت التجبير وظل بالمستشفى لمدة شهر واتضح أن التجبير خطأ ويحتاج إلى معالجة وتم تحويل الطفل بشير إلى الخرطوم في رحلة البحث عن علاج!! ٭ الخرطوم.. تضارب التقارير: يحكي والده بحسرة رحلة العذاب والأوراق والتشخيص الخطأ.. وفي مستشفى السلاح الطبي تم إجراء عملية مسطرة وعلاج لليد المكسور وتم شفاء الطفل بشير.. وبعد أربعة شهور حدث نزيف في البطن للطفل «بشير» وبعد الفحص والأشعة مرة أخرى بالخرطوم اتضح بعد الموجات الصوتية أنه أنه لا توجد كلية يسرى وتفاجأ، الطفل بسؤال الطبيب عن تاريخ وسبب إزالة الكلية اليسرى بحسب صورة الأشعة والتقرير، وهنا كانت المفاجأة وبداية رحلة البحث عن الكلية المفقودة للطفل «بشير» والذي بحسب أول تقرير طبي عند دخول المستشفى العسكري بمروي أنه توجد كليتان والآن التقرير الثاني يوضح أن الكلية اليسرى أزيلت، وتضاربت التقارير مع التقرير الثالث بعد إحالته لمستشفى «ابن سينا» حيث الانتظار لعملية الحالب الداخل للمثانة وللمفاجأة جاء تقرير اللجنة بمستشفى ابن سينا أن هنالك كليتين وأن الكلية اليسرى تقبع خلف اليمنى رغم تقرير البروفسير في ابن سينا بأن الحالب مقطوع بعملية.. ورحلة تضارب التقارير تتواصل وتم إجراء صورة أخرى في معمل خارجي أثبتت أنه ليس هنالك كلية يسرى!! ٭ وهكذا منذ 92/01/1102 حيث بدأت رحلة الابتلاء والعذاب للطفل «بشير عبد الله» ابن الثلاثة عشرة عاماً وحتى تاريخ اليوم وهو طريح الفراش ولسان حاله يقول أين كليتي اليسرى؟! وهل هي موجودة أم أزيلت بفعل فاعل؟! واللجنة الطبية قررت الجلوس لمقارنة التقارير ودراستها. والسؤال لماذا يحدث كل هذا ومن وراءه..؟ وللقصة بقية..!!