كفانا فلان وعلان وغيرهما من الذين ظلوا يحملون ملفات التفاوض لمعالجة الأزمات التي تنشب بين آونة وأخرى، مع أشقائنا في دولة جنوب السودان، فلقد آن الآوان لتغيير تلك الوجوه المكررة أو الاستغناء عن بعض منها، والاستعانة بوجوه جديدة مقبولة قد تنجح في الاختراق والوصول إلى معالجات نهائية لتلك الأزمات المتكررة بيننا ودولة جنوب السودان، وأنت حينما تغير الوجوه ليس بالضرورة أن تغير أوراقك السياسية المتعلقة بالتفاوض، أو الاستراتيجية التي تبنى عليها مواقفك في الملفات المطروحة، بل يكون التغيير في الأسلوب والتعامل عبر شخصيات أكثر قبولاً عند أخوننا في جنوب السودان.. فالعلاقات الاجتماعية والثقة المتبادلة يمكن أن تقود في نهاية الأمر إلى اتفاق، وتكفي المؤمنين طول الخصام واستمرار الاقتتال، وعلى سبيل المثال يمكن لرئيس الوفد السوداني أن يكون من المؤتمر الوطني بمشاركة ممثلين للقوى السياسية الأخرى، كالاتحادي الديمقراطي «الأصل»، وحزب الأمة القومي، والحزب الشيوعي، وحتى المؤتمر الشعبي، إن أراد الالتزام بالورقة التفاوضية المتفق عليها، وأيضاً مهم جداً تمثيل منظمات المجتمع المدني، حتى يصبح وفد السودان المشارك في المباحثات شاملاً وملمزماً لكل أطراف الشعب السوداني.. إن تغيير الوجوه لا يغير في الأرواق والثوابت الوطنية، التي هي مسؤولية كل مواطن في كل حزب، معارضاً كان أو في الحكومة.. فحدود السودان الجغرافية معروفة، ولا تنازل عن شبر فيها، ومعالجة الأزمات في جنوب كردفان والنيل الأزرق يجب أن تتم بالتفاوض ودون تدخل من حكومة الجنوب، أو دعم أو مساندة للمعارضة العسكرية، حتى نستطيع سوياً تجاوز المحنة الحالية التي في نهاية الأمر قد أضرت بمصالح الشعبين في الشمال وفي الجنوب.