إن منطقة همشكوريب تعتبر قبلة للدارسين للدين الإسلامي الحنيف، وهذه المنطقة اختارها الشيخ بعد أن رآها في المنام وكلمة «همشكوريب» هي بلغة البداويت وتفسر بالعربية «بالسرج الأغبش» ومنطقة السرج الأغبش، أصبحت بفضل الله ثم بمجهودات ذلك الولي الذي اخرج إنسان تلك المنطقة من الجهل والحروبات بين القبائل إلى تآخي وسلام في محتمعات كانت في السابق تغرق في بحور من الدماء، لأسباب تافهة، وذلك بسبب ضعف الوازع الديني، ولكن سخر لها الله هذا الشيخ الجليل وألف بين شعوب هذه المناطق، وأدخل بينها المحبة والتآخي في الدين، بل جلب لهم هذا التآخي من شتى بقاع السودان والدول المجاورة، وتعدى الأمر إلى معظم الدول الإفريقية والآسيوية لطالبي علوم الدين الإسلامي الحنيف وأصبح الذين نالو العلم في هذه المنطقة سفراء لهذه المنطقة في دولهم ومناطقهم، فهو لا يعترف بالحدود الجغرافية أو القبلية، بعد أن رسخ في ذهنه مفهوم الدين الإسلامي ورسالة الإسلام الإنسانية، فيقول لك بكل فخر واعتزاز إنه ينتمي إلى جنسية هؤلاء «الكورياتي» أي طالبي العلم، وبهذا النهج وضع الشيخ علي بيتاي أساساً متيناً سار على نهجه أبناؤه وأتباعه، وبهذه المناسبة نناشد بتعمير منطقة همشكوريب، وأن يكون لها الأولوية في التنمية، وخاصة أنها شهدت الحروب التي دارت بين الحكومة والمعارضة في الشرق وتأثر إنسان المنطقة بتلك الحروب.