الدكتور.. والي الخرطوم.. عبد الرحمن الخضر.. لك التحايا والود والسلام.. وفي هذه الأيام العاصفة.. نصر إصراراً.. ونلح إلحاحاً.. أن نتونس معك.. ليس قتلاً لفراغ.. أو استهانة بموقف.. كما إنه ليس انصرافاً عن قضايا الوطن الملحة.. ولا ذاك الوجع الذي هبط بل أناخ بكلكله على الجماهير.. ولكن لأن الأفكار العظيمة.. لا تأتي إلا في أشد المنعطفات حرجاً.. وأجل الأوقات خطورة.. وكنا نود أن نقول لك إن الحرمان طاقة بل سحابة حبلى بالإبداع والروائع.. كنت أود أن أعطيك آلافاً من ينابيع الدهشة والجمال والمحال التي سالت جداول من غناء عاصف تعدو به الريح.. أو نثراً ناءت به صفحات الورق.. بعد أن سالت دموع الخاسرين عشقهم أنهرا وبحاراً.. كنت أود أن أقول لك لولا إني تذكرت إنك وجمهرة «الإسلاميين» أو تحديداً الإخوان المسلمين.. لا تأبهون كثيراً أو قليلاً بالغناء، والوتر المشدود، والطبل الرازم.. وعندكم الحب والهيام واستشهاد بقصص الحب النبيلة.. ليس أكثر من عبث صبياني و «قلة شغله» إن لم أقل «قلة عقل».. لا بأس من هذه المقدمة «العابثة» ولكن دعني أطمئنك.. أن ونستي معك ستكون جادة.. أطرح لك هموم الولاية.. بل همومنا نحن سكان وقاطنو ومواطنو الولاية.. وعذراً شاسعاً للأحبة في باقي ولايات السودان التي أحملها في آخر بوصة من فؤادي.. كالحب.. كالحب.. نبدأ الونسة.. نستهلها بكلمات قالها «مرشحكم» من وراء الحدود «محمد مرسي» قال «أخوكم» محمد مرسي، وبعد أن فاز «بصعوبة» وفي أول إطلالة له على شعب الكنانة.. قال.. إني رئيس كل المصريين الذين قالوا نعم.. والذين قالوا لا.. وحتى الذين لفهم الصمت ولزموا البيوت.. بالمناسبة يا دكتور أنا كنت من أشد المناصرين الداعمين- أيضاً من وراء الحدود- للفريق شفيق.. سألت الله في ضراعة العدوية وخشوع ابن الفارض أن ينصره على «مرسي» ولكن.. مهلاً إن كل دور إذا ما تم ينقلب.. في هذه الحالة.. أنت مدين لي بعزاء في سقوط شفيق.. الذي أسقطه حقاً وفعلاً حسني مبارك.. وذلك عندما دفع به ورقة أخيرة.. في خضم بل في أتون سعير له ضرام في تلك الأيام الحافلة بالرعب.. والسحب.. فاحترق الرجل كما تحترق ورقة مبتلة بالكيروسين وسط شعلة من اللهب.. الرجل لم يدر ملفاً واحداً.. لم يصدر أمراً واحداً.. لسبب بسيط.. فقط لأنه صار رئيساً للوزراء لمدة ثلاثة أيام فقط.. حيث لا مجلس وزراء.. ولا وزراء.. فقط كانت كل الجماهير.. كل أجهزة الأمن في الشارع.. ثوار.. وجنود حبيب العادلي.. أعود إلى حديث مرسي.. الذي قال.. إنه سيكون رئيساً لكل المصريين لأقول.. إني أخاطبك اليوم.. لأني أعتقد إنك والٍ لكل مواطني الولاية أو يجب أن تكون.. وأنا أحد أفراد شعب الولاية.. ميلاداً ونشأة.. ولكني لم أصوت في الانتخابات التي أتت بك والياً.. بل صدقني.. إني لم أعرف أي موقع من مواقع الاقتراع.. ولكن دعني أهمس في أذنك.. حتى لا يسمعنا أحد خاصة أولئك الذين يفصلون «جلاليب» المواقف والمواقع حسب أهوائهم وأمنياتهم الحميدة أو الشريرة.. دعني أهمس في أذنك إنك إذا قررت أن تخوض انتخابات الولاية مرة أخرى، دعني أؤكد لك أني سوف أصوت لك لا محالة.. بشرط واحد.. أن «تنزل» الانتخابات مستقلاً.. والشرط الثاني هو أن يعلن الإخوة في المؤتمر الوطني.. إنك خارج عن اجماع الجماعة.. وإنك لا تمثل إلا نفسك.. هنا.. «صوتي مضمون» ضمان «الماهية» لك ولا نامت أعين المتنطعين.. لك أن تسألني.. من أين لك كل تلك الثقة في إني سأكون والياً للموالين والمعارضين.. لأقول.. لقد خبرنا قبلك وفي عهدكم- عهد الإنقاذ الذي تطاول حتى بتنا لا نعرف له نهاية- خبرنا غيرك وكان كل الذين مروا من بوابة الولاية.. قد اعتبرونا نحن المعارضين.. من أهل الذمة.. ولم يتبق لهم غير أن يطالبونا بدفع الجزية ونحن صاغرون.. مع السلامة وبكرة نبدأ..