أشهد الله وحملة عرشه وملائكته أني أحبك في الله أخي عبد الحليم، التقيتك أول مرة وأنت محافظ لبورتسودان- مطلع تسعينات القرن الماضي وأنا وكيل أول الثروة الحيوانية بوزارة الزراعة والموارد الطبيعية والثروة الحيوانية.. كان لقاء طيباً في الثغر الحبيب، وأذكر آراءك الجميلة في مجال تطوير وتنمية الثروة الحيوانية، تابعت هذا النشاط وأنا خارج البلاد ،وأنت والٍ لولاية الخرطوم، ولا ينكر جهدكم العظيم في تأسيس البنيات التحتية، وتطوير المدينة العظيمة قلب أفريقيا النابض «الخرطوم» إلا مكابر أو جاحد. عقب عودتي من الخارج وعند تقلدي إدارة المواصفات التقينا عابراً في موضوع «برومات البوتاس» المادة المسرطنة، والتي كانت تدخل في الخبز، كما تعاونا في معالجة المخالفات في شأن المياه المعبأة، ولا أقول المياه المعدنية، فهو ماء طبيعي من النيل أو الآبار، كانت لمساهماتك المادية وحضورك الشخصي في الاجتماعات، ومعنا الأخ الكريم وزير الدولة للصناعة م. علي أحمد عثمان دور فاعل في معالجة المشكلات العالقة مع أصحاب المخابز وشركات المياه. ثم كان اللقاء الجامع بحضور والي الشمالية الأستاذ فتحي خليل، وخلال رمضان عام 1431ه، بحاضرة الولاية «دنقلا» وبعد منتصف الليل وأنت تحاور المزارعين في شأن الموسم الزراعي، ويبدو أنك وحظوظك مع الزراعة غير موفقة.. ولا أنسى الجدل الساخن مع الحضور إنتهاء بقولك ل 62% من المزارعين وهم أسياد البلد «صغار المزارعين» بأنك غير متحمس لدعم أي شخص يزرع مساحات صغيرة «كما أنك سخرت من نوعية التمر الذي يزرعونه منذ عهد بعانخي، وقلت لهم- وهم في شهر الصيام- إنه لا يصلح إلا لانتاج- وأشرت بدفقه نحو فمك- «العرقي»!!. ولاحقتك لعنة الزراعة طوال العام الماضي ولازالت.. فالمشوار الطويل مع زهرة الشمس وصلاحيتها والاتهامات التي تابعها رئيس لجنة الزراعة والثروة الحيوانية بالمجلس الوطني- آنذاك- الأستاذ يونس الشريف «عضو المجلس الوطني- فني بيطري» التدقيق والحرص في الملاحقة والمتابعة اللصيقة غيبت الأستاذ يونس، ومع أزمة القطن المحور وراثياً- ظهر رئيس لجنة جديد الأستاذ عمر علي «محسوب على مجموعة الشريف بدر رئيس مجلس إدارة مشروع إدارة الجزيرة السابق»!. أخي الكريم د. عبد الحليم وأنت تستغل إحدى المروحيات لمتابعة الموسم الزراعي، وفي تلك الرحلة الحزينة التي افتقدنا فيها الشهيد الطاهر صديق، مدير عام هيئة البحوث الزراعية وبعض زملائه، وإخوة معك من الوزارة، سعدنا والله لنجاتك ونجاة الزائر الكريم من إيران ومن مد الله في آجالهم، وسألنا المولى جل وعلا الفردوس الأعلى لمن أصطفاهم، وأركز بالذات علي مدير هيئة البحوث الزراعية والذي استشهد في (27) فبراير الماضي.. منذ تلك الفترة والهيئة «ثلاثة أشهر بالتمام» والهيئة بدون مسؤول أول! والناس تتابع صراع الأفيال من يتسنم موقع الشهيد الطاهر صديق؟ الناس من وراء الكواليس تتحدث عن شخص يستطيع د. المتعافي أن يروضه، وأن يؤكد وفاءه وأخلاصه له ليعلنه مديراً عاماً صحيح؟ المسرحية التي تمت بخصوص القطن المحور وراثياً والتي تبرأ من اللعب في فصولها الباهته- بعض العلماء ورغم اختياركم لهم لعضوية مجلس السلامة الحيوية القومي، بل وفي اللجنة الفنية، ولكنهم راجعوا ضمائرهم واحترموا علمهم وعقولهم ورفعوا الكرت الأحمر- أمام العلماء المسيسين!! وكانت النتيجة قبول عينات مرشحة للدخول للبلد للحاق بالموسم الجديد! والعلماء الحقيقون يضعون أياديهم على قلوبهم متحسبين مما قد يطرأ في المستقبل من تلوث للبيئة، وأمراض حساسية وخلافها للبشر ولمنتجات الحيوان.. ابن الدفعة الأخ الكريم «حساس محمد حساس» وصاحب عمود «الغيبونه» في صحيفة الانتباهة بروف محمد عبد الله الريح اجتهد وثابر في تجميع معلومات وأفرة من ال «NET» وطمأنك بأن لا حرج في هذه الدفعات، التي باركتموها لتزرع ثم تحصد ثم تلبس!! بل بالغ عندما طلب اليك أن تبقى على ابتسامتك وسيتكفل هو بالتكشير على المعارضين «والغرابة» هم بروفات مثله، ولكن في تخصص آخر!!. نعم أخي عبد الحليم ابتسامتك في وجه أخيك صدقة، وابتسامتك الدائمة صدقة جارية بإذن الله !! ولكن أمامك مواقف أخلاقية حساسة بقيت في موقعك أو غادرت الزراعة، أولاها وأهمها التجرد والصدق مع الدفعة القادمة خمسمائه طن بذور قطن محورة وراثياً- في طريقها أم تسللت إلى الحقل!! وكيف يتم ذلك ولم تجر أي تجارب عليها؟! أليس هو تسييس العلم في ظروف الغفلة والاستغفال التي نعيشها، ثم الأمر الآخر اختيار القوى الأمين«العالم الصادق» الذي لا يخشى في الحق لومة لائم ليتقلد منصب مدير عام هيئة البحوث الزراعية. حاشية: أقول لك في عليائك أخي المتعافى ما جاء في الأثر: العلماء ورثة الأنبياء؛ أعطهم حقهم من باب الوفاء، والوفاء من الإيمان. وأعلم أن السياسة لعبة قذرة.. فلا تلوث أياديكم الطاهرة بها.. ألا هل بلغت اللهم فاشهد!.