إستعرضت فى العمود السابق الرؤساء الذين تمت محاكمتهم بالسجن أو بالإعدام بعدما ثارت شعوبهم عليهم، وأواصل اليوم لأستعرض عدداً أخر من الرؤساء الذين لقوا نفس المصير فى آسيا وفى أفريقيا وفى العالم العربي. ففى العالم العربي كان أشهر من تمت محاكمتهم وإقرار عقوبة بشأنهم الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين، إلا أن محاكمته تمت في ظروف الإحتلال الأمريكي للعراق حيث وجهت إليه إتهامات بالقتل والتعذيب وإنتهاك القوانين الدولية وتم إعدامه فجر يوم عيد الأضحى عام 2006. وحكم القضاء العسكرى التونسى بالإعدام على الرئيس المخلوع زين العابدين بن على الذى فر إلى السعودية، ويحاكم غيابياً هو والعديد من مساعديه بتهمة قتل المتظاهرين خلال ثورة الياسمين التى أطاحت به، وكان بن على واجه أحكاماً بالسجن لمدة 50 عاماً وغرامة بملايين الدولارات بتهم الفساد وإستغلال النفوذ وحيازة أسلحة وذخائر فى القصر. كما حكم على زوجته ليلى الطرابلسى وعدد من أركان نظامه بالسجن عشرات السنوات بتهمة الفساد والإختلاس وإستغلال النفوذ. ويُلاحق فى قضية قتل المتظاهرين رفيق بلحاج قاسم وأحمد فريعة وهو آخر وزيرى داخلية فى عهد بن على، وعادل التيويرى، المدير العام الأسبق للأمن، وجلال بودريقة المدير السابق لجهاز مكافحة الشغب. وعلى الصعيد الأفريقى، تمت محاكمة رؤساء سابقين من أشهرهم الرئيس الإثيوبى الأسبق منجستو هايلا ميريام الذى واجه حكماً بالسجن مدى الحياة عام 2007 بتهمة إرتكاب جرائم إبادة خلال فترة حكمه التى ُعرفت بإسم الرعب الأحمر، إثر إنقلابه ضد الإمبراطور هيلاسلاسى عام 1974. وقاد البلاد بقبضة حديدية وإنفرد بالحكم المطلق وأعدم رموز العهد السابق فى عهده الثورى ضد أعداء الثورة والإمبرياليين، وبلغ ضحاياه 100 ألف بسبب الترحيل القسرى إلى أن قضت محكمة أخرى بإعدامه فى عام 2008. ومن الرؤساء الأفارقة الذين خضعوا لمحاكمات دولية الرئيس الليبيرى السابق تشارلز تايلور الذى حكمت عليه المحكمة الجنائية الخاصة بسيراليون مؤخرا بالسجن 50 عاما، بعد إتهامه عام 2003 بإرتكاب جرائم ضد الإنسانية خلال الحرب الأهلية التى ُقتل فيها 120 ألف شخص، وهو أول رئيس أفريقى يحاكم أمام القضاء الدولى، كما أًُدين إبنه فى الولاياتالمتحدة وُحكم عليع بالسجن لمدة 97 عاماً. وفى مالى، حكم على موسى تراورى الرئيس الأسبق بالإعدام مرتين لإرتكابه جرائم سياسية عام 1993، كما واجه حكماً بالإعدام مع زوجته عن جرائم إقتصادية فى عام 1999 لكنهما حصلا على عفو عام 2002. وكان تراورى أُطيح به فى عام 1991 خلال تمرد شعبى عنيف، بعد حكم إستمر 23 عاماً. كما ُحكم على الرئيس الموريتانى الأسبق محمد خونا ولد هيدالة بالسجن 5 سنوات مع وقف التنفيذ بتهمة الإعتداء والتآمر لتغيير النظام الدستورى بالعنف. وفى آسيا، تمت محاكمة الرئيس الإندونيسى الأسبق سوهارتو عام 2000 بتهمة إستغلال النفوذ ونهب أموال الشعب بعد وضعه تحت الإقامة الجبرية، إلا أن محاكمته تأجلت لتدهور صحته حتى عام 2006 ثم وافته المنية عام 2008، وعانى الشعب خلال فترة حكمه على مدار 30 عاماً من القمع والإستبداد والإغتيالات، وأُعيد إنتخابه عام 1998 للمرة السابعة، لكن إجتاحت البلاد مظاهرات أجبرته على التنحى ووصلت البلاد إلى حالة من الفقر الشديد بسبب سياساته وتلاعبه فى المال العام وقدرت ثروته بنحو 16 مليار دولار. وُحكم على رئيس كوريا الجنوبية الأسبق الجنرال شون دوهوان، الذى حكم من عام 1980 حتى عام 1988، بالإعدام فى عام 1996 بسبب إنقلاب عسكرى فى عام 1979، وقيامه بقمع مظاهرات شعبية قتل فيها 200 شخص عام 1980. وإُتهم رئيس الفلبين الأسبق جوزيف سترادا بالفساد وأطاح به تمرد شعبى بمشاركة الجيش عام 2001، بعد أن فشلت محاولة إقالته، وُحكم عليه بالسجن المؤبد بعد إدانته بالرشوة والفساد، بينما لا تزال رئيسة الفلبين السابقة جلوريا أورويو فى المستشفى بإنتظار محاكمتها بتهمة تزوير الإنتخابات.