في إحدى الدول العربية جرت محاكمة لص لمحاولته التهام مؤخرة دجاجة ، الحكاية وما فيها أن اللص تسلل خلسة إلى مطعم مختص بتقديم وجبات الدجاج مع الأرز ، بعد إغلاق المطعم أبوابه ، ومن سوء حظ ألحرامي الذي كان يبحث عن ما خف وزنه وغلا ثمنه أن أحد العاملين كان ما يزال في المطعم ، المهم اللص لم يجد ما كان يحلم به فما كان منه سوى الاتجاه نحو الشواية واقتلع مؤخرة دجاجة وقبل أن يلتهمها ضبطه عامل المطعم بالجرم المشهود ، وفي المحكمة وأمام ناظر القضية أنكر اللص انه تسلل إلى المطعم للسرقة ولكن اعترف بأنه اقتلع مؤخرة دجاجة لالتهامها ،.فضلا لص مؤخرة الدجاجة ليس موضوعنا اليوم ولكن الحكاية تتعلق بدجاجة بطلة جهجهت مواطنة أمريكية وجعلتها ترفع عقيرتها وتقول أروب ، والحكاية وما فيها أن الدجاجة ليست مصابة بأنفلونزا الطيور ولكنها دجاجة بيت مربربة وعايشه على الغالي والقصة وما فيها أن كلاب المرأة الأمريكية وهي من نوعية «تشيواوا» أرعبت دجاجة يمتلكها جيرانها ، ما أدى إلى نفوق الدجاجة ، وعندها رفع صاحب الدجاجة التي ذهبت ضحية الرعب دعوى ضد صاحبة الكلاب والتي يمكن أن تواجه تهمة الإساءة إلى الحيوانات، وبالمناسبة تهمة الإساءة إلى الحيوان في أمريكا تصل عقوبتها إلى السجن سنة مع غرامة قدرها ألف دولار ورقة تنطح ورقة . طبعا القصة طريفة وتجعل الإنسان يفطس من الضحك ، المهم إذا كانت القوانين الأمريكية تراعي مشاعر الحيوانات وتنتصر لها ضد الذي يهينونها أو يمارسون التعسف معها ، فإن الإنسان في الدول التي تعاني من القبضات الديكتاتورية ، يذهب فطيس ويموت موتة كلب دون أن يجد من ينصفه ، ومثل هذه السيناريوهات تحدث في السودان وفي غيره من الدول التي لا تعترف بثقافة الحقوق وإنصاف الغلابا والمسحوقين والمعذبين في الأرض ، أسمعوني منذ انطلاق ثورات الربيع العربي فإن هناك آلاف الضحايا انتقلوا إلى الضفة الأخرى ، وللأسف بدأت بوادر هذه المآسي في السودان ولكن كل الذين ذهبوا ضحية العنف لم يجدوا من ينصفهم سواء في تونس ، مصر ، ليبيا ، واليمن وأخيرا في سوريا ، لأن الإنسان في الوطن العربي رخيص رخص التراب ، على فكرة إذا كانت الدجاجة الأمريكية وجدت من ينصفها وينتصر لها فإن المرأة السودانية تعاني من عمليات التعنيف والتعسف من أقرب المقربين لها ، وبصراحة أن أي رجل يمارس العنف ضد المرأة في الغالب يكون أما أنه يعاني من العجز الجنسي أو من مركب نقص من العيار الثقيل أو أنه مجرد ثور بليد ، بالمناسبة تشير بعض الإحصائيات أن هناك امرأتين من كل خمسة نساء في السودان يتعرضن إلى التعنيف والتعسف من قبل أصحاب القبضات الحديدية ،عفوا أقصد القبضات الرخوة ، لكن بصراحة أسوأ أنواع التعنيف ما يحدث هذه الأيام في الشارع السوداني من قبل القبضات الحديدية ضد المحتجين ولع لي النحرقو .